ليس من الصعب أن تكتشف أن ابنك مصابٌ بعوارض الاكتئاب. يكفي أن يجلس بمفرده وان يعزل نفسه عن المحيط العائلي ويفضل الجلوس طوال الوقت في غرفته، ويرفض أي تواصل ايجابي مع الأسرة لظروف قد تكون غامضة بالنسبة اليك. ولأن امكانية معرفة الاسباب التي أدت به إلى الاكتئاب صعبة خصوصاً في مرحلة المراهقة حيث يرفض الولد الافصاح عمّا يخالجه من أحزان او هواجس، حاول بنفسك التقصي عن 4 أمور من المحتم أن احدها هو الذي أوصله الى هذه المرحلة الصعبة، وفي حال لم تتم معالجة مسبباته على نحوٍ سريع، قد يفاقم وضعه سوءاً خصوصاً في حال كان يعتبره مسألة جوهرية بالنسبة لحياته الخاصة.
ـ خلافات مع الأصدقاء المقربين: هي أكثر الأمور التي تؤثر في الأولاد خصوصاً في حال وجدوا أنفسهم مصدر ازعاج او امتعاض من قبل أكثر الاصدقاء قرباً لهم. اياً كانت الاسباب التي أدّت بالطرفين الى التعارض لا بد من وجود حلولٍ تعيد تقريب وجهات النظر. يتوجب على الأهل في هذه الحالة التدخل لمعرفة اسباب الخلاف من خلال استخدام اسلوب الحوار والتفاوض لتبيان مسؤولية ولدهم ودوره السلبي في الخلاف. احذروا من التحريض السلبي او محاولة ابعاد اولادكم عن اصدقائهم لاسبابٍ قد تكون لا تستحق كل هذا العناء. تذكروا انه ليس من السهل كسب الاصدقاء وان اهدار فرص صداقة لأسبابٍ تافهة قد يجعل اولادكم يتأثرون بوجهة نظركم السلبية هذه وتالياً التقوقع والانغلاق.
ـ الوحدة: قد يكون السبب في الكآبة المستجدة عدم القدرة على اكتساب الأصدقاء نظراً لأسباب لها علاقة بشخصية الفرد وطريقة تعامله مع الآخرين. ساعدوهم على تخطي خجلهم وتحفظهم الدائم وحاولوا توثيق مشاركتهم في الأنشطة الرياضية والفنية والترفيهية التي تساعدهم على الاندماج خصوصاً في مرحلة الطفولة، ما يساهم في تنشئتهم على نحوٍ صحيح في مرحلة المراهقة وبحدودٍ دنيا من التمرّد والمشاكسة والرغبة في التطرف. ان يوماً واحداً من الوحدة كافٍ لاكتساب الأولاد شعور الكآبة. لذلك، حاولوا ان تغنوا حياتكم العائلية وتقربوا وجهات النظر بين افرادها.
ـ الهواجس المستجدة: قد يخاف الطفل من خسارة أهله، فيقارن ما حصل مع احد أصدقائه او زملائه بما يمكن ان يحصل معه. حاولوا ابعاده عن الافكار السلبية التي تعزز مخاوفه، واحرصوا على عدم ادخاله في دوامة المشاكل العائلية الشخصية التي عادةً ما تحيط علاقة الزوجين.
ـ أمنية لم تتحقق: قد يتمثل سبب كأبة الطفل بلعبة لم يحصل عليها او حيوان أليف رفض أهله الاعتناء به وعادةً من المدرسة ليجد أنه اختفى فجأة ولا جواب واضحًا من أحد حيال سبب اختفائه. لا تستخفوا بهذه الأمور التي قد تجدونها سطحية، لكن خسارة الولد لهرّته أو دميته مسألة قد تكلّفه اشهراً طويلة من الكآبة لتخطي الواقعة.
المصدر: مواقع