أعلن المتحدث باسم وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الايرانية، سعيد خطيب زادة، أن “الإجراءات والخطط التي اتبعتها إدارة بايدن حتى الآن تتعارض مع النوايا المعلنة من مستشار الامن القومی الامريكي جاك سوليفان”، مؤکداً “إننا ننتظر تحركاً علی أرض الواقع من الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي”.
وأشار خطيب زادة في مؤتمر صحفي الاثنین الى انه “بعد انسحاب اميركا من الاتفاق النووي لم تجر اية مفاوضات بين البلدين”، مضيفاً أن “اميركا فرضت حظرا جائرا على ايران في محاولة منها لسد الطريق امام العلاقات التجارية بين ايران والدول الاخرى .
ولفت خطيب زادة الى عدم وجود أية مفاوضات بين ايران واميركا، قائلاً “مفاوضاتنا المقبلة ستكون حول عودة اميركا الى الاتفاق النووي على نحو يمكن الثقة به”.
ونوه الى أن “اميركا تحاول استغلال عملتها للضغط على الشعب الايراني مشدداً “على اميركا ان تتصرف على اساس الاحترام في التعامل مع ايران”. وأضاف أن “امریکا انسحبت من الاتفاق النووي بشكل غير قانوني وفعلت ما بوسعها لالغائه وفرضت عقوبات قاسية وغير قانونية على الشعب الإيراني”، مؤکداً أنه لا يمكن إجراء محادثات ما لم يتغير شيئاً على الأرض.
ورداً على سؤال حول الحصول على ضمان من الولايات المتحدة، قال خطيب زاده “يجب أن نسمح بمناقشة القضايا الفنية في إطارها الخاص”، مشیرا إلى أن “مجموعة 4 + 1 تريد أن تكون الولايات المتحدة قادرة على إثبات نيتها عمليا من خلال توفير الضمانات الصحيحة”. واضاف أن “انسحاب ترامب من الاتفاق النووي كان استهزاءً بالدول الأعضاء في الاتفاق النووي والقانون الدولي والآليات الدولية”.
ومضى يقول “هناك مناقشات حول نوع الضمانات القانونية والسياسية التي يجب أن ندرجها في الاتفاق النووي”، مضیفا ان “الولايات المتحدة ، ترى نفسها خارج نطاق أي ضمان حتى يومنا هذا ، متصورة أنها شرطة العالم ويمكنها الاستفادة من موقعها في أي وقت”.
وفيما اعتبر الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي “صدمة”، قال “لن نسمح بزعزعة اقتصادنا مرة أخرى”.
وفي إشارة إلى تطورات المحادثات الإيرانية السعودية قال “هذا الموضوع يندرج ضمن الاطار الثنائي و الاقليمي ولا نتحدث أبدًا عن أصدقائنا مع أي شخص بل دائمًا مع أصدقائنا”. واستطرد بالقول “تعلم الرياض أن سياسة الضغط والحصار على الدول الأخرى ليست سياسة صحيحة وفقدت مفعولها منذ فترة طويلة فمن الطبيعي أن نقف الی جانب الشعب اليمني”، مضیفا ان المحادثات بين إيران والسعودية “کانت بناءة”.
ورداً على سؤال آخر حول الموقف الأخير للدول الواقعة على الشواطئ الجنوبية للخليج الفارسي تجاه الجزر الإيرانية الثلاث، قال خطيب زاده “موقفنا لم يتغير والجزر الإيرانية الثلاث هي جزء لا يتجزأ من الجمهورية الإسلامية الايرانية”.
وفي سياق الاتفاق النووي، وصف خطيب زاده العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها “فنية ومهنية”، موضحا “هناك علاقات دقيقة تربط بين منظمتي الطاقة الذرية الإيرانية والمنظمة الدولية للطاقة الذرية”.
وفي جانب اخر من تصريحاته، اشار المتحدث باسم الخارجية الى تخصيص الكيان الصهيوني 1.5 مليار دولار لتوسيع امكانياته العسكرية لمهاجمة المنشآت النووية الايرانية، قائلاً إن “الكيان يدرك جيداً قدرات ايران ويعلم اننا لا نساوم ولا نتساهل مع احد بشأن امننا القومي”.
وقال “كنا نتابع و نرصد الأحداث بالدقة وبالتفصيل، وأولئك الذين قاموا بهذه الأعمال الاستفزازية يعرفون أيضًا أننا نرصد تحرکاتهم”.
ووصف ما قام به الکیان الصهیوني “بمسرحية لا قيمة لها”، مضيفاً “في الوقت نفسه اننا لم نستبعد أو نتجاهل تهديدات کیان الاحتلال لاستقرار وأمن المنطقة” .
وفي سياق الاتفاق النووي، اكد خطيب زاده “إذا كان نظام السياسة الخارجية للولايات المتحدة يعاني من مرض الزهايمر، فيجب تذكيرها مرارًا وتكرارًا بأنها انسحبت من الاتفاق النووي”. وأضاف ” أوفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بجميع التزاماتها بصبر استراتيجي لمدة عام رغم كل هذه الأحداث”. وشدد على أن “تقاعس الاتحاد الأوروبي خلال هذه الفترة دفع إيران، بصفتها عضوا في الاتفاق النووي، إلى اتخاذ بعض الإجراءات التعويضية ، التي استندت إلى بنود الاتفاق النووي”.
المصدر: ارنا