وفي الخامسِ والعشرينَ من ايارَ 2022 تُرِكَ عيدُ المقاومةِ والتحريرِ لاهلِه المخلِصين.. تنكّرَ له الكثيرون، فاحياهُ صانعوهُ بكلِّ فخرٍ واعتزازٍ وفرحٍ وايمان، متيقنينَ أنه الزمنُ الذي لن تَقدِرَ عليه الايام، وانه نصرُ الله، الذي سيَليهِ وعدُ الله، وكانَ وعداً مفعولاً..
ما زالت زيتونةُ ايارَ مباركة، وزيتُها يضيءُ في عتمةِ الاحقادِ الحالكة، ويَهدي الى عزِّ الوطنِ وسيادتِه وكلمتِه الجامعة.. وما زالَ عيدُ المقاومةِ والتحريرِ يوماً من ايامِ الله، اهداهُ اهلُه برفعةِ المنتصرينَ لكلِّ اللبنانيينَ والعربِ والمسلمين، وزرعوهُ على طريقِ فلسطين، فباتَ مدرسةَ الاملِ لكلِّ المظلومينَ والثائرينَ والمقاومين..
ما زالَ ايارُ التحريرِ محفوراً على الارزةِ المحميةِ بسواعدِ الرجالِ الرجال، الذين جَعلوا اصلَها ثابتاً وفرعَها في السماء، تؤتي الامةَ كلَّ حينٍ نصراً بعدَ نصر، وعزاً بعدَ عز، ويضربُ الله الامثالَ للناس..
ومن الناسِ جاحدٌ ومعاند، اختارَ رضى الاميركي على وجعِ أهلِه ووطنِه، وأهدى الصهيونيَ – قاصداً او عن غيرِ قصد – فُرَصَ الانتقامِ من شعبٍ أذلَّ جيشَه ذاتَ ايار، فعادوا جميعُهم متكاتفينَ بسلاحِ الزيتِ والطحينِ والدولارِ والحصارِ يَرتجُونَ منه الدمارَ للبنان، الذي سَمّاهُ اهلُه طائرَ الفينيق، وستُثبِتُ الايامُ انه قادرٌ ولن يَلين، وكما حررتهُ المعادلةُ الذهبيةُ من كلِّ عدوانٍ وخطرٍ واحتلال، واَعادت له السيادةَ وانتظامَ المؤسسات، ستَحميهِ من الحاقدينَ والمتربصين، وسيعودُ الشعبُ والجيشُ والمقاومونَ لتحريرِ الخيراتِ الوطنيةِ من عمقِ البحر، والسيادةِ الحقيقيةِ من عمقِ قرارِ مُحاصِريهِ ومُنتَدَبِيه..
ولمن يَندِبُ ليلَ نهارَ مُهوِّلاً ومُثَبِّطاً ومُهَلِّلاً للتطبيعِ والاستسلام، ردَّ عليه اليومَ الجنوبيونَ الذين خَرجوا بكلِّ اوجاعِهم واثقالِ ايامِهم محتفلينَ ومُتَحدِّينَ العدوَ الصهيونيَ الذي لم يَحتمل ككثيرينَ احتفالَ هؤلاءِ بنصرِهم التاريخي، فرماهُم بالقنابلِ المسيلةِ للدموعِ التي لم تَستطع ان تُغطِّيَ بدخانِها على الفرحةِ التي اَحَسَّت بها حاراتُ القدسِ وبيادرُ فلسطين..
واحتفاءً بالمناسبةِ الوطنيةِ – العربيةِ – الاممية، يُطلُّ الامينُ العامُّ لحزبِ الله سماحةُ السيد حسن نصرالله عندَ الثامنةِ والنصف، مُتَوِّجاً اعراسَ النصرِ بكلمةٍ زاخرةٍ عبرَ شاشةِ المنار..
المصدر: قناة المنار