اربعةَ عشرَ ملفاً في اربعِ سنواتٍ جهَّزَها حزبُ الله بالمستندِ والدليل، لم يَضَعْها على طاولةِ القضاءِ فحسب، بل لاحقَها لاجراءِ المقتضى عبرَ تقديمِ مقترحاتِ القوانينِ لسدِّ الثُغراتِ التشريعيةِ وحمايةِ اموالِ الناسِ والدولةِ واحترامِ المؤسسات. ملفاتٌ من الحساباتِ الماليةِ للدولةِ كالهباتِ والقروضِ وسلفاتِ الخزينةِ والتلاعبِ بمستنداتِ وزارةِ المالية، اضافةً الى الانترنت غيرِ الشرعي والهدرِ في شركتَي الخَلَوي والتلاعبِ بسعرِ العملةِ وغيرِها..
معركةٌ بدأَها حزبُ الله وسيواصلُها، ولن يقفَ عندَ الحماياتِ السياسيةِ والطائفيةِ والمذهبيةِ للفاسدين، كما اشارَ عضوُ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة ومسؤولُ ملفِ مكافحةِ الفسادِ في حزبِ الله النائبُ حسن فضل الله، وباقونَ نتصدى ونعملُ للنهوضِ من جديدٍ وانتاجِ الياتٍ جديدةٍ وفقَ الدستورِ والقانون.
ووفقَ الدستورِ والقانونِ يخوضُ بعضُ القضاءِ اليومَ معركةَ تحصيلِ شيءٍ مِما نُهِبَ وسُرِقَ وهُرِّبَ الى الخارجِ على عينِ المصرفِ المركزي، بل اِنَ الاتهاماتِ تحاصرُ حاكمَه واخاه، وحينَ ضاقَ الخناقُ القضائيُ خِيضت الهجماتُ المرتدةُ بالدولارِ والمنصاتِ والمحروقاتِ في سياسةٍ تكادُ تُحرقُ ما تبقَّى من امنٍ اجتماعيٍ كُرمى لـمُدَّعًى عليهم ومُستَجوَبِينَ بجرائمَ ماليةٍ يحققُ فيها القضاء.
من يردعُ هذا الجنونَ ويضعُ حداً للمتهورينَ مالياً ومصرفياً وتجارياً ويجعلُ المواطنَ يشعرُ بشيءٍ من الرعايةِ والمتابعة؟ لا شيءَ يُبشِّرُ بذلكَ الى الآن، فالحكومةُ مشغولةٌ بمراضاةِ خواطرِ كارتيلاتِ الداخلِ وجلّادي الخارج.
فيما تُحرقُ اسعارُ النفطِ كلَّ شيء، ويَزيدُ من لهيبِها الدولارُ المشحوذُ خنجراً بايدي المصرفِ المركزي والمصارفِ وتجارِ السوقِ السوداءِ العاملينَ بلا ادنى شكٍّ في خدمةِ هؤلاء..
اما عالمياً فقد بدا الاتحادُ الاوروبيُ كمَن يُشعلُ النارَ في ثيابِه ويدعو العالمَ لاطفائِه، هو حالُهم مع العقوباتِ التي فرضوها على روسيا بدفعٍ اميركي، فكانت خطوةً غيرَ محسوبةِ النتائج، اولُ المعترفينَ بغبائِها الالمانُ الذين قالَت قيادتهم اِنه لا يجبُ ان تُرهِقَ العقوباتُ اوروبا اكثرَ من روسيا.
اما الاسرائيليُ المزهوقةُ هيبتُه بسكينٍ فلسطينيةٍ فلا يزالُ يضربُ اخماسَه باسداسِه امامَ عمليةِ بئرِ السبع ومؤشراتِها التي تُربكُ يومياتِ المستوطنينَ وحتى مستقبلَهم.
وعن مستقبلِ المنطقةِ الذي يُرسَمُ بهدوءٍ بعيداً عن كلِّ صَخَبِ المفلسين، كانت مباحثاتُ وزيرِ الخارجيةِ الايراني حسين امير عبد اللهيان في دمشقَ معَ كبارِ المسؤولين السوريين..
المصدر: قناة المنار