ربما ستكون اللغة الانجليزية، قريبا، شيئا من الماضي بسبب تأثير المهاجرين بشكل تدريجي على طريقة نطق بعض الكلمات.
وتوقع اللغويون البريطانيون أن الصوت “th” يمكن أن يختفي من الخطابات خلال 50 عاما بسبب وجود عدد من الزوار الأجانب الذي لا يستطيعون نطقها.
وتوقعت دراسة أن تشهد اللهجات الحضرية مثل “Multicultural London English (MLE)”، التي يتكلمها سكان منطقة البحر الكاريبي وغرب أفريقيا والمجتمعات الآسيوية انتشارا في مختلف المناطق، على حساب باقي اللهجات المعتمدة في البلاد، كما يتوقع أخصائيو اللغة أن اللغة بدأت تتغير بعد أن أصبحنا نتوق لتبسيط الكلمات وأصبح اعتماد التكنولوجيا في الحياة اليومية يخلق لغة مشتركة بين الجميع حول العالم من قبيل “LOL” وكلمة ” emoji” التي دخلت قاموس اللغة الانجليزية في جامعة أوكسفورد العام الماضي.
ووفقا للتقرير اللغوي فإن المهاجرين بدّلوا كلمات عدة بطريقة تتضمن تبسيطا للهيكل الصوتي للكلمات، لتصبح أقصر وأكثر سهولة في النطق من قبيل ” singer” التي أصبحت “sing-guh” وكلمة “Price” التي أصبحت تنطق “proice” وأيضا “you” التي تم إستبدالها بـ “yow”.
كما أن كلمات “ذيس this” و”ذات that” أصبحت “ديس dis” و”دات dat” فيما استبدلت كلمة “ثينك think” بـ “فينك fink” وكلمة “ماذر mother” بـ “مافر muvver”، وذلك بسبب أن الأجانب، على ما يبدو، يجدون صعوبة في نطق الحروف الساكنة التي مخْرجها من بين طَرفِ اللسان وأطراف الثنايا العليا.
وقال التقرير الذي نشره الدكتور دومينيك وات من جامعة يورك وبريندان غان، إن “تفضيل لغة غير رسمية في المجالات التكنولوجية والعلمية هي ظاهرة حديثة”، وذلك بالاستناد إلى تحليل تسجيلات من الخمسين سنة الأخيرة بالإضافة إلى استخدام لغة وسائل الإعلام الاجتماعية.
وأضاف “إن من المتوقع على مدى السنوات الـ 50 المقبلة أن تشهد لهجة “MLE” انتشارا كبيرا انطلاقا من موطنها لندن إلى جميع أنحاء المملكة”، ويعزو المتخصصون اللغويون اندثار بعض اللهجات إلى ارتفاع معدل الهجرة إلى المملكة المتحدة حيث تتوسع الثقافات وتمتزج لتخلق لهجة جديدة مشتركة لا تمت بصلة للجذور الأصلية للكلمات في اللغة الانجليزية.
وتؤكد الدراسة أن ظاهرة الهجرة ستسجل ارتفاعا كبيرا خلال العقود الخمسة القادمة وهو ما سيسهم في تغيير طريقة النطق بشكل كبير، كمايشير التقرير إلى أن المحادثات مع مساعدي الواقع الافتراضي مثل “سيري” في جهاز الآيفون، وأيضا “التحدث إلى الأجهزة” الإلكترونية الذكية مثل تلك الأجهزة المنزلية، بالإضافة إلى “الاستماع إلى الأمريكيين” سيؤدي إلى تراجع اللهجات المحلية في المملكة المتحدة بحلول عام 2066، ومن بينها لهجة “Brummie” ولهجة Cockney”.