الصحافة اليوم – علاقة الحريري بالسعودية .. والبوكمال حرّة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم – علاقة الحريري بالسعودية .. والبوكمال حرّة

صحف محلية

رصدت الصحف اللبنانية صباح اليوم التطورات المتعلقة بالرئيس سعد الحريري وزيارته الى مصر، كما كان هناك متابعة لعلاقة الحريري مع السعودية بعد خروجه الى باريس. ورصدت الصحف التطورات في سوريا وتحرير البوكمال من تنظيم داعش الارهابي.

الاخبار

بين أزمة الحريري وأزمة السعودية؟

ابراهيم الأمين

ارتدادات ازمة احتجاز سعد الحريري مستمرة على تيار المستقبل وعلى لبنان، خصوصاً أن المعالجة التي حصلت لم تُصب جذر الموضوع. ما حصل، عملياً، هو استسلام السعودية بعد فشل المحاولة الاولى لإطاحة سعد الحريري، وهزّ الاستقرار السياسي في لبنان. صحيح أنهم خضعوا لضغوط فرنسا ثم الولايات المتحدة، لكنهم لم يقدموا أيّ تعهد بإعادة الامور الى ما كانت عليه، وهو ما يجعل مهمة الحريري المقبلة صعبة ومعقّدة.

كان واضحاً أن أزمة الحريري مزدوجة؛ شقّ يخصّ دوره في لبنان، وآخر يتعلق بموقعه في المعركة التي يشنّها محمد بن سلمان ضد خصومه المحليين. لكن، لندع الملف الشخصي والمالي للحريري جانباً، ولنركز على البعد اللبناني. ذلك أن مطالب السعودية من رئيس الحكومة لم تسقط، وهي تتركز على خلق واقع في لبنان يهدف الى الضغط على حزب الله وعلى حلفائه، وفي مقدمهم الرئيس ميشال عون.
وبما أن الحريري عائد الى بيروت قريباً جداً، وسيكون عنده ما يشرح موقفه السياسي ويدل على وجهته الجديدة، فإن النقاش، الآن، انتقل الى كيفية التعامل مع المطالب السعودية التي تنعكس ضغوطاً متنوعة على لبنان. وبالتالي فإن الجميع سيلاحظون فروقات جدية في الخطاب اللبناني عن خطاب الاسبوعين الماضيين.
حتى الأمس، وقف لبنان بكل أطيافه ضد خطف الحريري، وضد إجباره على مغادرة التسوية الداخلية. وكان هناك تضامن غير مسبوق مقارنة بشكل الانقسام اللبناني، ومن شذّ عن هذا التضامن هم فقط أنصار الوجهة السعودية بتخريب لبنان، وفي مقدمهم القوات اللبنانية والمنشقون عن تيار المستقبل. وهذا أمر سيعقّد مهمة السعودية بإجبار الحريري على خوض معركة داخلية بعناوين ورقة الاستقالة التي أجبر على تلاوتها من الرياض.

وسيكتشف السعوديون، أيضاً، أن الحريري الذي صمد خلال فترة احتجازه في الرياض، ولم يقدم تنازلات تطابق رغبات ابن سلمان، لن يكون في قلب معركة ضد الوحدة الوطنية أو ضد رئيس الجمهورية أو حتى ضد المزاج الشعبي الذي لم يكن مستنفراً ضد حزب الله، بل كان واضحاً في تحميل السعودية مسؤولية ما يحصل، مع نقمة واضحة على تصرفات آل سعود مع من يفترض أنه ابنهم وممثلهم الابرز في لبنان.
مع ذلك، فإن الحريري، ومن خلال تسريبات خاصة، مهتم بأن تستمر مساعدة عون وحزب الله له، وأن يساعداه في إيجاد مخرج يعفيه من استمرار العقاب السعودي له، ويتيح له العودة عن الاستقالة وترميم التسوية السياسية مع الآخرين.

لكن المشكلة تكمن في أن السعودية مهتمة بجانب آخر محصور بالدور الاقليمي لحزب الله، وهو جوهر ما تريده من كل ما تقوم به، إذ تعتقد الرياض أن بمقدور القوى اللبنانية إجبار الحزب على التخلي عن عضويته الفاعلة في محور المقاومة، وعلى التراجع عن دوره الكبير في سوريا والمنطقة. وهناك، أيضاً، أوهام سعودية غريبة بأن الحزب قادر على ضبط «أنصار الله» في اليمن، وعلى وضع جدول أعمال مواجهتهم مع السعودية.
في هذا الشق، ليس منطقياً أن يُفاجأ اللبنانيون بتغيّر المواقف، إذ إن من شبه المستحيل الحصول على إجماع لبناني ضد حزب الله. وما شهده الناس من تعامل مسؤول من جانب الرئيس عون أو حزب الله في ما يتعلق باستعادة الحريري لحريته، قد لا يتكرر في حالة مواجهة المطالب السعودية. وبمعنى أدق وأوضح: إذا كان اللبنانيون ملزمين بالعمل على توفير كل متطلبات خروج الحريري الى الحرية، فهم ليسوا ملزمين بالعمل، وفق الوتيرة نفسها والجوهر نفسه، في حالة المطالب السعودية. ومن الخطأ، لا بل من السذاجة، الاعتقاد بأن حزب الله سيستنفر، مثلاً، لمعالجة أزمة السعودية الناجمة عن خسائرها في العراق وسوريا واليمن. بل إن الحزب سبق أن أبلغ كل العاملين على خط الرياض، بأن أساس العلاج وقف التدخل السعودي في دول المنطقة، ووقف الحرب المجنونة والهمجية التي تشن ضد الشعب اليمني. وبالتالي، من ينتظر تنازلات من جانب حزب الله لارضاء السعودية واهم.

كذلك الحال بالنسبة إلى رئيس الجمهورية الذي تصرف بمسؤولية لم يلمسها اللبنانيون سابقاً عند مسؤول بارز في الدولة. فقد شعرت غالبية لبنانية ساحقة بأن في لبنان رئيساً يحظى بشعبية حقيقية، وبثقة حقيقية، ويملك القدرات والمهارات والاقتناعات التي تمكّنه من لعب دور وطني، بحجم الازمة التي افتعلتها السعودية عبر احتجاز الحريري.
لكن الرئيس عون لم يكن يجهل، لحظة واحدة، أن سعي السعودية لإطاحة الحكومة وشنّ الهجمات عليه، لم يكن يقصد إطاحة الحريري أو معاقبته وحده، بل كان يستهدف أساس التسوية التي أعادت الحريري الى السراي، والتي قامت على انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية. وبالتالي، فإن الرئيس عون يعرف أن السعودية تريد رأسه أكثر مما تريد رأس الحريري نفسه. وهذا بحدّ ذاته يشكل عنصر قلق وشك عند الرئيس حيال كل ما تطلبه السعودية، أو كل ما تقوم به عبر عملائها في لبنان وحلفائها في الاقليم والعالم. ولذلك، فإن الرئيس عون لن يكون سهلاً في التعامل مع هذه الازمة، وهو سيقول للحريري ما يمكن القيام به لتجديد العقد السياسي خلال المرحلة المقبلة. لكنه لن يقبل أن يتم جرّه الى مواجهة جديدة هدفها تهديد الاستقرار في لبنان، أو الانخراط في معركة ضد حليفه الأبرز والأقرب، أي حزب الله.
كل ذلك يعني، ببساطة، أن لبنان الذي تصرّف بحكمة ووطنية وبخلفية أخلاقية وإنسانية تجاه أزمة الحريري، لن يكون على نفس الصورة إزاء أزمة السعودية. وهو ما قد يكشف ما تبقى من أوراق مستورة في أيدي السعوديين. وقد تكون بينها محاولات إضافية لزعزعة الاستقرار الداخلي، سياسياً واقتصادياً وأمنياً، علماً بأن الجميع في لبنان، وحتى حلفاء السعودية، يعون جيداً أنه لا وجود لأرضية شعبية لبنانية مستعدة لتخريب لبنان، من أجل مزاج أمير مجنون، يحتاج الى كرسي في مركز للحجر الصحي لا الى كرسي حكم!

البناء

البوكمال حرة… سليماني يقود النصر… ونصرالله يطلّ اليوم بالمناسبة وسواها
بيان عربي باهت… وموسكو طهران أنقرة للحل السوري… وأزمة فلسطينية أميركية
الناشف في التأسيس: حزب مقاومة ووحدة… مع الأسد وعون… ونداء للقوميّين

كتب المحرّر السياسي

افتتح حدثان متعاكسان مسارين سيحضران بقوة خلال الفترة المقبلة الحدث الأول هو تحرير مدينة البوكمال بعد عشرة أيام من دخولها للمرة الأولى، وقيام القوات الأميركية والميليشيات الكردية التابعة لها بالتنسيق مع داعش لإعاقة القوات السورية والحلفاء، وإرباك وجودهم في البوكمال، وكان التحرير مدوّياً هذه المرة بمثابة التحدّي المباشر للأميركيين ممهوراً بالحضور المباشر للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري على رأس المهاجمين، وظهوره أمام الكاميرات في رسالة مباشرة حول المرحلة التي يفتتحها البوكمال نحو سورية جديدة ظهرت إشارة الانطلاق نحوها في لقاء وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران في أنطاليا بتركيا والإعلان بختامه عن التفاهم على خريطة طريق للحلّ السياسي في سورية، ما وصفته مصادر مطلعة بالإشارة إلى التوافق على مؤتمر سوتشي الذي ترعاه موسكو للحوار بين الحكومة والأحزاب السورية، والذي ستدعى إليه الجماعات الكردية، تحت سقف التحذير من مغبّة المخاطرة بالسعي للحفاظ على خصوصية أمنية عسكرية ومساعي انفصال، ستقابل بالقوة وبلا رحمة، تحت عنوان بسط الجيش السوري سيطرته على كامل الأراضي السورية وضمان الأمن الإقليمي فيها، بينما الرسالة للأميركيين دعوة لحزم حقائبهم والاستعداد للرحيل من سورية، فالحسكة والرقة وإدلب أهداف مقبلة بعد البوكمال.

الحدث الثاني، كان الإعلان الأميركي عن إغلاق مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، كرسالة ردّ على توجّه السلطة الفلسطينية بشكوى لدى محكمة العدل الدولية في لاهاي بحق حكومة الاحتلال، ولكن في رسالة تتضمّن إنذاراً لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بقبول الشروط الأميركية «الإسرائيلية» السعودية للتسوية الفلسطينية، وإلا ما يقوله إقفال مكتب التمثيل من بداية عقوبات ستتواصل بوقف تمويل السلطة ويليه إيقاف مخصّصاتها من حكومة الاحتلال كعائدات مستحقة للسلطة قانونياً، ومثلها وقف المساعدات السعودية والخليجية، وما يعنيه كلّ ذلك من إشارات لقرار بحق السلطة ما لم تنصَعْ للتحذيرات الأميركية السعودية، وفي المقابل بدا أنّ السلطة والمنظمة عاجزتان عن قبول التحذير الأميركي السعودي، وأنّ التوقف عن المشاركة في العملية السياسية تحت ضغط الشارع يتصاعد كخيار سيقرّر مصير ما يصفه «الإسرائيليون» والسعوديون والأميركيون بـ «صفقة القرن».

على خلفية هذين الحدثين انعقد مجلس وزراء الخارجية العرب، بدعوة سعودية تحت شعار تهديد إيران وتأديب لبنان، لكن التوقيت المتأخر كحال المتكاسلين والذين لا يجيدون القراءة جعل الاجتماع بلا قيمة. فلا هو جاهز لدعم الموقف الأميركي بحق السلطة الفلسطينية، وقد صار أولوية أميركية، ولا عاد من قيمة لتصعيده على إيران بالنسبة للأميركيين بعد دخول البوكمال وتحريرها.

بيان باهت رغم المحاولات المليئة بـ»الشيطنة» لإيران وحزب الله، حذفت منه الخطوات الإجرائية التي جرى التمهيد لها وروّجت كحاصل يبدأ بتجميد عضوية لبنان في الجامعة وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، والتوجّه لمجلس الأمن لتصنيف إيران وحزب الله على لوائح الإرهاب.

تقييم هذا المشهد المتداخل سيكون موضوع إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله السادسة مساء اليوم، وكان محور كلمة رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف في احتفال إحياء ذكرى تأسيس الحزب.

الناشف الذي أطلّ للمرة الأولى بعد انتخابه رئيساً في ظاهرة نادرة لتداول سلسل للسلطة في الأحزاب العربية الكبرى والعريقة، أطلق مجموعة من المواقف اللافتة، والتي حازت تقدير الشخصيات والقيادات التي حضرت الاحتفال، سواء لجهة تشريح مفهوم الوحدة المصيرية التي يدعو لها الحزب رداً على تقسيم كيانات سورية الطبيعية في اتفاقيات سايكس بيكو وارتباطها بزرع «إسرائيل» في المنطقة، والعلاقة التفاعلية بين هذا الإيمان بالوحدة والتمسك العميق بلبنان ومصالحه والتضحية في سبيل عزته واستقلاله، معلناً نحن حزب مقاومة ووحدة، مشيداً بمواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبالرئيس السوري بشار الأسد، ودورهما في صيانة مشروع المقاومة ومواجهة مشاريع التفتيت، مطلقاً من منصة الاحتفال نداء للقوميين داخل الوطن وعبر الحدود للانخراط في المؤسسات الحزبية، قائلاً: لا تبخلوا على حزبكم بما تملكون من طاقات، ولا تسألوا ماذا يمكن لحزبكم أن يقدّم لكم، بل ماذا تستطيعون أنتم أن تقدّموا لحزبكم؟

الناشف: سنبقى ذراع المقاومة ضد «إسرائيل»

دعا رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف كلّ المؤمنين بوحدة لبنان، وبمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، والمؤمنين بالمقاومة ضدّ العدو «الإسرائيلي» وضدّ الإرهاب إلى تسريع إنشاء جبهة لنكون صفاً واحداً في مواجهة مخاطر التهديدات الخارجية وتحصين الوحدة الوطنية والسلم الأهلي.

وفي احتفالٍ حاشد أقامه الحزب السوري القومي الاجتماعي في العيد الـ 85 لتأسيسه، في قصر الأونيسكو في بيروت، أكد الناشف «أننا نريد لبنان الواحد الموحّد، الذي يتخلّص من أمراضه الطائفية والتحزّبات المذهبية، والذي يذهب شعبه إلى انتخاب ممثليه بالطريقة النسبية الكاملة من دون أيّ قيد طائفي». وأضاف: «إذا كانت الانتخابات المقبلة التي ندعو لحصولها في أوانها، وندعو كلّ القوميين الاجتماعيين للانخراط بها، لم تعتمد النسبية الكاملة، فإننا نأمل أن تكون بداية لهذه النسبية الكاملة والشاملة كلّ لبنان».

وأعلن الناشف «أننا كنا في خط الممانعة وسنبقى، وأننا ضمن محور المقاومة وسنبقى، وأننا نرفض أية ضغوط استخدمتها وتستخدمها دول الإرهاب وصانعو الإرهاب لتحويل سياستنا من سياسة تخدم وحدتنا وسلامنا الداخلي إلى سياسة تضرب وحدتنا الداخلية ووفاقنا الوطني، كما سنبقى نقاتل أهل الظلام والإرهاب على كلّ أرضنا، حتى يزول طغيانهم، ودمارهم، وظلهم الثقيل المقيت، عن كلّ أمتنا».

وشدّد على أننا «سنبقى ذراع المقاومة ضدّ «إسرائيل» عدوة شعبنا وأرضنا وتراثنا وحضارتنا حتى استعادة أرضنا القومية مهما طال الزمن، وسنبقى في قتال دائم مع أمراض التعصّب والطائفية، والمذهبية، والفردية، والجهل، والخيانة والغدر».

كما أكد الناشف على «أننا سنبقى من دعاة الوحدة، في مواجهة العاملين على التفرقة والانقسام».

ووجّه التحية الى «جيوش لبنان وسورية والعراق وللمقاومة ونسور الزوبعة وكلّ الصامدين على خط النار في مواجهة الاحتلال والإرهاب»، معتبراً أن «دولة الأوهام انهارت تحت ضربات جيش العراق البطل وقوى العراق الحية وقيادته الحكيمة وأنّ فلسطين وأرض فلسطين هي جزء من أرضنا القومية ولا يمكن لأيّ طرف التنازل عنها أو عن أيّ جزء منها»، مشيراً الى أن «تلاويح النصر المؤزّر تلوح في الأفق لتعلن بقاء سورية الرئيس والشعب والجيش والأرض».

فضيحة «الوزراء العرب»

لم تُعرِّ الكارثة الإنسانية في اليمن ما يُسمّى مجلس وزراء الخارجية العرب فقط، بل جاء بيانه الختامي أشبه بالفضيحة المدوية، ففي حين كان الأجدر بهذا المجلس البحث في جدول أعماله العدوان الذي يشنه نظام محمد بن سلمان على أكثر من دولة عربية، من جرائم الحرب وانتهاك حقوق الانسان في اليمن الى دعم التنظيمات الإرهابية المختلفة في سورية والعراق الى تآمره على ليبيا وليس آخر انتهاكه الصارخ للسيادة اللبنانية عبر احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري والمسّ بكرامته الشخصية وبموقع رئيس مجلس الوزراء، عمد المجلس الى إصدار بيان مكتوب سابقاً بالحبر السعودي، كما جرت العادة رغم غياب حوالي ثلث الوزراء ومن بينهم وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، يدين ما أسماه التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية ووصف حزب الله بالإرهابي، ما يثبت مرة جديدة أنّ المجلس كما جامعة الدول العربية ليسا سوى أداتين دبلوماسيتين وسياسيتين للنظام السعودي، ومن خلفه «إسرائيل» يلجأ إليهما في أوقات الشدة الإقليمية والحرج الدولي. وما كشفته وكالات عالمية أمس، بأنّ «وزيراً إسرائيلياً أكد أنّ إسرائيل أجرت اتصالات سرية بالسعودية وسط مخاوف مشتركة بشأن إيران»، كافٍ للدلالة على الدور «الاسرائيلي» في البيان!

واستند الوزراء في بيانهم لإدانة إيران وحزب الله على اتهامٍ بتصنيع وتهريب الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون على مطار الملك خالد في الرياض ومن دون أيّ دليل، رغم أنّ الأمم المتحدة وهي أعلى جهة دولية برّأت الدولة الإيرانية من هذا العمل، في وقتٍ تجاهل المجلس مئات آلاف الصواريخ التي تنهمر يومياً منذ ثلاث سنوات على رؤوس اليمنيين مخلفة مئات آلاف الضحايا وملايين المهدّدين بـ «الكوليرا» وخسائر مادية فادحة وحصاراً وتجويعاً في كارثة إنسانية يمكن وصفها بكارثة العصر!

وبعد تحشيد النظام السعودي لعددٍ من الدول التي تدور في الفلك السعودي وتحريضها على المقاومة في لبنان التي قاتلت أعداء العرب والمسلمين من «إسرائيل» والتنظيمات الإرهابية صنيعة النظام السعودي، حمّل البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب الذي انعقد في القاهرة أمس، «حزب الله الشريك في الحكومة اللبنانية مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية والتأكيد على ضرورة توقفه عن نشر الطائفية والتطرف وعدم تقديم أيّ دعم للإرهابيين في محيط إقليمه».

.. ولبنان يعترض

وأعلن لبنان اعتراضه على الفقرات 4 و6 و9 من البيان الذي أتى على ذكر حزب الله ووصفه بالإرهابي. وأكد المندوب الدائم المناوب لدى جامعة الدول العربية السفير أنطوان عزام، الذي مثل لبنان بتكليف من وزير الخارجية جبران باسيل الذي قاطع الاجتماع، تمسكه بـ «المعادلة المتوازنة القاضية بتحصين ساحته الداخلية من خلال إطلاق مسار حكومي هادف كضمانة لتماسك الكيان ضمن مؤسسات الدولة، وبما يحفظ السلم الأهلي، توازياً مع القيام بكلّ ما يمكن لتقوية علاقات لبنان مع أشقائه العرب واتخاذ الموقف الواضح من كافة القضايا التي تحظى بالإجماع العربي من دون المسّ بوحدتنا الداخلية».

وكان الوزير باسيل قد اتصل بعددٍ من نظرائه العرب قبيل اجتماع القاهرة، حيث طالبهم بتخفيف حدة بيان الاجتماع. وطالب وزراء الخارجية العرب بتحييد لبنان عن قضية التدخل الايراني.

نصر الله يطلّ مساء اليوم

وسط الأجواء الملبّدة بالغيوم داخلياً عشية عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت بالتوازي مع التصعيد السعودي في المنطقة، لا سيما ضدّ لبنان والذي بلغ مداه الأقصى، وعلى وقع تحرير الجيش السوري وحلفائه مدينة البوكمال في دير الزور من تنظيم داعش، يطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مساء اليوم كما أعلنت العلاقات الإعلامية في الحزب، ويتناول فيها تطورات المنطقة والأوضاع الراهنة.

وستشكل التطورات المحلية العنوان الرئيسي في كلمة السيد نصرالله، بحسب ما أفادت أوساط مطلعة «البناء»، الأمر الذي سيرسم مرحلة جديدة في لبنان، بحسب الأوساط، والحديث الذي يدور في الأروقة السياسية والدبلوماسية على خط بيروت – باريس بأنّ «الضمانات الفرنسية لم تكف السعودية لإطلاق سراح الحريري، بل أبقت على نجليه كرهينة لضمان عدم تفلته من فلكها»، وبحسب الأوساط فإنّ السيد نصر الله «سيقوم بعملية احتوائية استباقية لأيّ موقفٍ قد يخرج عن رئيس الحكومة تحت الضغط السعودي يخرج عن المصلحة الوطنية والوحدة الوطنية»، كما سيشير السيد نصرالله إلى «الرهينة التي تقيّد الحريري وتداعياتها السلبية على لبنان وعلى عملية تأليف حكومة جديدة».

وفي السياق رفضت مصادر سياسية إطلاق مواقف وتكهّنات حول المرحلة المقبلة وفضلت انتظار عودة الحريري وما سيُدلي به ليُبنى على الشيء مقتضاه، لكنها أكدت أنّ «تثبيت الحريري لاستقالته بات مؤكداً لأنّ أيّ تراجع سيعتبر هزيمة وانكساراً للسعودية التي لن تقبل أيضاً إعادة تكليف الحريري على شروط التسوية الرئاسية، ما يرجّح خيار إعادة تكليف الحريري وعدم التأليف والدخول في أزمة تأليف الى موعد الانتخابات النيابية المقبلة». وطمأنت المصادر إلى «الوضع الأمني والنقدي اللذين يعتبران خطاً أحمر ممنوع المسّ به».

كما سيتطرّق السيد نصر الله الى الوضع على الساحة اليمنية واتهام الحزب بالتدخل في اليمن وسيردّ على بيان مجلس وزراء الخارجية العرب، أما المحور الثالث في كلمته سيتطرّق الى المستجدات الميدانية في سورية والعراق مع تحرير مدينة البوكمال في دير الزور وسيتحدث عن مرحلة ما بعد داعش.

الوساطة الفرنسية ضمانة عودة الحريري

في غضون ذلك، ينتظر اللبنانيون عودة رئيس الحكومة المحرّر الى بيروت بعد جولة يقوم بها الى عددٍ من الدول التي تعتبر حليفة للمملكة السعودية لجسّ نبضها حول طبيعة المرحلة المقبلة في لبنان، حيث رُفِعت صور الحريري في مختلف المناطق اللبنانية لا سيما على طريق المطار مرحبة بعودته.

بينما كانت لافتة كثافة الاتصالات التي انهارت على الحريري فور وصوله الى باريس من شخصيات لبنانية، تهنئه بالسلامة، حملت دلالات بأن الحريري كان معتقلاً وأُطلق سراحه.

وكان الحريري قد عقد خلوة ثنائية مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تلتها مائدة غداء جمعت الرجلين وعقيلتيهما ونجل الحريري البكر، تحدّث الرئيس الحريري مباشرة، للمرة الاولى، الى الإعلام عبر بيان مكتوب مقتضب بالفرنسية شكر فيه فرنسا ورئيسها على دعمهما للبنان وتمسكهما باستقراره، قبل أن يؤكد أنه سيحدّد موقفه من كل القضايا السياسية اللبنانية من بيروت بُعيد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وكان الحريري قد أجرى اتصالات عدة قبيل توجّهه الى الاليزيه، برئيسي الجمهورية والمجلس النيابي، أعلمهما فيه أنه سيحضر الى لبنان للمشاركة في احتفالات عيد الاستقلال.

وأعلن المكتب الإعلامي للحريري، أنّه سيقوم غداً الثلاثاء بزيارة الى مصر للقاء رئيس الجمهوريّة عبد الفتاح السيسي، بينما نفى نائب وزير الخارجية الكويتي خبر زيارة الحريري إلى الكويت.

وقالت مصادر لبنانية في باريس لـ «البناء» إن «الوساطة الفرنسية التي أخرجت الحريري من الرياض الى باريس هي ضمانة عودته الى لبنان على أن تستكمل بعيداً عن الأضواء في مشاورات تقودها الرئاسة الفرنسية مع الدولة اللبنانية ومع السعودية والولايات المتحدة الأميركية لتثبيت أمن واستقرار لبنان، ودعم حوار الحريري مع رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي لتدعيم التسوية على أسس جديدة».

وأوضحت أن «الدبلوماسية الفرنسية تبذل جهوداً لمنع تداعيات الاستقالة السلبية على الداخل اللبناني من خلال محاولة لملمة التسوية وتزخيم الحوار بين اللبنانيين»، لكنها لفتت الى أن «احتجاز نجلي الحريري سيعرقل دور الحريري في لبنان وإحياء التسوية ما يفرض البحث عن تسوية جديدة غير واضحة المعالم في ظل الوضع الساخن في المنطقة».

ولفت المصادر الى «التناقض في التوجهات والسياسات بين الرياض والقاهرة التي باتت أقرب الى موقف الدولة السورية في الحرب على سورية وأقرب الى الموقف اللبناني الرسمي من قضية الحريري ودعم الاستقرار في لبنان ومنع التصعيد والحرب في المنطقة».

وكشفت المصادر أنه بعد فشل خيار مبايعة آل الحريري لبهاء الحريري، «يجري التداول باسم الرئيس فؤاد السنيورة ليكون بديلاً عن الحريري ورجل السعودية الأول في لبنان».

وفي توقيت مريب يصل اليوم السفير السعودي الجديد وليد اليعقوبي الى لبنان لتسلّم مهامه في بيروت.

وتلقى الرئيس عون أمس اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس تمّ خلاله عرض التطورات الأخيرة، لا سيما تلك التي استجدت بعد إعلان الحريري استقالته من الخارج. وقد أكد غوتيريس للرئيس عون اهتمام الأمم المتحدة بالوضع في لبنان ومتابعة المستجدات فيه عن كثب، مشدداً على دعم الاستقرار الامني والسياسي فيه.

اللواء

الحريري في القاهرة غداً.. وأبوالغيط في بيروت اليوم
تريُّث فرنسي حول دعوة مجموعة الدعم.. والموقف من «حزب الله» يُحرِج العهد

في الوقت الذي كان مؤتمر وزراء الخارجية العرب، في القاهرة، يعلن موقفاً تصعيدياً بوجه «التهديدات والتدخلات الايرانية» في القضايا والشؤون العربية.
أعلن الرئيس سعد الحريري، من باريس، التي وصلها السبت الماضي، انه سيزور القاهرة غداً ويقابل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ولئن أدرجت الزيارة في إطار «شكر صديق» والتداول معه في مرحلة ما بعد قرار مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية الذي ادان إيران على نحو غير مسبوق وحمل حزب الله «الارهابي» مسؤولية دعم «الجماعات الارهابية» في الدول العربية، وهو «الشريك في الحكومة اللبنانية» التي قدم الرئيس الحريري استقالتها في 4 ت1 الجاري، فإن مصادر مطلعة ربطت بين تغريدة الرئيس الحريري حول شكره للرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون وزيارته الى القاهرة لشكر الرئيس السيسي أيضاً..
وقال الرئيس الحريري في تغريدته «أشكره على دعمي، لقد أظهر تجاهي صداقة خالصة، وهذا ما لم انساه ابداً»..
وأشار إلى ان فرنسا أثبتت مرّة جديدة كبر دورها في العالم وفي المنطقة، وهي تبث تعلقها بلبنان واستقراره.

الحريري في القاهرة غداً
وفيما يؤثر الرئيس الحريري عدم الإدلاء بأي مواقف سياسية، خلال اقامته في العاصمة الفرنسية، لاحظت مصادر متابعة، انه هو الذي اثار موضوع استقالة الحكومة، لدى خروجه من قصر الاليزيه، حيث عقد خلوة مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، تجاوزت الوقت المحدد لها بنصف ساعة إلى نحو 40 دقيقة، بما يعني ان الاستقالة ما زالت قائمة ما لم تتأمن ظروف تسوية سياسية جديدة، تأخذ بالاعتبار المستجدات التي حصلت والموقف العربي المتصاعد ضد إيران وحلفائها في المنطقة العربية، وهو ما سينعكس سلباً على مساعي تحقيق هذه التسوية، لا سيما بعد اعتراض لبنان على بعض البنود التي تتناول «حزب الله» في البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة والذي وصف الحزب بـ«الارهابي».
وقبل عودته إلى بيروت والمتوقعة مساء غد الثلاثاء أو صباح الأربعاء للمشاركة في احتفال عيد الاستقلال، مثلما أبلغ الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي فور وصوله إلى باريس صباح السبت، أعلن الرئيس الحريري في تغريدة له عبر «تويتر» انه سيزور القاهرة الثلاثاء للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي وصفه «بالصديق»، فيما ترددت معلومات انه سيزور أيضاً البحرين وقبرص، بينما نفت مصادر كويتية رسمية ما تردّد من احتمال زيارته الكويت في الوقت الراهن.
وعلمت «اللواء» ان زيارة الحريري للقاهرة ستكون لشكر الرئيس السيسي ومصر على وقوفها إلى جانب لبنان وإلى جانبه شخصياً في الأزمة التي مر بها، خاصة، وأن هذه الزيارة كانت مقررة في الخامس من تشرين الثاني الحالي، لكنه اضطر إلى تأجيلها بشكل طارئ بسبب ظروف إعلان استقالته من الرياض، حيث كان يفترض ان يلتقي السيسي في شرم الشيخ بالتزامن مع وجود الرئيس برّي في هذا المنتجع المصري.

ترقب عون
في الاثناء، لوحظ ان مصادر رئاسة الجمهورية تجنبت الدخول في أية توقعات في خصوص المرحلة المقبلة، قبل اللقاء المرتقب بين الرئيس ميشال عون والرئيس الحريري.
في ضوء معلومات دبلوماسية عن أن نعت «حزب الله» المشارك في الحكومة بالإرهابي، بإنه احراج للعهد.
وقالت هذه المصادر لـ«اللواء» ان الحريري كان واضحا في اتصاله الهاتفي مع الرئيس عون لجهة مشاركته في احتفال عيد الاستقلال، وحضور العرض العسكري الذي تقرر ان يقام الأربعاء في جادة شفيق الوزان في وسط بيروت، الا ان المصادر لم تتحدث عن موعد اللقاء، وما إذا كان سيتم قبل موعد العرض العسكري، أم في اليوم نفسه للمناسبة.
وأفادت المصادر ان أي زيارة لوفد رئاسي فرنسي إلى قصر بعبدا لم تلحظ اليوم، مع ان الرئيس ماكرون كان أبلغ الرئيس عون في الاتصال الهاتفي الذي اجراه قبيل وصول الحريري إلى قصر الاليزيه ظهر السبت، عن مسعى فرنسي لعقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية للبنان مطلع العام المقبل، الى جانب جهود للدخول على خط فتح حوار بين السعودية وإيران من أجل البحث في أسباب الخلافات وطرق حلها، بهدف تخفيف الاحتقان في المنطقة العربية وتخفيف الضغط عن لبنان نتيجة الصراع السعودي – الإيراني.
وذكرت معلومات موثوقة بها ان فرنسا تعمل على «حماية الاستقرار في لبنان وعلى عودة عمل المؤسسات اللبنانية الدستورية بشكل طبيعي، ولذلك فإن باريس تتشاور مع كل الأطراف المؤثرة على الوضع اللبناني بما فيها السعودية وإيران من أجل توفير الاستقرار للبنان.
وتلقى الرئيس عون مساء اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس تمّ خلاله عرض التطورات الأخيرة والمتصلة باستقالة الحريري، وشدّد غوتيرس خلاله على دعم الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان.
وشكر الرئيس عون الأمين العام للأمم المتحدة على المواقف التي صدرت عنه وعن الدول الأعضاء في مجموعة الدعم الدولية للبنان بعد إعلان الرئيس الحريري استقالته، منوها بالجهود المبذولة لعقد اجتماع للدول الأعضاء في المجموعة في باريس قريبا. واتفق الرئيس عون وغوتيريس على استمرار التواصل بينهما لاستكمال البحث والمواضيع التي تمّ التطرق إليها خلال الاتصال.
أبو الغيط في بيروت
إلى ذلك، علمت «اللواء» ان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط سيزور بيروت اليوم وغدا للقاء الرئيسين عون وبري الذي ما يزال بدوره ملتزما الصمت، وهو لن يقول شيئا قبل عودة الحريري، مثلما نقلت عنه مصادر عين التينة.
وتأتي زيارة أبو الغيط لبيروت، غداة الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة، على مستوى وزراء الخارجية، بدعوة من المملكة العربية السعودية لبحث التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، حيث اعترض الوفد اللبناني إلى الجامعة الذي مثله القائم بالأعمال هناك السفير انطوان عزام على الفقرات 4 و6 و9 من قرار الجامعة الذي اتى على ذكر «حزب الله» ووصفه بالارهابي.
وأكّد قرار الجامعة على حق السعودية في الدفاع الشرعي عن أراضيها ضد الانتهاكات الإيرانية في إطار الشرعية الدولية.
واستنكرت الجامعة في بيانها «التدخلات الإيرانية في البحرين وتدريب الارهابيين وتهريب الأسلحة وإثارة النعرات الطائفية وزعزعة الأمن والاستقرار من قبل حزب الله وإيران في السعودية والبحرين».
وحملت «حزب الله» الشريك في الحكومة اللبنانية، مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية، والتأكيد على ضرورة توقفه عن نشر الطائفية والتطرف وعدم تقديم أي دعم للارهابيين في محيط اقليمه».
وأشارت إلى ان «الحكومة الإيرانية مطالبة بالكف عن التصريحات العدائية والأعمال الاستفزازية ضد العالم العربي».
ولفتت إلى انه «سيتم حظر القنوات التلفزيونية الممولة من إيران وسيتم الطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية متابعة هذا الامر»، وأكدت انه «ستتم مخاطبة رئيس مجلس الأمن عبر المجموعة العربية لتوضيح الخروقات الإيرانية في ما يتعلق بتطوير الصواريخ الباليسيتية».
وافادت مصادر وزارة الخارجية ان الوزير جبران باسيل الذي عدل عن الذهاب إلى القاهرة اجرى اتصالات بعشرة وزراء خارجية لشرح الموقف اللبناني الرسمي، وهم وزراء خارجية مصر والاردن والجزائر وتونس والعراق وبعض دول الخليج، لتخفيف حدة البيان الوزاري حيال لبنان، واعتراضه الرسمي على ادانة «حزب الله» ووصفه بالحزب الارهابي، وأكد لهم «ان لبنان ينأى بنفسه عن الصراعات الاقليمية، ورفضه الاعتداء على اي دولة عربية والتدخل في شؤون الدول العربية،كما يرفض التدخل في شؤونه الداخلية».
وأوضح السفير عزام انه كانت هناك إدانة للحكومة اللبنانية على أعمال «حزب الله» الإرهابية في مشروع قرار وزراء الخارجية العرب، ونجحت اتصالات الوزير باسيل في حذف هذه الإدانة.
وقال ان لبنان الرسمي آثر الابتعاد عن كل ما يمكن ان ينقل التوتر إلى ساحة الداخلية ملتزما النأي بالنفس لعدم قدرته على التأثير إيجاباً في الصراعات الدائرة حوله.
ولفت إلى ان العراق تضامن مع لبنان في اعتراضه على ذكر «حزب الله» ووصفه بالارهابي في البيان.

نصر الله يرد اليوم
في غضون ذلك، أعلنت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» ان الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله، سيتحدث عن الأوضاع والتطورات الراهنة، عند الساعة السادسة من غروب اليوم، ويفترض أن يشرح موقف الحزب من هذه التطورات، ولا سيما من المواقف التي أعلنتها الجامعة العربية في خصوص التدخلات الإيرانية وادانتها لتصرفات الحزب، بالإضافة إلى موضوع استقالة الحريري والحديث عن تسوية سياسية جديدة.
وقالت مصادر وزارية قريبة من الحزب «ان لبنان يحاول أن ينأى بنفسه فعلاً عن صراعات المحاور فلماذا يُصرّ البعض على إدخاله في هذا المحور ضد ذاك، ولماذا يريدون أن يكون محايداً هنا وطرفاً هناك؟».
ورفضت المصادر التعليق على الحديث حول تسوية جديدة قائلة: لا يُمكن الحديث في فرضيات قبل أن نسمع شيئاً فعلياً مباشراً واقتراحات محددة».

المصدر: صحف