حتى لا يقالَ لنا كما في بعضِ الولاياتِ الاميركية “روح موت ببيتك”، وحتى لا تتحولَ البيوتُ الى مشافٍ تفتقدُ الى أيِّ عنايةٍ صحية، لا بدَّ من استنفارٍ مجتمعيٍّ على قاعدة: كلُّ مواطنٍ وكمامتُه خفير.
فلبنانُ دخلَ مرحلةً مفصليةً بعدَ أن تسللَ الوباءُ الى كلِّ المناطق ، وبغضِّ النظرِ عن مسببِ هذا الانفلاتِ والتدهورِ الخطير ، فانها الازمةُ الوحيدةُ ربما التي حَلُّها بايدينا نحنُ الشعب. فقد اُدخلَ الفقرُ الى كلِّ بيتٍ تقريبا، ولم يكن للمواطنينَ حولٌ ولا قوة، وأدخلوا البلدَ في متاهاتٍ وأزماتٍ من الدولارِ وغلاءِ الاسعارِ الى المازوتِ والبنزين والكهرباء، ولم يكن للمواطنِ حولٌ ولا قوة. أما معَ كورونا، فيبقى للشعبِ الكلمةُ الاولى عبرَ الالتزامِ باجراءاتِ الوقايةِ الصحية، الا انَ ذلك لا يُعفي الدولةَ من التزاماتِها خاصةً انَ هناكَ من المسؤولينَ من لا يلتزمُ بالقراراتِ التي يُصدِرُها. ويبدو أن اللبنانيينَ قد وَقعوا في خطيئةِ الاحتفالِ المبكرِ بالنصرِ على كورونا، فوقعَ البلدُ في براثنِ موجةٍ ثانيةٍ من الوباءِ أشدَّ فتكاً، ليَدخُلَ الفيروس مجلسَ النواب، وقصورَ العدل، ويصيبَ الجسمَ الطبيَ ويصلَ الى الصليبِ الاحمر، والحبلُ على الجرارِ كما يقالُ في حالِ الاستمرارِ بسياسةِ الاستهتار.
على انَ الايامَ الاخيرةَ سَجلت نشاطاً زائداً لفيروساتٍ جويةٍ اسرائيليةٍ على الحدودِ الجنوبية، طائراتُ التجسسِ الصهيونيةُ لم تتوقف عن محاولةِ تلويثِ آذانِ الجنوبيين، أما على الارضِ فقد سُجلَ توارٍ لجنودِ الاحتلالِ خلفَ جُدُرٍ محصّنة، وقذائفُ دخانيةٌ في مزارعِ شبعا حولَ موقعِ الاحتلالِ في رويسات العلم لم تتمكن من اخفاء حال القلق الشديد لقيادة الجيش الصهيوني، فيما أمرَ نتانياهو وزراءَه بالصمتِ حيالَ ما يَجري على الحدودِ الشمالية، في وقتٍ كانت اصواتُ الاحتجاجاتِ المطالِبةِ برحيلِه تخرقُ جدرانَ مقرِّ اقامتِه في القدسِ المحتلة، فقد تظاهرَ الآلافُ للمطالبةِ برحيلِه جراءَ فشلِه بسياستِه في احتواءِ جائحةِ كوفيد تسعةَ عشر.
المصدر: قناة المنار