الشهيد هادي طباجة، ابن بلدة العديسة، ذلك السيف المسلول في ساحات المواجهة، الحاضر دومًا إلى جانب رفاقه الشهداء، أنموذجٌ ناصع للتضحية، وعنوان للفداء، ورمز للبأس الذي لا يلين.
لطالما تساءلنا عن أبطال تلك المشاهد الملحمية التي انتشرت كضوء البرق بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، وعن جنود الظل الذين لا يعرفهم الضوء إلا بعد أن يعبروا بوابات السماء شهداء… فطوبى للأيادي التي سددت ورمت، وسلامٌ على الأرواح التي أرّخت بدمائها ملاحم خالدة في كتب العز والفخار.
السعيد هادي طباجة… شهادة مباركة نُسجت خيوطها من نور، وعبقت أريجًا في سماء الكرامة.
شبابُنا مميزون… قالها عمادُ المقاومة يومًا، وأثبتها رجال خطّوا بدمائهم سطور المجد، ورسموا على جبين الوطن شمسًا لا تغيب.
في الحياة… في الجهاد… وحتى في الممات، هم مقاومة لا تعرف الانكسار… هي وصية الإمام الحسين (ع) يوم نادى: “لا أرى الموت إلا سعادة”… وصيةُ كل السعداء الذين رسموا بدمائهم طريق النصر… فالنصر يُصنع من دم الشهداء، وينبت على ضفاف تضحياتهم أملُ الشعوب وقناديلُ التحرير.
حزب الله يشيع ثلة من الشهداء في الجنوب
وفي الجنوب، شيّع حزب الله وجمهور المقاومة ثلةً من الشهداء. ففي بلدة الطيبة، شيّع حزب الله وجمهور المقاومة الشهيد السعيد المجاهد محمد عبد النبي ريحاني بموكب حاشد، تخللته مراسم تكريمية خاصة قدمتها ثلة من المجاهدين وكشافة الإمام المهدي.
وبعد الصلاة على الجسد الطاهر، انطلق موكب التشييع في طرقات البلدة وسط الدمار الذي خلفه العدوان، متحدّين مسيّرات العدو التي حلقت فوق الموكب، وصولًا إلى روضة شهداء البلدة حيث ووري الشهيد في الثرى.
وفي بلدة شقرا، شُيّع الشهيد السعيد على طريق القدس، المجاهد غسان محمد حسين ذيب، بمسيرة حاشدة جاب خلالها المشيعون شوارع البلدة، رافعين شعارات نصرة المظلوم والتمسك بالمقاومة، قبل أن يوارى الشهيد غسان ذيب في جبانة البلدة، لينضم إلى قافلة أنصار الحق.
أما في بلدة بليدا المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة، فقد شُيّع الشهيد السعيد على طريق القدس، المجاهد علي عبد النبي حجازي، بمراسم تكريمية وتعظيم للشهيد، تلاها الصلاة على الجثمان الطاهر، ثم انطلق موكب التشييع في شوارع البلدة، وصولًا إلى روضة الشهداء حيث ووري الشهيد إلى جانب من سبقه.
المصدر: موقع المنار