تعقد يوم الاثنين في باكو قمة ثلاثية بمشاركة الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني والأذربيجاني إلهام علييف، وذلك قبل يوم من اللقاء المرتقب بين الزعيمين الروسي والتركي.
ومن اللافت أن هذا الاجتماع الثلاثي الذي سيعقد الاثنين 8 أغسطس/آب هو الأول بهذه الصيغة التي اقترحها الرئيس الأذربيجاني خلال مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره الروسي في فبراير/شباط الماضي.
وكان يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي قد قال إنه أول لقاء ثلاثي على مستوى رؤساء الدول الثلاث. وتابع أن ضرورة إجراء المشاورات بهذه الصيغة، بات واضحا للجميع، مضيفا أن روسيا وإيران وأذربيجان تواجه قضايا مشابهة في مجالات الاقتصاد والأمن ومواجهة الإرهاب.
وأكدت مصادر في الدول الثلاث أن الوضع في الشرق الأوسط وأفغانستان سيكون في صلب اهتمام القمة الثلاثية. وكان الرئيس الروسي قد أكد في مقابلة مع وسائل إعلام أذربيجانية أن هاتين المنطقتين تحولتا إلى بؤرتين لعدم الاستقرار تشكلان مصدرا للإرهاب الدولي والجريمة العابرة للقرات.
هذا وكشف الكرملين عشية القمة، أن بوتين سيقترح على نظيريه تكثيف تبادل المعلومات حول أنشطة التنظيمات الإرهابية العابرة للقارات.
كما من الواضح، أن القضية السورية ستكون حاضرة أيضا خلال المحادثات، علما بأن الرئيس الروسي سيتوجه في اليوم التالي إلى مدينة بطرسبورغ، حيث سيجتمع مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان لبحث تطبيع العلاقات الثنائية وتكيف الجهود لتسوية النزاع السوري بالوسائل السياسية.
ومن المواضيع الأخرى، ينوي الجانب الروسي طرح موضوع تكثيف الحوار الثلاثي حول الوضع القانوني لبحر قزوين، بالإضافة إلى التسوية في منطقة قره باخ، إذ يتوقع محللون أن تقترح موسكو وطهران على باكو لعبهما دور الوساطة من أجل تخفيف حدة التوتر في المنقطة التي شهدت تصعيدا دمويا للصراع في أبريل/نيسان الماضي.
وفي مسودة البيان الختامي المعدة قبيل القمة الثلاثية في باكو، يدعو بوتين وروحاني وعلييف جميع دول العالم إلى الانضمام لجهود الدول الثلاث في محاربة الإرهاب وتهريب المخدرات.
وجاء في المسودة التي نقلت وكالة “نوفوستي” مقتطفات منها: “الأطراف عازمة على التصدي للإرهاب والتطرف والجريمة العابرة للقارات، والاتجار غير الشرعي بالأسلحة، وتهريب المخدرات، والاتجار بالبشر، والجرائم في مجال تكنولوجيا المعلومات والحواسيب. وتدعو الدول الثلاث المجتمع الدولي للانضمام إلى الجهود من أجل التصدي لهذه التحديات والتهديدات على الاستقرار والأمن الدوليين مع دور محوري تلعبه الأمم المتحدة”.
كما جاء في المسودة أن الدول الثلاث تدين بأشد العبارات الإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره، وتؤكد أهمية إجراء مشاورات ثنائية ومتعددة الأطراف من أجل تبادل المعلومات حول تطورات الوضع، ووضع إجراءات ترمي إلى التصدي للإرهاب بشكل فعال.
هذا وتشير مسودة البيان التي من المتوقع أن يقرها زعماء الدول الثلاث خلال قمة باكو، إلى أن النزعات العالقة في المنطقة ، تمثل عائقا كبيرا على طريق تطوير التعاون الإقليمي، وتشدد على ضرورة تسوية كافة النزاعات في أقرب وقت عن طريق المفاوضات وعلى أساس مبادئ وأحكام القانون الدولي.
المصدر: نوفوستي