رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أنه و”بعد إنجاز هذا النصر الكبير الذي تحقق على أيدي المقاومين والمجاهدين الأبرار، وبعد هذه الفرحة الوطنية العارمة، التي عمّت كل لبنان، ما خلا بعض الأصوات الموتورة، نتطلع بأمل وثقة مطلقة بأن هذا النصر سيستكمل، وسيتحقق بإذنه تعالى على أيدي جيشنا الوطني وقواتنا المسلحة التي نعتبرها ملاذ اللبنانيين وخشبة خلاصهم، وبها تتأكد الوحدة، ويقوى الوطن، وتقوم الدولة التي نريدها جامعة وحاضنة للجميع، وعاملة في خدمة لبنان وحمايته”. وفي خطبة الجمعة، التي القاها في مسجد الإمام الحسين (ع) في برج البراجنة، لفت الشيخ قبلان الى أن “ما شهدناه بالأمس في القاع هو عرس وطني، ونصر مؤزر لجميع اللبنانيين، صنعته الدماء الزكية والتضحيات الباهرات، التي أكدت أن لبنان سيد حر بجيشه ومقاومته وشعبه، وأن كرامته وكرامة أبنائه ترسخها الملاحم البطولية، وليس بالتلطي وراء الرهانات الخارجية”.
كما جدد قبلان المطالبة بمؤازرة الجيش اللبناني، قائلاً “من هنا، ونحن على مشارف معركة الانتصار النهائي على عصابات الإرهاب والتكفير، نجدد مطالبتنا الأفرقاء السياسيين، وبالخصوص هذه الحكومة، بأن نكون جميعاً في مؤازرة هذا الجيش وإلى جانبه، في كتابة تاريخ لبنان الجديد، لبنان الشراكة والوحدة، متجاوزين كل الماضي، بما فيه من صفحات الصراع والنزاع وتضارب المصالح”، مؤكداً على أن “ما نحتاجه اليوم وفي كل يوم هو شراكة تكاملية بين الجيش والشعب والمقاومة، ومصارحة حقيقية ومصالحة فعلية تكون فيها مصلحة لبنان واللبنانيين هي المنطلق والغاية التي تستوجب من الجميع الحرص عليها، والعمل من أجلها سرا وعلانية”.
هذا وتوجه المفتي قبلان للسياسيين بالقول “أوقفوا لعبة الانقسام، وتراصوا معاً، وعاودوا النظر في سياساتكم وتوجهاتكم، واحزموا أمركم في بناء الدولة والمؤسسات بمعالجة الأنماط الفاسدة والذهنيات المريضة التي كانت سبباً في الانحطاط الاجتماعي والتدهور الاقتصادي والمالي الذي هدد بنية الدولة، وأوصلها إلى حافة الانهيار”. وحذر قبلان الجميع من الوضع الراهن في البلاد، مشيراً إلى أن “ما نشهده من فقر وبطالة وعدم استقرار وأمان اجتماعي ينبغي أن يكون حافزاً لهذا العهد ولهذه الحكومة في أخذ المبادرة لتغيير حقيقي يتماهى مع تطلعات اللبنانيين لوطنهم ودولتهم، فسياسة المصالح ولعبة المناصب والحصص وتوزيع المغانم لم تعد تحتمل، واللبنانيون بطوائفهم ومذاهبهم تواقون إلى دولة عادلة، لا تمييز ولا تصنيف، ولا طائفية سياسية”.
من جهة ثانية، تطرق قبلان الى “ما يجري في منطقة العوامية في المملكة العربية السعودية”، مؤكداً أن له “دلالات خطيرة، ويؤشر إلى أن الآتي قد يكون فتنة حقيقية بصناعة أميركية، هدفها إغراق المنطقة بالمزيد من المشاكل والحروب”. وفي السياق، دعا الشيخ قبلان “أهل العقل والحكمة والرأي إلى وعي أبعاد ما يجري، واتخاذ الإجراءات والخطوات العاجلة قبل الوقوع في ما لا تحمد عقباه”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام