بدأت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة صباح اليوم الثلاثاء بتنفيذ المناورة العسكرية “الركن الشديد 4″، تزامناً مع الذكرى الـ18 لاندحار العدو الإسرائيلي من قطاع غزة.
واستهلت الأذرع العسكرية المناورة بإطلاق رشقة صاروخية باتجاه البحر.
وقال مسؤول عسكري في الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة إن “مناورة الركن الشديد 4، تأتي استكمالا لمناورات الركن الشديد التي تقيمها فصائل المقاومة سنوياً، وتشمل نطاقين قتاليين برا وبحرا”، وأوضح ان “المناورة تتزامن مع الذكرى 18 للاندحار الصهيوني عن غزة ورفع الجهوزية والاستعداد لكافة فصائل المقاومة على وقع التهديدات الصهيونية”، ولفت الى أن “المناورة ستحاكي سيناريوهات اقتحام مستوطنات وعمليات إغارة وتسلل خلف الخطوط وخطف جنود وإطلاق رشقات صاروخية، تجاه أهداف افتراضية في البحر”.
وتشكَّلت “الغرفة المشتركة” باسمها الحالي، رسميًا، في 23 تموز/يوليو 2018، بين 12 جناحا عسكريا بعد انتهاكات العدو في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى.
مناورات “الركن الشديد 4” تحذير صارم للاحتلال من المساس بالأقصى والأسرى
من جهته أكد المحلل السياسي محمد شاهين، أن غرفة العمليات المشتركة توصل رسالة قوية للاحتلال من خلال مناورة “الركن الشديد4” تعبر عن جهوزيتها لصد أي عدوان على قطاع غزة، موضحًا أن مناورات المقاومة تأتي بمثابة تحذير صارم للاحتلال من تنفيذ أي تهديد بحق المسجد الأقصى.
وقال شاهين إن المناورات رسالة قوية تفيد أن غرفة العمليات المشتركة يداً واحدة في مواجهة الاحتلال.
وأضاف أن المناورة العسكرية ترسل انطباع قوي أن حركة حماس في غزة هي حامية مشروع المقاومة، وردود أفعالها عامة تنسجم مع مواقف المقاومة كاستراتيجية حقيقية لاستعادة الحقوق الوطنية من الاحتلال الصهيوني.
وأوضح شاهين أن عودة الاحتلال لسياسة الاغتيالات سيوصل الكيان إلى صراع عسكري كبير مع المقاومة الفلسطينية، مبينًا أن المقاومة لن تكون ضرباتها كسابقاتها بل ستُضرب مفاصل الكيان، وتشل أركانه بفعل صواريخها.
وبين شاهين أن فصائل المقاومة في غرفة العمليات المشتركة تتشارك النهج الوطني القائم على مقاومة الاحتلال بلا كلل ولا ملل، استنادًا إلى رؤية جهادية بعيدة الأمد سوف تؤدّي إلى تقويض ركائز الاحتلال الصهيوني، وتعمل بمسؤولية على ترسيخ القيم الجهادية من خلال الوعي الوطني وتثوير ساحات الوطن في وجه المحتل.
وأشار إلى أن مناورات الركن الشديد(4) تأكيد أن المقاومة تملك القدرة والعزم والثقة للدفاع عن فلسطين شعبًا وأرضاً ومقدسات، مشددًا أن قوى المقاومة تأخذ بالاعتبار كل السيناريوهات المحتملة تكتيكيًّا وميدانيًّا.
“ثلاثة رسائل”
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي ماهر الحلبي، إن ما يميز هذه المناورة أنها تختلف عن سابقاتها من حيث التوقيت والمضمون، إذ أنها جاءت سابقه لتنفيذ التهديدات والمخططات الصهيونية الهادفة إلى اقتحام المسجد الأقصى، ولطلب ايتمار بن غفير بخصوص التضييق على الأسرى؛ ما دفع المقاومة الفلسطينية التعجيل لإيصال رسائلها الساخنة.
وأوضح الحبي أن المناورة حملة ثلاثة أهداف رئيسية، الأول أنها جاءت قبل الموعد المعهود بنحو ثلاثة أشهر، والمعلوم أنها تكون في الشهر الأخير من كل عام؛ نتيجة وجود مؤشرات صهيونية خطيرة تستهدف الكل الفلسطيني.
وأضاف، الهدف الثاني أن المناورة نُفذت في ظل التهديدات الصهيونية المتواصلة بحق المسرى، فهناك نوايا مبيته لدى الاحتلال لاقتحام المسجد الأقصى طيلة فترة الأعياد الصهيونية، في إطار حربه الدينية الهادفة للسيطرة على مدينة القدس والعمل على تهويدها.
وذكر الحلبي أن الهدف الثالث من المناورة، أن فصائل المقاومة أرادت من خلالها ايصال رسائل للعدو الصهيوني؛ مفادها أن الأسرى هم خطوط حمراء لا يمكنه تجاوزها، وفي حال أقدم على تنفيذ إجراءاته الهادفة للضغط والتضييق عليهم داخل السجون، فإن تلك الجرائم لن تمر مرور الكرام، لأن المقاومة الفلسطينية ستكون حاضرة في الميدان لتلقين العدو درساً لن ينساه أبداً.
المصدر: موقع المنار + فلسطين اليوم