منذر عبيد/عكار
تبتلع مياه البحر في عكار سنوياً عشرات الضحايا بسبب الاهمال، فيما الدولة غائبة عن الشاطىء الا من دورياتها من القوى الامنية. فمن الطبيعي أن تشكل الواجهة البحرية لمحافظة عكار متنفساً طبيعياً لأهالي المنطقة ، إلا أنه من غير الطبيعي ان تبقى هذه الواجهة دون أي اهتمام رسمي من قبل الدولة والوزارات الخدماتية المعنية.
يمتد الشاطئ من العبدة حتى العريضة على الحدود اللبنانية السورية بمسافة حوالي 20 كلم، ويفتقر الى ابسط اوجه الانماء والسلامة العامة فضلا عن تحوله الى مكب للنفايات والصرف الصحي والمياه المبتذلة.
ورغم كل هذا الحرمان والإهمال تجد العديد من العائلات العكارية هذا الشاطئ منفذا لها، كونها لاتملك القدرة على الذهاب الى شواطئ ومسابح أخرى في المناطق المجاوره، فتراها تدفع ضريبة فقدان احد ابنائها غرقاً في ظل غياب تام للدولة التي تحضر بأجهزتها الامنية والطبية لتدوين محاضر الغرق من دون ايجاد حلول لهذه المشكلة.
يقول قيصر أحمد رئيس فرقة الانقاذ البحري في حي البحر:” منذ اللحظة التي أنشأنا فيها فريق الانقاذ البحري عام 1998 بموجب ترخيص رسمي من قبل الدولة وضعنا أنفسنا ومراكبنا بتصرف الدفاع المدني والصليب الاحمر اللبناني والأجهزة الامنية اللبنانية كافة بهدف التعاون وتلبية نداءات الاستغاثة التي تطلق من على الشاطئ، لكن للأسف لم نلقَ أي تجاوب يذكر، لا بل اصبحنا نتعرض للمساءلة القانونية ونخضع للتحقيقات المطولة التي غالبا ما كانت تُختتم بتحميلنا المسؤولية عن كل حالة انقاذ.
وأكد قيصر أن فريق الانقاذ الذي يترأسه لم يتلقَّ أي دعم من أي جهة رسمية أو خاصة منذ لحظة تأسيسه، علما أن عمليات الانقاذ التي كان يقوم بها الفريق طوال الفترة الماضية هي على نفقة أعضائه الغطاسين. لكننا وصلنا الى مرحلة لم يعد بإمكاننا تحمل المزيد من الاعباء، لهذا السبب اوقفنا نشاطنا بعدم التجول على الشاطئ في المراكب مع الابقاء على فريق الانقاذ الذي يضم 30 شاب من أمهر الغطاسين في لبنان.
وأوضح: أن الكلفة الاجمالية لتغطية الشاطئ العكاري من العبدة حتى العريضة بالمراكب الجوالة خلال نهاية عطلة الاسبوع لا تتعدى ال 500 الف ليرة لبنانية، وطالب المعنيين بتزويد المركز بمراكب نوع زوديا ذات الكلفة الخفيفة و دعم المركز بشكل جدي والسماح للغطاسين باستعمال وسائل الغطس لا سيما الاوكسجين الذي يعد أحد ابرز الاشياء المهمة التي يحتاجها الغطاس خلال عملية الانقاذ.
من جهته رأى الناشط الاجتماعي جمال خضر أن الشاطئ العكاري مهمل الى ابعد الحدود ويفتقر الى ابسط مقومات السلامة العامة فضلا عن تحوله الى مرتع للنفايات والمياه المتبذلة والصرف الصحي واعتبر أن أبشع أشكال الحرمان تتجلى بعدم وجود كورنيش وساتر اسمنتي يمنع امواج البحر خلال فصل الشتاء من اجتياح المنازل القريبة الى الشاطئ و مركز إنقاذ يعمل صيفا ويسأل : هل يعقل ان يأتي احدا للاستجمام على هذا الشاطئ ويغادره فاقداُ احد من أفراد أسرته نتيجة الاستهتار بحياة الناس. وشدد على تفعيل عمل فريق الانقاذ البحري الذي انشأ بترخيص رسمي من قبل الدولة والذي توقف عن العمل نتيجة عدم تلقيه اي مساعدة من قبل الجهات الحكومية وغير الحكومية.
المصدر: موقع المنار