دعا المدير العام للوكالى الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى اتخاذ خطوات عملية لمواصلة التعاون بين إيران والوكالة، مشيراً إلى أنه قدم مقرحاً لايران في هذا الصدد. واجرى غروسي مباحثات في طهران، مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي في اليوم الثاني من المؤتمر الدولي للعلوم والتكنولوجيا النووية الإيرانية في أصفهان. وبعد هذا اللقاء، عقد إسلامي وغروسي مؤتمرا صحفيا مشتركا للإجابة على أسئلة وسائل الإعلام.
وأشار غروسي إلى أنه ومنذ أكثر من عام، تم الاتفاق على اصدار بيان لتحديد المسار المستقبلي، وكانت تلك الوثيقة مهمة، تناولت ما هو مطلوب لحل المشكلات العالقة وتحدد الخطوات الإضافية التي يجب على الأطراف اتخاذها
وتابع “وعلى الرغم من النواقص، فقد تم اتخاذ خطوات وما زالت محتويات الوثيقة صالحة، نحن بحاجة إلى اتخاذ خطوات عملية، وقد قدمت اقتراحًا لإيران، وتقوم فرق الأطراف بتحديد الخطوات التكميلية في اجتماع منفصل”.
وحول دور الكيان الصهيوني في تخريب العلاقات بين إيران والوكالة، قال غورسي “نحن لا نلتفت إلى الجهات الأجنبية واللاعبين الخارجيين وننظر إلى دور إيران وما يهمنا هو المصالح والأمن الإقليمي وإننا نحاول إزالة أي شكوك حول البرنامج النووي الإيراني من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة وسنسير في الاتجاه الصحيح مع إيران”.
ورداً على سؤال حول سلوك الولايات المتحدة في الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة والظروف التي نشأت، قال غروسي “هذا ما نعمل عليه، يجب أن نتعاون للعودة إلى المسار السابق وتسهيل إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة أو أي وثيقة أخرى تريد إيران الدخول فيها، ونحن نعرف الآن ما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها ونقوم بالتنسيق معها”.
بدوره قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، “أجرينا محادثات بناءة وتطلعية، وفي شهر مارس الماضي، نشرنا بيانا مشتركا في طهران مفاده أنه على الرغم من أن من ينتقدون إيران غير راضين ويشككون في تفاعلات إيران مع الوكالة، فإنهم يحاولون التقليل من قيمة هذه الاجراءات”.
وأضاف، أنه في الجزء الأول من الموضوع المهم بقي مكانان، “كان لدينا 4 مواقع وتم إغلاق موقعين في ظل التفاعل مع الموضوع، ونتابع مسألة المكانين المتبقيين في الإطار المحدد”.
وتابع “الجزء الثاني يتعلق بالوضع القائم، وهو أننا في الظروف القائمة لدينا خطة لاستمرارية علم الوكالة وملاحظاتها، واتخاذ خطوات محددة للنواقص، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتنسيق الإجراءات في إطار الضمانات ومعاهدة عدم الانتشار”.
وأضاف “أما الجزء الثالث فيتعلق بالمدير العام للوكالة والسيد غروسي شخصياً لاتخاذ خطوات نحو المستقبل”.
وأعلن اسلامي أنه “لصياغة مسودة هذه الأقسام الثلاثة؛ اتفقنا على أن يجري مساعدي الجانبين حوارات بشأن جداول وبنود هذه الأقسام الثلاثة؛ وهذه هي بداية العملية”، وأضاف “هناك مسألة أخرى مهمة وهي أنه يجب علينا أن نكون حذرين من أن الأعمال العدائية ضد البرنامج النووي، المتجذرة في الصهاينة، لا تؤثر على التفاعلات بين الجانبين”.
وتابع اسلامي “ان هذا الموضوع مهم للغاية لأن الكيان الصهيوني هو السبب الرئيسي والقائد لهذه الايحاءات والمزاعم التي تثار في وسائل الإعلام”.
وأضاف “في هذه المرحلة من الزمن، حيث ثبتت للعالم طبيعة هذا الكيان أكثر من أي وقت مضى، وهناك احتجاجات في جميع أنحاء العالم، يجب أن ننتبه إلى حقيقة أن هذا الكيان المدمر كان وراء الإجراءات ضد إيران ومن الآن فصاعدا، لا يجوز أن يستخدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هذه التصريحات والمواقف للكيان الصهيوني كمعيار ضد إيران”.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية “من هذا المنطلق، اتفقنا على أن نفصل بين هذه الحالات، الماضي والحاضر والمستقبل، وسنخطو نحو مستقبل مشرق بطريقة منسقة وتفاعلية”.
وأضاف إسلامي “منذ العام الماضي، وضعنا الوثيقة الاستراتيجية النووية الشاملة لمدة 20 عاما على جدول الأعمال، وهي تعتبر أساس أعمالنا”.
وقال: إن أحد المحاور المهمة في هذه الوثيقة هو إنتاج 20 ألف ميغاواط من الطاقة النووية في البلاد، والتي تلبي حوالي 22% من احتياجات البلاد من الكهرباء والهدف الأهم في العالم هو الوصول إلى مستوى الصفر من الكربون و مضاعفة قدرة الطاقة النووية ثلاث مرات بحلول عام 2050 وسوف نتحرك وفقا لذلك.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية إن إنتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية يعد خطوة إيجابية للقطاع الصحي، والقطاع الآخر هو قطاع الإشعاع الذي يساعد على إزالة ما تبقى من الآفات والسموم من المواد الزراعية.
وتابع “ان حضور السيد غروسي في إيران يتماشى مع التفاعلات الجارية بين الجانبين في إطار الضمانات ومعاهدة حظر الانتشار النووي”.
وأضاف “الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تنسحب من خطة العمل المشترك الشاملة، وأمريكا هي التي انسحبت ولم تف بالتزاماتها ولم تسمح للآخرين بالوفاء بالتزاماتهم واتبعت ثلاث دول أوروبية طريق أمريكا”.
وتابع “إيران ظلت في هذه الاتفاقية بحسن نية والتزمت بتعهداتها من جانب واحد، والآن خفضت التزاماتها بناء على المادة 26 من خطة العمل المشترك الشاملة”.
وأضاف “قانون العمل الاستراتيجي الصادر عن مجلس الشوري الإسلامي، هو أساس تصرفاتنا واجراءاتنا، والسيد غروسي على علم بهذه الاعتبارات والإطار، وقال إن قانون العمل الاستراتيجي ومعاهدة حظر الانتشار النووي هو إطار تفاعلاتنا”.
ويقوم رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بزيارة الى إيران بدعوة من رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد اسلامي للمشاركة في المؤتمر النووي الوطني الثلاثين لإيران والمؤتمر الدولي الأول للعلوم والتكنولوجيا النووية.
أمير عبداللهيان: التعاون بين ايران والوكالة الذرية ينبغي ان لا يتاثر بسلوك اميركا المتناقض وغير المستقر
واشار وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان، الى ماضي اميركا في عدم الوفاء بالاتفاقيات السابقة المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني مؤكدا بأن التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب ألا يتأثر بنهج وسلوك اميركا غير المستقر والمتناقض.
وأكد أمير عبداللهيان في هذا اللقاء الذي جرى مساء الاثنين “إن زيارتكم لإيران تمت في الوقت المناسب، خاصة في ظل الظروف المعقدة والحساسة التي تمر بها المنطقة”.
وشدد وزير الخارجية الايراني على أهمية مكانة ودور الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأضاف، “ان اتخاذ المواقف المحايدة والمهنية من قبلكم كمدير عام للوكالة، بالإضافة إلى دعمه المؤثر للتعاون بين إيران والوكالة، فانه مؤثر ايضا في عودة الأمن والاستقرار المستديم إلى المنطقة”.
وأكد أمير عبداللهيان، في شرحه لأبعاد العمليات المقتدرة التي نفذتها القوات المسلحة الايرانية ضد الكيان الصهيوني المعتدي، وقال ” بسبب تقاعس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لم يبق هناك خيار امام الجمهورية الاسلامية الايرانية سوى الدفاع المشروع على أساس القانون الدولي لمعاقبة الكيان المعتدي”.
واعتبر رئيس الجهاز الدبلوماسي بعض تهديدات المسؤولين الصهاينة باستخدام القنابل النووية بانها تهديدات صارخة للسلم والأمن الإقليميين والدوليين، وأكد بصورة خاصة على الدور المهم جدا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ازاء مثل هذه التصريحات الخطيرة الصادرة من قبل مسؤولي كيان يمتلك ترسانة من الأسلحة النووية.
وشدد أمير عبد اللهيان، على ماضي أمريكا في عدم الوفاء بالتزاماتها في الاتفاقيات السابقة المتعلقة ببرنامج إيران النووي السلمي، واكد على أن التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لا ينبغي أن يتأثر بنهج أمريكا وسلوكها غير المستقر والمتناقض.
وأضاف أن هذا التعاون يجب أن يستمر في الاتجاه الصحيح، وفي الوقت نفسه يجب أن نشعر بحدوث انفراجة من هذا التعاون.
من جانبه أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا اللقاء عن ارتياحه لزيارته إلى طهران وحضوره مؤتمر أصفهان النووي، ووصف دور إيران وموقفها في إرساء الاستقرار والأمن المستديمين في المنطقة بالمهم، معتبرا نهج ايران في تقوية التعاون المطمئن مع الوكالة بانه ياتي في هذا السياق.
وأكد رافائيل غروسي “أن تعزيز عملية التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية سيؤدي إلى احباط محاولات الأطراف التي تسعى إلى تأجيج الصراع والتوتر والمواجهة في المنطقة بأي مبرر أو ذريعة”.
وأشار إلى زيارته السابقة الناجحة إلى طهران والتوصل إلى اتفاق مع إيران، معربا عن أمله في أن يتم التوصل إلى اتفاقات جيدة في هذه الزيارة لتعزيز التعاون بين الطرفين، وشدد في هذا الصدد على أهمية التشاور بين إيران والوكالة للتوصل إلى تفاهم وأكد على حل وتسوية القضايا ذات الصلة.
المصدر: وكالة ارنا