مذبحةٌ في الفجر، وأشهُر عَشَرَة، وما استفاقَ نيامُ العالمِ من سُبات، وما كبَّرَ ضميرٌ في امتِنا الا كعادتِهم على صفحاتِ بيان ..
مجزرةٌ بحصيلةِ مئةِ مصلٍّ شهيدٍ او يَزيد، باستهدافٍ صهيونيٍّ لمركزِ نزوحٍ بمدرسةِ التابعينَ في حيِّ الدرج بغزة، كانت الردَّ الصريحَ من بنيامين نتنياهو على كلِّ المتبجحينَ بفُتاتِ املِ وقفِ اطلاقِ النار، ودليلاً اضافياً عن حقيقةِ الموقفِ الاميركيِّ الذي مَدَّ الجزارَ الصهيونيَ باعتى انواعِ الصواريخِ والاسلحةِ المستخدمةِ في هجومِ الفجر، بحسَبِ ما اشارَ الجيشُ العبري .. أمّا التابعونَ من امتِنا لسيّدِهِ (الجيشِ العبري) الاميركيِّ فقد باعوا أَذانَ الفجرِ منذُ عقود، واشترَوا به ممالكَ وعروشاً، ومنعوا استخدامَ أدراجَ الامةِ إلا للنزولِ تحتَ ادنى مستوياتِ الانسانيةِ والشرفِ والتعاليمِ السماوية ..
ارادَ الصهيونيُ من مجزرةِ الفجر منعَ الصلاة، وترهيبَ المزروعين بارضِهم اوتاداً للسماء، فخلطَ اشلاءَ المصلين والاطفالِ بترابِ غزةَ الحزين، وما استراح، لانَّه لن يَمحُوَ الذِّكرَ ولا حُبَّ الارضِ من أهلِ الايمانِ والثبات، الذين سيجعلون ذاكَ الترابَ موضعَ سجودٍ شكراً للهِ على النصرِ القادمِ على صهوةِ الايام، وإِن جعلَه العدوُ مخضباً بدماءِ التضحيات..
مجزرةٌ كَثُرت على ضفافِ نهرِ الدمِ الذي سالَ منها بياناتُ الاستنكار، بعضُها رفعاً للعتب، ومنها ما هو مؤشرٌ لصوتِ الحقِّ بوجهِ الشيطانِ الجائر، وبينَها ما هو مشفوعٌ بكلِّ اشكالِ الدعمِ للفلسطينيين حتى بالدمِ وجزيلِ التضحيات، وكلِّ ما اُوتِيَ اهلُها من قدرةٍ على اداءِ واجبِ الاسناد ..
مجزرةٌ كأخواتِها يريدُها الصهيونيُ مشهداً معتاداً عندَ ابناءِ الامةِ وعمومِ العالم، ويريدُ من خلالِها القولَ للجميع اِنه غيرُ معنيٍّ بكلِّ الضجيجِ الذي يتحدثُ عن وساطاتٍ ومساعٍ لوقفِ اطلاقِ النار، او قراراتِ المنظماتِ الدوليةِ او ملاحقاتِ المحاكمِ الجنائيةِ او مواقفِ وخطواتِ بعضِ الدولِ الاستنكارية. واِنه يبقى الرقمَ الاصعبَ لدى الاميركي اياً كانَ الحاكمُ في واشنطن ومهما كان ظرفُه ..
المصدر: قناة المنار