توقع رئيس منظمة الطاقة الذرية في الجمهورية الإسلامية الايرانية علي أكبر صالحي، أن يبلغ حجم استخراج اليورانيوم خلال العام الايراني الجاري، 40 طنا. وخلال حوار متلفز تم بثه مساء السبت، قال صالحي “خلال العام الحالي، سنستخرج قرابة 40 طناً من اليورانيوم، أي ما يعادل 60 بالمائة من مجموع ما تمّ استخراجه ومعالجته خلال السنوات الماضية”، مضيفاً أن “التنقيب عن اليورانيوم واستخراجه، هو الجانب الأكثر استراتيجية في القطاع النووي بالبلاد، وأن أغلب جهودنا تصب على انتاج اليورانيوم الطبيعي في الداخل، ولو لم نفعل ذلك، فسنتعرض في المستقبل لضغوط الدول الأخرى”.
كما أوضح صالحي أن “مجموع ما استوردته ايران من الكعكة الصفراء خلال السنوات الماضية بلغ 550 طناً”، مشيراً الى أنه “بعد الاتفاق النووي تم استيراد قرابة 360 طناً من الكعكة الصفراء، وبالطبع فإن بريطانيا وفي اللحظات الأخيرة حالت دون تنفيذ صفقة استيراد 900 طن اخرى من الكعكة الصفراء من كازاخستان، حيث قالوا ان ايران ليست بحاجة لهذا القدر من الكعكة الصفراء، في حين أننا من يجب ان نحدد حجم احتياجاتنا”.
الى ذلك، بيّن صالحي أن “مفاعلاً بطاقة 1000 ميغاواط بحاجة الى ما لا يقل 200 طن من اليورانيوم الطبيعيان، تخزين 1000 طن من اليورانيوم لا يعد احتياطيا كبيرا، وكحد اقصى يمكنه ان يوفر الوقود لمحطة بوشهر لـ4 سنوات”. وتابع أن “موضوع منع بريطانيا في لجنة مشتريات الاتفاق النووي، لشراء ايران الكعكة الصفراء، تتم متابعته من قبل وزارة الخارجية الايرانية بشكل جاد”. ومضى رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية قائلاَ “نظراً لبدء انشاء محطتين نوويتين جديدتين خلال السنوات الـ10 القادمة، فسنحتاج الى 600 طن من اليورانيوم لنشاط المحطات النووية الثلاث، لذلك علينا أن نثبت للجانب المقابل أننا نعتمد على قدراتنا لكي لا يضع العراقيل امامنا”.
وأعلن صالحي انه “وبناء على موافقة قائد الثورة، تم لحد الآن اجراء مسح جوي لأكثر من 70 من اراضي البلاد للتنقيب عن اليورانيوم”، مضيفا اننا “اكتشفنا نقاط واعدة في هذا المجال، وخلافا لتصورنا السابق، فإن ايران ليست فقيرة من حيث مناجم اليورانيوم، ويمكننا أن نلبي احتياجاتنا خلال السنوات القادمة”. وفي اليوم الوطني للتقنية النووية، كشف صالحي عن افتتاح “3 مشاريع في قزوين والبرز ويزد، وعرض قرابة 40 انجازاً”. وأوضح أنه تم تصميم وانجاز مسرع متطور في قزوين خلال 8 أشهر، موضحاً أنه “لو أردنا شراءه من الخارج لكلفنا قرابة 70 مليار تومان، وسيساهم هذا المسرع في ايجاد تطور علمي في قزوين فضلا عن تقديم الخدمات المناسبة لقطاعي الزراعة والصحة”.
وفي السياق، لفت صالحي الى أن “المشروع الثاني في البرز عبارة عن مصنع لانتاج النظائر المشعة والمعدات الطبية للتصوير الإشعاعي وقد تمت فيه مراعاة جميع الملاحظات والمعايير الدولية، والمشروع الثالث في يزد عبارة عن مشروع لفرز خامات اليورانيوم ذات التركيز العالي عن الخامات ذات التركيز الواطئ من اليورانيوم، من أجل خفض تكاليف انتاج الكعكة الصفراء”. هذا وأردف صالحي “لقد حققنا تطوراً جيداً في التقنية النووية، ففي اليوم الوطني للتقنية النووية لهذا العام، يتم عرض مشاريع بزيادة 50 بالمائة عن العام الماضي. بما فيها اجهزة الطرد المركزي المتطورة لوزارة النفط ومشروع تحسين وقود مفاعل طهران”، مبنيا ان ايران يمكنها ان تصبح عضوا في مشروع الصهر النووي (ايتر) وقد تم التوقيع على مذكرة تفاهم في هذا المجال، و”نحن نتابع البت في انضمام ايران الى هذا المشروع”.
وشدد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية على أنه اذا أخلت مجموعة 5+1 بالاتفاق النووي، “فإن لدينا القدرة على العودة السريعة الى الوضع السابق، وبالطبع فإن نشاطاتنا تتم بناء على مبدأ التكلفة – الربح فنحن لا نرغب ان تكون تكلفة توليد الكهرباء النووي اعلى من العالم”. وأعلن صالحي انه ستتم خلال الأسابيع القادمة وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق مع الصينيين لإعادة تصميم مفاعل اراك، مبينا انه “لا مشكلة لدينا في هذا المجال وان متخصصينا يعملون عليه، وفقط يبقى عرض خرائط التصميم على دول 5+1 لتؤيدها، وهو امر تقني بحت”. وأردف “إن القطاع النووي يمضي على الطريق الصحيح، وقد تم خلال السنوات الماضية إنفاق قرابة 7 مليارات دولار في هذا القطاع، في حين تبلغ قيمة الاتفاق مع الروس لإنشاء محطتين نوويتين 10 مليارات دولار”، مضيفاً “كما أجرينا مباحثات مع الصينيين لإنشاء محطتين نوويتين بطاقة 100 ميغاواط”.
المصدر: وكالة فارس للانباء