غالبًا ما يكون التأخير في رحلة الطيران أسوأ جزء من العطلة للعديد من المسافرين. ومع ذلك، فقد ظهرت تقنية جديدة تستخدمها شركات الطيران تمكنها من تصنيف مسارها على أنه “في الوقت المحدد” حتى لو غادرت متأخرة، مما يعني أنها لن تكون مسؤولة عن تعويض أي راكب على هذا الأساس.
من المعلوم أن الرحلات الجوية تغادر وتهبط بجميع أنحاء العالم في أي وقت من الأوقات، ومع ذلك فإن مصدر الإحباط المتكرر للمسافرين عندما يحدث التأخير في المغادرة والهبوط إلى ما بعد ما هو محدد بالجدول الزمني للرحلة.
غالبًا ما يخطط المسافرون لربط الرحلات الجوية بوجهات أخرى على أساس وقت وصولهم، وبناء على ذلك يتم تحديد مواعيد سيارات الأجرة أو الإقامة وفق الوقت الذي تستغرقه رحلتهم، بما في ذلك وقت السفر الجوي. ومع ذلك، فقد ظهرت خدعة تستخدمها شركات الطيران في الغالب توضح كيفية إضافتها للوقت المحدد لمدة الرحلة، حتى تكون في الموعد المحدد وتتجنب التداعيات المحتملة.
وتحدث محامو تعويض الطيران في شركة بوت وشركاه للمحاماة حصريًا إلى صحيفة إكسبرس البريطانية لتسليط الضوء على تقنية “حشو الجدول”.
قال هؤلاء المحامون إن حشو الجدول طريقة يستخدمها الطيارون وشركات الطيران لتمديد مدة الرحلة. وأضافوا “هذا يعني أنه إذا غادرت رحلتك المطار متأخرة، فلن يحسب عند الهبوط على أنها تأخرت في مطار الإقلاع لأنها لا تزال لديها وقت يظهرها على أنها وصلت في الوقت المحدد و”هناك برنامج في نظام الحجوزات يضيف وقتًا إلى أي رحلة مجدولة، على سبيل المثال يمكن أن تكون مدة الرحلة المقررة خمس ساعات، هي في الواقع أربع ساعات ونصف الساعة” ويؤكد هؤلاء أن أحد أسباب وضع وقت إضافي للرحلة “تجنب احتمال دفع التعويضات”.
واستشهدوا بدراسة استقصائية في أغسطس/آب الماضي وجدت أن أوقات الرحلات المجدولة في المتوسط كانت أبطأ 35 دقيقة عما كانت عليه عام 2008. وكان ما مجموعه 76 من أصل 125 رحلة تم تحليلها “أبطأ” مما كانت عليه بالعقد السابق، مما يعني أن هناك حيلة جديدة.
وقال متحدث باسم شركة بوت وشركاه للمحاماة “هذا يرجع إلى حد كبير إلى حقيقة أن شركات الطيران تعبث بجداولها الزمنية لتحسين سجلات الموعد المحدد”. ومع ذلك تأخذ الشركة في الاعتبار الأسباب التي قد تدفعها لمثل هذا السلوك. وأضاف “سيشعر المسافرون بمزيد من الارتياح إذا اعتقدوا أنهم وصلوا إلى وجهتهم قبل عشر دقائق وليس في الوقت المحدد أو في وقت متأخر”. وهكذا يمكن أن ينظر إلى ذلك على أنه فوز للطرفين المعنيين شركات الطيران والركاب.
وقد يجادل البعض بأن هناك سببًا مثيرًا للإعجاب لزيادة الوقت المدمج بالرحلة يرتبط بالبيئة، أي أنه كلما كانت الرحلة أبطأ وأقل استخدامًا للوقود يكون ذلك حماية كوكب للأرض من التلوث. وأخيرًا تقول بوت وشركاه أن زيادة وقت الرحلات يمكن أن يمنع “تأثير الدومينو” على الرحلات المتأخرة لأنه يحافظ على فارق الوقت مهما تأخرت الرحلة، وهي حجة قالت إن شركات الطيران استخدمتها.
يُذكر أنه يمكن للمسافرين المطالبة بمبلغ يصل إلى ستمئة يورو على الرحلات الجوية التي تأخرت لأكثر من ثلاث ساعات بموجب قواعد الاتحاد الأوروبي، ولكن شركات الطيران معفاة من سداد هذه التعويضات في الظروف الخارجة عن سيطرتها مثل سوء الأحوال الجوية.
المصدر: ديلي ميل