يكادُ لبنانُ يسجلُ رقماً قياسياً في موسوعةِ كورونا كأسوأِ بلدٍ في طريقةِ التعاطي معَ الوباءِ القاتل. شطارةُ اللبناني لا تقفُ عندَ حدودٍ في التحايلِ على قواعدِ الاقفال. صحيحٌ أننا اُفقرنا بفعلِ سياساتٍ داخليةٍ وحصارٍ خارجي، والازمةُ الاقتصاديةُ تنهشُ في جسدِ الوطنِ الواهن، وصحيحٌ أننا ابتُلينا بزعماءَ وقادةٍ آخرُ همِّهم ماذا سيَحِلُّ بنا ، لكنْ، صحيحٌ أيضاً أنّنا نعاني من ثقافةِ التفلتِ من القانونِ، بخلافِ مصلحتِنا وصحتِنا وصحةِ أحبائِنا، وعلى طريقِ الهاويةِ نسير: شوارعُ تَعُجُّ بالمتسكعين، شواطىءُ ممتلئةٌ بروادِها، أعراسٌ، سهراتُ النرجيلة في مقاهي الزواريب، ومبارياتٌ رياضيةٌ معَ جمهورٍ في زمنِ الاقفالِ حيثُ وحدَه كورونا كان يُسجِّلُ اهدافاً لم تُوفِّر مشجعي الفريقينِ من دونِ أن تُحتَسَب تَسللا.
فيما كانت طائراتُ العدوِ وبوضَحِ النهارِ تسجلُ المزيدَ من الاهدافِ في مرمى سيادتِنا ، خروقاتٌ من أقصى الجنوبِ الى اقصى الشمالِ تحتَ مسمعِ السياديينَ الصُمِّ البُكمِ العُمي، كلما تعلقَ الامرُ بالاعتداءتِ الصهيونيةِ على سماءِ وأرضِ ومياهِ لبنان. مَن هَمُّهُم سلبُ البلدِ أوراقَ قوَّتِه بمقاومتِه التي ما استقوَت يوماً على شركاءِ الوطن، واندمجت فيهِ الى حدِّ الذوبان. أما للوعاظِ لطائفةٍ بعينِها ودعوتِها لعدمِ الاستقواءِ بالخارج، فقد ردَّ المفتي الجعفريُ الممتازُ الشيخ احمد قبلان بالقول اِنه منذُ ما قبلَ السلطةِ العثمانيةِ والانتدابِ الفرنسي كانت هذه الطائفةُ جذعَ هذا البلدِ وناسَه ومقاوميهِ وجزءاً من شراكتِه الدينيةِ والوطنية، والاستقواءُ بالغرباءِ حديثٌ عن المتصرفيةِ وزمنِ الإمارةِ والاحتلالِ الإسرائيلي.
حكومياً، لا خرقَ في حالةِ الجمود، ولا من يتزحزحُ عن مواقفِه ولو بخطوة. فان كانت المشكلةُ داخليةً “فانَ الله لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بانفسهم” وان كانت خارجيةً فانَ دولةَ العم سام مشغولةٌ بجنونِ ترامب والخوفِ على الحقيبةِ النوويةِ في الايامِ الاخيرةِ من حكمِه. فبعدَ دعواتِ رئيسةِ مجلسِ النوابِ الاميركي لحِفظِ الحقيبةِ بعيداً على أيدي ترامب، وزيرُ دفاعٍ اميركيٌ سابقٌ يدعو لسحبِ الكرةِ النوويةِ من هذا الرئيسِ وكلِّ الرؤساءِ الذين سيَلحقونَه.
المصدر: قناة المنار