في قصرِ بعبدا بحثٌ عن الحكومة، وفي السرايِ الحكومي بحثٌ عن الدعم، وفي منازلِ الفقراءِ بحثٌ عن الرغيفِ الضائعِ بينَ السياسةِ والاقتصاد.
ومعَ كثرةِ ضجيجِ الطواحينِ الداخليةِ والخارجيةِ فلا رغيفَ ساخناً يسدُّ جوعَ اللبنانيين، بل تحذيراتٌ أمميةٌ من الجنوحِ نحوَ الاسوأِ اقتصادياً، حيثُ سيكونُ تأثيرُ الغاءِ دعمِ الاسعارِ هائلاً على الأُسَرِ الاكثرِ ضَعفاً في لبنان، كما حَذرت تقاريرُ صادرةٌ عن الاممِ المتحدة.
ومعَ صعوبةِ الحالِ فانَ الحَلَّ ما زال ممكناً، واُولى طرقِه حكومةٌ على مستوى التحديات، فهل سيتمكنَ اللبنانيون بدعمٍ فرنسيٍ واوروبيٍ من الحَدِّ من تأثيرِ السُمِّ الاميركي عليها؟
في المسارِ الحكومي دخلَ الرئيسُ المكلفُ سعد الحريري قصرَ بعبدا من بابِه العريض، وكانَ العرضُ معَ رئيسِ الجمهوريةِ العماد ميشال عون شاملاً في الحقائبِ والاسماء. زيارةٌ ضمنَ السياقِ المنطقي لتأليفِ الحكومات، لم تكن مفخخةً بتشكيلةِ امرٍ واقعٍ كما كانَ يُمنِّي البعضُ نفسَه بها، فاذ بها زيارةٌ بحدِّ ذاتِها كاسرةٌ للجليد، وفاتحةٌ للقاءاتٍ اخرى حدّدَ الرئيسُ المكلفُ موعداً لها الاربعاءَ المقبل، والعِبرةُ بخواتيمِ الامور.
وما هو مقبلٌ عليه لبنانُ بسببِ سياسةِ الحاكمِ بأمرِ المال، حَكَمَ على رئيسِ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ البحثَ معَ الوزراءِ المعنيينَ بترشيدِ تمويلِ الاستيرادِ والبحثِ عن طرقٍ تخففُ من كلفتِه من دونِ أن تؤذيَ الناس، كما قالَ الرئيسُ حسان دياب. وهو ما أكّدت عليه حركة امل عبر مكتَبِها السياسي، الذي رفضَ إلغاءَ الدعمِ من دونِ آلياتٍ تضمنُ استفادةَ العائلاتِ الفقيرةِ والمتوسطةِ الدخل.
ومن لبنانَ الذي يواجهُ حرباً اقتصاديةً اميركيةً الى اليمنِ الذي يواجهُ حربَ ابادةٍ اميركيةً سعوديةً اسرائيلية، حيثُ يقفُ الشعبُ اليمنيُ على بعدِ خطوةٍ واحدةٍ من المجاعةِ الشاملةِ بفعلِ الحربِ والحصارِ الذي تفرضُه قوى العدوانِ على جميعِ المرافقِ البحريةِ والبريةِ والجويةِ اليمنية، بحسبِ صحيفةِ ذا اندبندنت البريطانية. اما الميدانُ فما زالَ بيدِ الشعبِ الذي يُسطِّرُ اروعَ مشاهدِ الصمودِ وصناعةِ الحياةِ الكريمةِ التي لا بدَّ أنها مُكلَّلةٌ بالانتصار.
المصدر: قناة المنار