الامام الخامنئي: على العالم الإسلامي تطبيق دروس الحج لوقف مآسي غزة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الامام الخامنئي: على العالم الإسلامي تطبيق دروس الحج لوقف مآسي غزة

الامام الخامنئي

دعا الامام السيد علي الخامنئي الخميس في رسالته لحجاج بيت الله الحرام “العالم الإسلامي إلى تطبيق دروس الحج لوقف مآسي غزة”.

وقال الامام الخامنئي إن “العالم الإسلامي يحتاج إلى تطبيق دروس الحج الآن أكثر من أي وقت مضى وهذا هو موسم الحج الثاني الذي يتزامن مع المآسي التي تشهدها غزة وغرب آسيا”، واضاف “لقد أوصلت العصابة الصهيونية الإجرامية التي تحكم فلسطين الكارثة في غزة إلى حد لا يصدق من القسوة والوحشية والشر الذي لا مثيل له”، وتبع “الآن يُقتل الأطفال الفلسطينيون عطشاً وجوعاً، بفعل القنابل والرصاص والصواريخ ويتزايد عدد العائلات الحزينة من أحباء وشباب وآباء وأمهات يوما بعد يوم”، وسأل “من الذي يجب أن يقف في وجه هذه الكارثة الإنسانية؟”.

وأكد الامام الخامنئي ان “الحكومات الإسلامية هي المخاطب الأول بهذا الواجب، والشعوب هي التي تطالب الحكومات بالعمل به”، واوضح انه “قد تكون للحكومات الإسلامية اختلافات سياسية في الرأي حول قضايا مختلفة، ولكن هذا لا ينبغي أن يمنعها من التوصل إلى اتفاق والتعاون بشأن قضية غزة الرهيبة والدفاع عن أكثر مجموعة من الناس مظلومين في العالم اليوم”، ولفت الى انه “يجب على الحكومات الإسلامية أن تقطع كل سبل المساعدة عن الكيان الصهيوني وتمنع المجرم من مواصلة سلوكه الوحشي في غزة”.

وشدد الامام الخامنئي على ان “أمريكا شريكة مؤكدة في جرائم الكيان الصهيوني ويجب على الذين علاقات لهم مع الأميركيين في هذه المنطقة والمناطق الإسلامية الأخرى أن يستمعوا إلى نداء القرآن الكريم للدفاع عن المظلومين وإجبار الحكومة الأميركية المتغطرسة على وقف هذا السلوك الظالم”، ولفت الى ان “طقوس الاغتسال في الحج تعتبر خطوة في هذا الاتجاه”.

وأكد الامام الخامنئي ان “المقاومة المذهلة لشعب غزة وضعت القضية الفلسطينية في مقدمة اهتمامات العالم الإسلامي وكل أحرار العالم”، ورأى انه “يجب اغتنام هذه الفرصة والإسراع في مساعدة هذه الأمة المضطهدة، ورغم مساعي المتغطرسين وأنصار الكيان الصهيوني لنسيان اسم وذكرى القضية الفلسطينية، إلا أن الطبيعة الشريرة لقادة هذا الكيان وسياساتهم الغبية خلقت وضعاً أصبح فيه اسم فلسطين اليوم أكثر إشراقاً من أي وقت مضى وأصبحت الكراهية العامة للصهاينة وأنصارهم أعظم من أي وقت مضى”، واعتبر ان “هذه فرصة مهمة للعالم الإسلامي”.

وقال الامام الخامنئي إنه “يجب على المتحدثين وأصحاب السلطة الاجتماعية أن يعملوا على توعية الشعوب وحساسيتها وتوسيع المطالب المتعلقة بفلسطين”، وتابع “لا ينبغي لكم أيها الحجاج المباركون أن تفوتوا فرصة الدعاء والاستعانة بالله تعالى خلال مناسك الحج، وطلب النصر من الله تعالى على الظالمين الصهاينة وأعوانهم.

وحول معاني الحج، قال الامام الخامنئي إن “الحج هو أمل المؤمنين، وعيد الراغبين، وقوت المحظوظين. وإذا اقترن بمعرفة خباياه الغامضة فهو الشفاء من أعظم آلام الأمة الإسلامية، بل وآلام البشرية جمعاء”، وتابع ان “رحلة الحج ليست كغيرها من الرحلات التي تكون للتجارة أو السياحة أو غيرها من الأغراض المتنوعة، إن رحلة الحج هي ممارسة الهجرة من الحياة العادية إلى الحياة المرغوبة، الحياة المرغوبة هي حياة توحيدية يكون فيها الطواف الدائم حول محور الحق والسعي الدائم وسط القمم الصعبة والرمي الدائم على الشيطان الرجيم، والقيام بصلاة ممزوجة بالذكر والدعاء، وإطعام الفقراء العالقين والعابرين، والمساواة بين جميع الناس باى لون وعرق ولغة وجغرافية، والاستعداد للخدمة واللجوء إلى الله، ورفع راية الدفاع عن الحق في كل وقت، هي المكونات الأساسية الدائمة وتجمع مناسك الحج نماذج رمزية من هذه الحياة وتعرف الحاج بها وتدعوه إليها”.

واوضح الامام الخامنئي انه “لسماع هذه الدعوة، ينبغي أن ينفتح القلب والعينان الخارجي والداخلي، يجب عليك أن تتعلم وتصمم على تطبيق هذه الدروس”، واضاف “كل شخص في حدود قدرته يستطيع أن يخطو خطوة على هذا الطريق والعلماء والمثقفين وأصحاب المناصب السياسية والمكانة الاجتماعية أكثر من غيرهم”.

المصدر: وكالة مهر