أعلن سفير ومندوب ايران الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة تخت روانجي أن “أوضاع افغانستان اليوم نتيجة مباشرة لتدخل اميركا والقوى الاجنبية الاخرى في شؤونها وخروجها غير المسؤول منها”، مؤكداً أن ايران “بذلت مساعيها على الدوام لمساعدة الفئات الافغانية المختلفة لحل وتسوية الخلاقات بينها بطريقة سلمية”. وقال تخت روانجي، في كلمته الخميس خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي حول تطورات الأوضاع في افغانستان، إن “افغانستان تمر الآن بمرحلة حرجة، إذ فر مئات الالاف من مواطنيها وتشرد اكثر من 600 الف في الداخل والمواد الغذائية تقترب من النفاد وهنالك الآن 18.4 مليون شخص بحاجة الى مساعدات انسانية”.
وتابع السفير الايران أنه “خلال الأعوام من 2001 الى 2021 قُتِل نحو 165 الف افغاني ويقدر عدد الاطفال الضحايا بنحو 33 الفا. هذه الارقام تكشف لوحدها مدى الموت والدمار اللذين حلا فيها ولا ينبغي ان تمر جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الاجنبية في افغانستان بلا عقاب”.
واعلن تخت روانجي استعداد ايران لتسهيل نقل المساعدات الانسانية عن طريق الموانئ والمطارات وسكك الحديد والطرق البرية والمعابر الحدودية الى افغانستان. واشار الى ان ايران تستضيف منذ اكثر من 4 عقود ملايين اللاجئين الافغان وبعد الازمة الاخيرة دخل المزيد من اللاجئين الى البلاد، مضيفاً “إننا نتوقع من المجتمع الدولي العمل بمسؤولياته وان يتخذ اجراءات اكثر لتوفير المساعدة لهؤلاء اللاجئين”.
واكد كذلك ضرورة دعم الشعب الافغاني للوصول الى السلام المستديم والاستقرار والرخاء. كما نوه الى عقد اول اجتماع افتراضي لوزراء خارجية الدول الجارة لافغانستان خلال الاسبوع الجاري، لافتاً إلى أن “ايران بذلت على الدوام كل مساعيها لمساعدة جميع الفئات الافغانية لحل وتسوية الخلافات بينها بصورة سلمية”.
ايران على استعداد لاستضافة الجولة القادمة لمفاوضات السلام في افغانستان
واشار سفير ومندوب ايران الدائم لدى منظمة الامم المتحدة الى ان ايران استضافت في تموز/يوليو الماضي مفاوضات سلام بين وفدين رفيعين من الحكومة الافغانية وحركة طالبان، حيث وافقوا على مواصلة المفاوضات، معلناً استعداد بلاده لاستضافة الجولة القادمة لهذه المفاوضات.
واكد تخت روانجي أن “ایران تدعو من جديد كافة القادة الدينيين والشخصيات القومية والسياسية في افغانستان لتفضيل المصالح الوطنية على مصالح قطاع خاص من المجتمع لأن افغانستان متعلقة بالأفغان كلهم”.
الهجوم الاخير على منطقة بنجشير مدان
واعتبر الدبلوماسي الايراني “الهجوم الاخير غير المبرر واقتتال الاخوة المدان في منطقة بنجشير” بانه يتعارض مع الموقف العالمي الموحد والذي على اساسه سوف لن يتم الاعتراف رسميا بأي حكومة تأتي الى سدة الحكم بالقوة في افغانستان.
واضاف أن “الطريق للسلام والاستقرار والتنمية المستدامة في افغانستان يمر عمليا عبر المفاوضات الافغانية بمشاركة فاعلة ومتكافئة للممثلين الحقيقيين لجميع الفئات القومية واللغوية والمذهبية والتي تهدف للوصول الى حل عادل ودائم للأزمة وتحقيق المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة شاملة نابعة من اصوات الشعب في انتخابات حرة ونزيهة تتضمن المشاركة النسوية الكاملة كمصوتة ومرشحة، وتكون ملتزمة بمكافحة الارهاب والجرائم المنظمة وتضمن وتدعم حقوق الانسان لجميع ابناء الشعب الافغاني ومن ضمنها الاقليات القومية واللغوية والمذهبية والنسوية على اساس التعاليم والمبادئ الاسلامية الاصيلة”.
نتوقع من طالبان العمل بالتزاماتها
واضاف تخت روانجي أن بلاده تتوقع من طالبان العمل بالتزاماتها في هذا المجال ومثل هذه الحكومة ستحظى بدعم ايران. وقال “إننا كسائر الدول الجارة لافغانستان نشعر بقلق شديد من زعزعة الامن وعدم الاستقرار في افغانستان وكذلك ازاء تهديدات الشبكات الارهابية والعصابات الاجرامية الدولية المنظمة الناشطة في مجال تهريب المخدرات والبشر”. يجب عدم استخدام ارض افغانستان للتهديد او الهجوم او تدريب الارهابيين.
واوضح سفير ومندوب ايران الدائم لدى منظمة الامم المتحدة “إننا نعتقد أن ارض افغانستان لا ينبغي ان تستخدم للتهديد او الهجوم على دولة اخرى او احتضان وتدريب الارهابيين او تخطيط وتمويل الانشطة الارهابية”.
واكد تخت روانجي أنه “يجب عدم السماح للجماعات الارهابية مثل داعش التي تعد تهديدا كبيرا لافغانستان والمنطقة، أن تنشط في افغانستان”.
واكد السفير الايراني في ختام كلمته أن افغانستان بحاجة الى المساعدة للتغلب على مشاكلها الراهنة، قائلاً “لقد قمنا بربط افغانستان كدولة محصورة في اليابسة عن طريق ميناء جابهار الايراني بالبحار الحرة وعن طريق سكك حديد “خواف –هرات” باوروبا، ونحن على استعداد لتوسيع وتعميق تعاوننا معها في جميع المجالات وان نساعد في بناء افغانستان آمنة ومزدهرة”.
المصدر: ارنا