انه الكسادُ المتعمد، الذي عَنونَ بهِ البنكُ الدوليُ تقريرَه لمقاربةِ الوضعِ الاقتصاديِّ في لبنان.
اقتصادٌ يعاني استنزافاً خطيراً للموارد، بما في ذلك رأسُ المالِ البشري، حيثُ باتت هجرةُ العقولِ تمثلُ خياراً يائساً على نحوٍ متزايد، بحسبِ التقرير..
فمن تعمّدَ هذا الكساد؟ ومن حمى السياسيينَ والاقتصاديينَ وحكامَ المالِ الذي اوصلوا اللبنانيين الى ما هُم عليه اليوم؟
أَليست الولاياتِ المتحدةَ الاميركيةَ وهندساتِها المالية؟ وماذا عن عقوباتِها التي تخنقُ الاقتصادَ اللبناني؟ وحربِ الدولارِ التي تخوضُها بلا هوادةٍ كقنبلةٍ شديدةِ التشظي، لم يَسلم منها احدٌ – حتى حلفاؤها؟
انها الحربُ الاميركيةُ على اللبنانيين، ومعَ الاسفِ فانَ كثيرينَ منهم باتوا مصابينَ بما يُعْرَفُ بمتلازمةِ ستوكهولم، اي التعاطفِ والتعاونِ معَ عدوِّهم او مَن اساءَ اليهم .
وفي اساءةٍ جديدةٍ لحلفائها ومن خَدَمَ سياستَها على مدى عقود، حديثٌ اميركيٌ عن عقوباتٍ على القطاعِ المصرفيِّ اللبناني ، واساسُه المصرفُ المركزيُ. اجراءٌ هو الأخطرُ الذي يَتعمّدُ من خلالِه الاميركيُ تدميرَ ما تبقَّى من رمَقٍ اقتصادي، وطمسَ كلِّ الحقائقِ والجناياتِ التي قد تُوصِلُ الى مُسببي المآسي الاقتصاديةِ في بلدِنا.
وفي بلدِنا نقاشٌ غداً في اللجانِ النيابيةِ المشتركةِ وفي المجلسِ المركزيِّ لمصرفِ لبنانَ حولَ الدعمِ وترشيدِه، والاحتياطيِّ المركزيِّ وتخفيضِه. فيما المنخفضُ الذي يضربُ الرؤيةَ الحكوميةَ على حالِهِ، حيثُ لا شيءَ في الافقِ معَ سيفِ العقوباتِ الاميركيةِ الـمُصْلَتِ بكلِّ اتجاه، الهادمِ لكلِّ املٍ لبنانيٍّ يَستعجلُه الواقعُ الذي يلامسُ حالَ الغيبوبةِ الشاملة. فاصحابُ كلِّ القطاعاتِ في عويل، حتى المستوردينَ الذين طالعوا اللبنانيينَ بالحديثِ عن نقصٍ بالموادِّ الاستهلاكيةِ اليوميةِ على ما قالَ نقيبُهم اليوم.. اما التنقيبُ في الازماتِ فيُظهِرُ ما لا يُطاق.. وسيم هاشم، طالبٌ في كليةِ الطِّبِّ بحسَبِ ما رسَمَ واهلَه لمستقبلِه، لكنَ حِسبةَ اصحابِ البنوكِ المتمردينَ وحاكمِهم على قراراتِ المجلسِ النيابي وعلى توقيعِ رئيسِ الجمهورية، اَحالت وسيم الى عاملِ ديليفري، وبدلَ الوصولِ الى حُلُمِهِ باتَ جُلُّ هدفِه الوصولُ الى لُقمةِ عيشِه.. اِنهُ لبنانُ الذي يَحكُمُهُ حيتانُ المال..
المصدر: قناة المنار