بينَ مجارٍ عاجزةٍ عن تصريفِ مياهِ الامطار، وحكومةٍ معلَّقةٍ عن تصريفِ الاعمال، غرقَ اللبنانيونَ اليوم، وحُبِسَ بعضُهم على الطرقات..
هو مشهدٌ ليس جديداً، يتفاجأُ به اللبنانيون، حكومةٌ ووزاراتٌ معنيةٌ وبلدياتٌ ومواطنونَ عندَ اولِ زخاتِ المطرِ من كلِّ عام، يضافُ اليها الآنَ ارتفاعُ منسوبِ الغضبِ العام، وتعطيلُ البلدِ بفعلِ فاعلٍ عن كلِّ مظاهرِ الحياة ..
غرِقَ اللبنانيون اليومَ وهم عَطشى، وغاب المعنيون، وحضرَ المستثمرونَ في كلِّ شيء، وتقطعت اوصالُ الوطنِ التي ما لبثت اَن نجت من قطّاعِ الطرق ..
وفيما طفا على المشهدِ حالةُ الطوفان، فانَ الملفَ الحكوميَ ما زالَ الى الآنَ على برِّ الامان، والعينُ على الاثنينِ المقبلِ موعدِ الاستشاراتِ النيابية، فيما اللبنانيون منشغلونَ بتَعدادِ تلكَ الساعاتِ الثقيلة.. امّا السؤالُ عن سببِ تأخيرِ الاستشاراتِ الى الاسبوعِ المقبل، فقد عزتهُ مصادرُ مطّلعةٌ الى اعطاءِ رئيسِ الجمهوريةِ فرصةً إضافيةً لكي تتثبّتَ مواقفُ كلِّ الكتلِ من موضوعِ التكليفِ كما التأليف، بوضوحٍ لا لَبسَ فيه..
فيما التهويل بدا واضحاً لدى البعضِ الـمُصرِّ على الانهيارِ السياسي والاقتصادي، محاولاً تثبيطَ كلِّ العزائمِ والتشويشَ على كلِّ بشائرِ الحلول، ما دامَ انَ الخوفَ الاساسيَ لدى هؤلاءِ عدمُ قدرتِهم على الاستثمارِ سوى بالفوضى والازمات..
اما المأزومُ سياسياً الى حدِّ الاختناق، اي رئيسُ وزراءِ العدوِ بنيامين نتنياهو فقد كانَ صريحاً ووزيرَ الخارجيةِ الاميركيةِ مايك بومبيو بالاستثمارِ العلني لما يَجري في لبنانَ وصولاً الى العراقِ وايران.. ومن لشبونة البرتغاليةِ كانت الاشاراتُ لركوبِهما موجةَ الاحتجاجات، قبلَ ان يوضحَ الاعلامُ العبريُ انَ ما يَجري في لبنانَ والعراقِ بحسبِ الاميركي والاسرائيلي هو فرصةٌ لمواصلةِ الضغطِ على ايران .
المصدر: مقدمة المنار