كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الاحتفال التكريمي الذي اقامه حزب الله بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدر الدين في قاعة الشهيد السيد محمد باقر الصدر في مدرسة المهدي – الحدث، كاملة:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم ” يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللّه مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلاَ تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّه أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ” صدق الله العلي العظيم.
أولاً أُرحب بكم جميعاً إخواني وأخواتي في هذه الذكرى السنوية العزيزة لقائدنا الشهيد الحبيب السيد مصطفى بدر الدين ( رضوان الله تعالى عليه)..
وأيضاً في البداية أُجدد التبريك والتعزية كما هي العادة، نُبارك بالشهادة ونُعزي بِفقد الأحبة، لعائلته الكريمة فرداً فرداً في ذكرى استشهاده ورحيله.
كما أُبارك لكم جميعاً وأُعزيكم جميعاً لأنه كان أخاكم وحبيبكم وعزيزكم ورفيق سلاحكم ودربكم.
قبل أن أبدأ بالكلمة، من واجبي أيضاً أن أتوجه بالتبريك والتعزية إلى شعبنا الفلسطيني الأبيّ والمجاهد والمظلوم والصامد والشجاع، إلى قيادات ومجاهدي فصائل المقاومة، وبالأخص إلى إخواني وأخواتي في حركة الجهاد الإسلامي قيادةً وكوادر ومجاهدين ومؤيدين، أُعزيهم جميعاً بِفقد الشهداء، وأُبارك لهم بالشهداء، وبالأخص بالشهداء القادة لبذين استشهدوا في هذه الأيام، مع بعض نسائهم، زوجاتهم وأبنائهم وبناتهم، عائلات بكاملها حصلت على هذا الشرف العظيم.
كما أُجدد لهم عزائنا بإستشهاد الأخ القائد الشيخ خضر عدنان ( رحمة الله عليه).
أسأل الله تعالى لجميع الشهداء المغفرة والرحمة والرضوان والجنة وعلو الدرجات.
أسأل الله تعالى لجميع الجرحى الشفاء العاجل.
أسأل الله تعالى للمجاهدين الصمود والثبات وتسديد الرمية.
أسأل الله سبحانه وتعالى للبيئة الحاضنة للمقاومة في غزة الصبر والسكينة والإحتساب عند الله سبحانه وتعالى.
وأسأل الله لهم جميعاً النصر والرفعة والغلبة في هذه المعركة التي يَخوضونها دفاعاً عن الدماء والأعراض والكرامات والمقدسات، وبالنيابة عن الأمة كلها، وسنعود إلى هذا الموضوع إن شاء الله بعد قليل.
بالعودة لِذكرانا موضوع المناسبة، في السنوات الماضية كُنت في بداية ومقدمة كل كلمة أتحدث عن العديد من الصفات والمميزات الشخصية للسيد القائد الشهيد السيد ذو الفقار ( رحمه الله)، وعن الإنجازات وعن المهام والمسؤوليات التي تولاها.
أَود أن أُضيف اليوم بعض العناوين، ومنها أدخل إلى أحداث هذه الأيام:
العنوان الأول: أن الشهيد القائد السيد ذو الفقار حصل على جميع الأوسمة الشريفة التي يُمكن أن يحصل عليها مجاهد، هذه أوسمة إلهية وتحتاج إلى توفيق إلهي.
أولاً: وسام المقاتل، الذي يحضر في الميدان، يُقاتل في الميدان الخط الأمامي، بِيده بسلاحه ببندقيته، وهذا وُفق له السيد مصطفى في شبابه، وإحدى المعارك التي قاتل فيها في الخط الأمامي، واحدة من هذه المعارك كانت معركة خلدة.
إذاً، وسام المقاتل في الصف الأمامي.
ثانياً:: وسام الجريح، بعض المقاومين يُصابون بالجراح، وبعض هذه الجراح تنتهي، ولكن بعض هذه الجراح تبقى في الجسد بقية العمر،السيد ذو الفقار جريحٌ أُصيب بجراحٍ بليغة في معركة خلدة، وبقيت آثار هذه الجراح على جسده، كُلنا نعرف في رجله وكانت تُؤثر على مشيته الطبيعية.
إذاً، وسام الجريح.
وسام الأسير، السجين بالإنفرادي خلف القضبان.
وبعد الحرية، وسام القيادة، هذا شرف أن يتولى الإنسان مهام ومسؤوليات وقيادة مجاهدين في جبهات وساحات متنوعة ومتعددة.
وأيضاً، وسام صُنع الإنجازات والإنتصارات، التي تحدثنا قديماً عنها، سواءً في الميدان العسكري، عندما تولى المسؤولية العسكرية في لبنان، أو في الميدان الأمني، عندما تولى المسؤولية الأمنية، أو في ساحة سوريا، عندما تولى قيادة مجاهدينا في ذلك الميدان.
وختاماً، وسام الشهادة، الذي هو أرفع من كل وسام وأعلى من كل مقام.
هذه الأوسمة الشريفة الإلهية تحتاج كما قُلت إلى توفيق إلهي، وهي من عطاءات الله ومننه على هذا الشهيد القائد.
العنوان الثاني: نَرجع فيه إلى الصفات، الوعي، الفهم العميق والواسع، السعة في الفهم والعمق في الفهم، ما نُسميه أيضاً البصيرة، العقل الإستراتيجي، وبِحمد الله عز وجل هذا ما يتمتع به الكثير من قادتنا ومسؤولينا وكوادرنا، وهذا ما نُشاهده عن قُرب في التجربة، من مضى منهم من الشهداء القادة، ومن مَن ما زال يتحمل المسؤوليات.
عندما ينظر الإنسان إلى الأحداث، كيف ينظر إليها؟
هناك إبتلاءات موجودة، هنا في الساحة اللبنانية على سبيل المثال، على مستوى بعض القيادات السياسية، وهذه المشكلة تترك آثار سلبية وسيئة على مجتمعنا، على بلدنا، على مستقبلنا، مستقبل لبنان وشعب لبنان.
ما يُبتلى به البعض من ضيق الأُفق، كثيراً ضيق الأفق، الحسابات الضيقة، الإنفصال عن الواقع، التنكر للوقائع والتطورات الخارجية، لا داعي أن أتكلم عن أمثلة، كي لا نتعرض إلى أشخاص، لكنني أعتقد وأنا عندما أتكلم فإنه سوف تحضر أمثلة في أذهانكم، حتى أمثلة حديثة.
هذه هي مشكلة، أساساً لا يمكن عندما تتعاطى مع الأحداث في لبنان والتطورات في لبنان ومستقبل لبنان، أن تنظر إلى لبنان بِمعزل عن المنطقة وتطورات المنطقة وأحداث المنطقة، هذا الذي البعض في لبنان يعملون إشكالاً علينا، أنه إهتمام حزب الله الإقليمي،أصلاً هل يمكن للواحد أن يُقارب بصحة وسلامة وصواب، يُقارب الأحداث في لبنان بمعزل الأحداث في المنطقة؟
نعم هناك أحداث جزئية وفردية تحصل في لبنان لا صلة لها بالأحداث في المنطقة، لكن غالباً القضايا المهمة والأحداث المهمة والتطورات المهمة المرتبطة تتأثر بأحداث في المنطقة، هل يُمكن مقاربة التطورات والأحداث في المنطقة بمعزل عن التطورات والأحداث في العالم؟ على الإطلاق، الوضع الإقليمي يتأثر بقوة بالوضع الدولي وتطورات الوضع الدولي، الصراع الروسي – الأوكراني الحرب، الصراع الأميركي مع روسيا، التنافس السلبي بين أميركا والصين، هذا كله يَترك إنعكاساته على منطقتنا، على الإقليم وبالتالي على لبنان، الإنسان يجب أن يُقارب الوقائع بِصدقية، لا يتنكر لها، لا يهرب منها، لا يعيش في أحلامه وأمانيه، لا يتصور أن يبني على أن الواقع هو ما يُحبه وليس ما هو هو، وأيضاً يربط الأحداث بِبعضها البعض، ويستفيد من هذه الأحداث لِخدمة الأهداف الشريفة، سواءً كانت على مستوى الوطن أو على مستوى الأُمة.
هذه المشكلة هي التي تُكرر الأخطاء في لبنان وفي غير لبنان، يعني فقدان الفهم العميق والواسع، فقدان العقل الإستراتيجي، أَضرب أمثلة سريعة فقط:
مثلاً: 1982 بإعتبار سنة السيد ذو الفقار والمقاومة، وفيما بعد ننتقل إلى فلسطين وسوريا ومن ثم نَرجع إلى لبنان.
الذين اعتقدوا أن “إسرائيل” باقية في لبنان، وأن لبنان دخل في العصر الإسرائيلي لعشرات السنين ومئات السنين، ولن يَخرج منه، وبناءً على هذا الفهم، ذهبوا إلى رهانات وإلى خيارات سرعان ما تَبين أنها خاطئة، خلال ثلاث سنوات، “إسرائيل” في العام 1985 إنسحبت من الجبل ومن الضواحي ومن البقاع الغربي ومن صيدا ومن صور والنبطية إلى الحزام الأمني المعروف.
في العام 2000 خرجت “إسرائيل” كلياً بإستثناء مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر.
طيب، كل حساباتهم وكل رهاناتهم وكل خططهم وكل تعبئتهم وكل خطابهم وكل ثقافتهم وكل تركيبتهم النفسية إنهارت، لأنها بُنيت على حسابات خاطئة، والحسابات الخاطئة بُنيت على فهم خاطىء.
لا داعي لأن أُكرر الأمثلة، فقط أُشير إلى العناوين، نفس الشيء حصل مع الأحداث في سوريا، أتكلم عن هذا في لبنان وأيضاً في المنطقة، دول وحكومات وقوى سياسية، لكن الى\ن أتكلم أكثر عن لبنان، أيضاً فيما يتعلق بالأحداث في سوريا والتطورات في سوريا، فهموا غلط وقدروا غلط وراهنوا غلط وذهبوا إلى خيارات غلط، وكانت النتيجة ما كانت الآن.
وبالتالي، من الطبيعي جداً الآن بعد قليل عندما نأتي إن شاء الله إلى ملف النازحين، عندما نرى أن الخطاب تغير والأدبيات تغيرت والموقف تغير، لأن كل الموقف الأول كان مبنياً على حسابات خاطئة، بالنسبة إلى البعض.
الأحداث في سوريا كيف يُقاربها البعض؟ الأحداث في إيران؟ الأحداث في اليمن؟ الأحداث في فلسطين وما يجري دائماً في فلسطين؟
على كل حال، هذذ مشكلة أساسية.
أنا أَدعي بأن القائد الشهيد السيد ذو الفقار وإخوانه، لأنهم كانوا يملكون هذا الفهم الواسع والعميق وهذه العقول الإستراتيجية، إستطاعوا بِمجموعهم، من مضى منهم الشهيد السيد عباس، الشهيد الحاج عماد، الشهيد الشيخ راغب، الكثير من القادة الشهداء، ومن بَقي منهم على قيد الحياة، إستطاعوا أن ينتخبوا ويختاروا الخيارات الصحيحة والطرق الصحيحة والأهداف الصحيحة والميادين الصحيحة، وبالتالي صنعوا هذه الإنجازات.
العنوان الثالث والأخير: هو عنوان إحتفالنا، ” رايةٌ واحدة حتى النصر”، من عناوين وحدة الموقف: وحدة المعركة، وحدة المواجهة، إذا أردنا أن نُفتش عن رموز لهذه المعركة، من هذه الرموز: الشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين.
كما أن من عناوينها الكبيرة جداً، يعني وحدة المعركة، وحدة الموقف، وحدة المشروع، وحدة المواجهة، وحدة المحور، من عناوينها الكبيرة جداً هو الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني، رفيق كل شهدائنا، من السيد مصطفى إلى الحاج عماد إلى الشهداء القادة في سوريا، الشهداء القادة في لبنان، الشهداء القادة في فلسطين وهكذا…
كل واحدٍ منا يقوم بدوره في إطار وحدة المحور، وحدة المعركة، وحدة المشروع، وتكامل الأدوار، من موقعه وبما يقدر عليه وبما يتناسب مع جبهته.
لماًذا أقول أن السيد ذو الفقار هو من عناوين هذه الوحدة والراية الواحدة؟ لأن السيد كان حاضراً في لبنان، في معركة لبنان مع الإحتلال، في معركة فلسطين، في معركة سوريا، وفي معركة العراق، يعني في أغلب ميادين هذه المواجهة وهذه المعركة.
من هنا أدخل إلى بعض هذه الساحات:
أولاً: ما يجري اليوم في غزة، نتكلم في البداية عن غزة وفلسطين، المعركة الدائرة حالياً.
طبعاً نحن كُلنا نعرف أن الذي بدأ العدوان في هذه المعركة في هذه الجولة هو العدو هو نتنياهو، أصلاً الإسرائيلي هو دائماً في موقع المُعتدي، لكن أحياناً يُدعى أنه في حال رد فعل، أصلاً وجوده هو عدوان وإعتداء، نفس وجوده، على أرض فلسطين، في القدس، في الجولان، في مزارع شبعا، نفس وجود هذا الكيان السرطاني الغاصب الشر المطلق هو إعتداء على الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين وشعوب المنطقة والعرب والمسلمين والمسيحيين، وكل شرفاء العالم.
لكن عندما نأتي إلى التفصيل، حسناً نقول هنا من الذي العدوان؟
بدأه نتنياهو بإغتيال القادة الشهداء من حركة الجهاد الإسلامي في سرايا القدس، طبعاً الإعلام كله أخذ عنوان الشهداء القادة، القادة العسكريين، في الوقت الذي استشهد فيه ثلاثة من القادة العسكريين وسبعة نساء وأطفال، العالم غض النظر عن الجريمة، الآن نقول عسكر بِعسكر العالم تُقاتل بعضها، فتَقتلون وتُقتلون “ماشي الحال” يُتفهم، لكن أن يُقتل الإنسان مع زوجته، مع أطفاله، هذا دَيدن الإسرائيليين ليس جديداً، ولكن المُؤسف هو سكوت العالم، في السابق قَتل قائدنا الشهيد السيد عباس مع زوجته وطفله حسين، ولطالما قُتل قادة في فلسطين مع زوجاتهم واولادهم في كل السنوات الماضية، لكن المُؤسف هو إستمرار هذا الصمت العالمي، بل أكثر من ذلك الولايات المتجحدة الأميركية عملت في مجلس الأمن، منعت حتى أن يَصدر بيان إدانة لإسرائل لِقتلها النساء والأطفال في غزة.
طيب، دوافع نتنياهو واضحة، لأنني أُريد أن أتكلم قليلاً عن هذه المعركة، دوافع نتنياهو واضحة:
أ- إستعادة الردع بعد الإجماع الإسرائيلي على تآكل الردع على كل الجبهات، في الآونة الأخيرة لم يبقَ أحد في الكيان، جنرالات حاليين وجنرالات سابقين، سياسيين، إعلاميين، لا يوجد نقاش، حتى وزير الحرب الإسرائيلي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الكل إعترفوا، البعض استخدم عبارة “تراجع الردع”، “الضعف”،”التآكل”هو يريد أن يرمم الردع كما أعلن ذلك.
ثانيا الهروب من المأزق الداخلي، المظاهرات بمئات الآلاف التي تخرج إلى الشوارع ربما بالأسبوع مرتين أو ثلاث مرات، والانقسام الداخلي الذي يهدد الكيان كما يتحدث كل أهل الكيان.
ثالثا معالجة التفكك في إئتلافه الحكومي مع الأطراف الأشد تطرفا مثل بن غفير وغيره.
رابعا: تحسين وضعه الشعبي الداخلي لأن كل استطلاعات الرأي كانت تقول أنه هو والليكود في حالة انحدار وهؤلاء ليس لديهم مشكلة من أجل تحسين وضعهم السياسي والانتخابي، عادة يفعلون ذلك على حساب دماء الأبرياء والمظلومين والنساء والأطفال.
هذه الدوافع واضحة طبعا نتحدث عن الدوافع لنستطيع تقييم المعركة.
ثانيا، لعبة نتنياهو وحساباته أيضا كانت فاشلة وخاطئة ما الذي فعله؟
اتخذوا قرارا بالتركيز على الجهاد الاسلامي وسرايا القدس، ان نستفرد بالجهاد الاسلامي، نحيد حماس ونحيد بقية الفصائل، وعندما نستفرد بالجهاد الاسلامي ونحيد بقية الفصائل سوف نمزق فصائل المقاومة ونحدث الفتنة في بيئة المقاومة في غزة لأنه إذا ذهبت الجهاد الاسلامي وحيدة إلى ردات الفعل وبقيت بقية الفصائل على الحياد هذا سيفتح باب الجدل والاعتراض والتخوين والفتنة في الداخل الفلسطيني. هو كان يفكر هكذا هو وجماعته.
2- ضرب البنية القيادية لسرايا القدس وتفكيك القيادة المباشرة للقدرات الصاروخية حتى لا يكون الجهاد الاسلامي لديه قدرة القيام برد الفعل لأن رد الفعل الطبيعي المتاح هو القدرات الصاروخية. تعرفون محيط قطاع غزة محاط بجدران وأسلاك شائكة واجراءات وتلال صناعية وكاميرات ورادارات، القيام بعمل بري ليس أمرا سهلا ولا متاحا بوقت قريب، فعادة تلجأ فصائل المقاومة في غزة إلى العمل الصاروخي عندما يستهدف البنية القيادية للقدرة الصاروخية للجهاد الاسلامي إذا الجهاد لن تستطيع فعل أي شيء، هو كان يفترض هذا وبقية الفصائل محيدة فهو يكون قد حقق انجازا عسكريا كبيرا جدا باعتقاده.
والظن بأن الجهاد عندما تلحق بها هذه الخسائر وهي تقدم هذه التضحيات وبالتالي تعجز عن القيام برد الفعل المناسب ستصاب قيادتها السياسية بالضعف، وستقبل بأول عرض لوقف إطلاق النار عليها ومجموع هذه الخطة باعتقاده ستؤدي إلى أن، نتنياهو يعتقد بأنه بهذه الطريقة قضى على القيادة العسكرية للجهاد الاسلامي، أضعف موقف قيادتها السياسية، رمم الردع مع غزة، وتعرفون هم والمواجهة قائمة في غزة البعض يقول هذه رسائل إلى حزب الله في لبنان، هو يرسل برسائل إلى كل الجبهات وأيضا يعود إلى سياسة الاغتيالات من أجل احباط نهضة المقاومة الفلسطينية في مرحلتها الحالية الواعدة القوية، هو فكر وخطط، قدر وفكر وخطط ووصل لهذه النتيجة، لكن في المقابل يجب أن نسجل ما يلي:
أولا التعاطي الحكيم والهادىء لقيادة الجهاد الاسلامي، لم يذهبوا بمجرد سقوط الشهداء قبل طلوع الشمس مثلا وبدأوا باطلاق الصواريخ، لا ، كانوا هادئين وضبطوا أعصابهم فكروا بشكل جيد، وبادروا للاتصال مع بقية الفصائل وبالخصوص مع الإخوة في قيادة حماس وفي الداخل الاتصال مع قيادة كتائب عز الدين القسام وبقية الفصائل من أجل أن يكون الموقف السياسي والعسكري الفلسطيني في غزة وفي خارج غزة موحدا في مواجهة المخطط الاسرائيلي الماكر.
وهذا الحمد لله كان هناك اجماع لدى القيادات الفلسطينية الفصائل الفلسطينية وبالخصوص لدى الإخوة في حماس والجهاد على لزوم وحدة الموقف والتعاون والتكامل في الأدوار وعلى أهمية الرد وعدم السماح لنتنياهو بأن يحقق أيّا من أهدافه التي يصبوا إليها.
ولذلك أصبحت الإدارة الميدانية والعنوان الحقيقي لرد الفعل المقاوم هو الغرفة المشتركة لعمليات فصائل المقاومة في غزة، طبعا العدو كان ينتظر الآن يخرج صاروخان او ثلاثة من غزة وانتهينا، فعندما لجأت قيادة الفصائل الفلسطينية إلى الهدوء واستنفذت وقتها إسرائيل كانت تضرب مستعمرات، مدن، وكأن حكومة العدو تقول اسرعوا، شدوا الهمة، اطلقوا بعض الصواريخ لننتهي من هذه القصة.
هذا أسلوب طبعا الإسرائيليون يعتمدونه في الآونة الأخيرة، تذكرون عندما وقفوا على قدم ونصف على حدود لبنان حوالي شهر ونصف، شهرين، في النهاية وضعوا داخل الآليات دما ترتدي ثياب جنود ليقولوا لنا هذا جندي اقتلوه واعتبروا انه حققتم الهدف.
إذا وحدة الموقف فوت مسألة الفتنة وتحييد حماس، وتحييد الفصائل، طبعا الإخوة يديرون المعركة هذه الأيام بدقة، بحكمة، بهدوء، وبتوزيع أدوار يخدم المعركة في قطاع غزة ويفوت على العدو تحقيق أي من أهدافه.
ثانيا قدرة الجهاد الاسلامي وسرايا القدس على ترميم بنيتها القيادة بسرعة، بحيث أن هؤلاء القادة استشهدوا ولكن الثغرات تم ترميمها والدليل هو حجم الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة والذي تقوم بأغلبه سرايا القدس،
بحسب المهام الموزعة.
طبعا هنا رسالة مهمة أود أن اتوقف عندها أيضا انه اليوم من نقاط قوة حركات المقاومة في المنطقة وهذا ما يجب أن يفهمه العدو ويثق به الصديق، أن يفهمه العدو لييأس، ويثق به الصديق حتى لا يفقد الأمل أن فصائل المقاومة لديها قدرة عالية على ترميم أي استهدافات لقياداتها العامة أو قياداتها السياسية.
حركة الجهاد الاسلامي قتل أمينها العام، استشهد الدكتور فتحي رضوان الله عليه، توفي بعد ذلك أمينها العام الدكتور رمضان رحمه الله، استشهد العديد من قياداتها وكوادرها الجهاديين في الفترة الماضية ولكن دائما كانت تتمكن من الترميم.
حركة حماس فقدت مؤسسها المرحوم الشهيد الشيخ أحمد ياسين رحمه الله، الكثير من قادتها العامين، الكثير من قادتها الجهاديين مع عائلاتهم مع نسائهم مع أطفالهم. الجهبة الشعبية مثلا استشهد أمينها العام أبو علي مصطفى وكوادر كثير، وسجن أمينها العام أحمد سعدات، مازال أسيرا في السجون، وهكذا، هكذا عندما نتحدث عن بقية الفصائل.
المقاومة في لبنان قضى منها الكثير من الشهداء والقادة على سبيل المثال السيد مصطفى بدر الدين واخواننا الأعزاء السيد عباس، الحاج عماد، كثير، لكن لم تتراجع حركات المقاومة، لم تضعف، لم تتخلخل وحدتها ولا صلابتها ولا متانتها ولا ارادتها بل بالعكس دائما كانت هذه الدماء الزكية تعطي دفع إلى الأمام، تصبح المسؤولية أكبر يصبح الحضور الوجدان للمعركة أكبر، تصبح الأمانة أعظم لأنها أمانة دماء، دماء زكية وتضحيات غالية.
على كل حال الترميم السريع للقيادة هذا أيضا فاجأ الإسرائيليين، هو يراهن أن يخرج ويقول لهم أنا قضيت على قيادة الجهاد وأنهيت اطلاق الصواريخ تفاجىء بهذه الأعداد الكبيرة.
اطلاق الصواريخ والتداوم إلى اليوم ليس مرة واثنين وليس ساعة وساعتين وليس عشرة وعشرين وليس مئة ومئتين خلال أربعة أيام الاسرائيليون يتحدثون عن ما يقارب 900 صاروخ ووصول بعض هذه الصواريخ إلى جنوب تل أبيب واليوم إلى القدس.
في الوقت الذي كان يفترض أنهم لا يمكنهم فعل شيء، التنسيق والتفاهم الداخلي الميداني والسياسي، صمود المقاتلين، بالرغم من الغارات الكثيفة والعنيفة، أداءهم الرائع، موقف البيئة الحاضنة في غزة، موقف أهل غزة، شعب غزة، كبارهم، صغارهم، أطفالهم، ترون حتى على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي كيف يعبرون عن احتضانهم لهذه المقاومة، وأيضا صمود القيادة السياسية لفصائل المقاومة أمام الضغوط لأنه من الساعة الأولى بعدما قتل قال أنه مستعد لإيقاف إطلاق النار وبدأت الاتصالات العربية والدولية ولنتوصل لوقف إطلاق نار.
والشهداء والنساء، والأطفال، معادلة الردع وقواعد الاشتباك ومستقبل الأحياء أيها الإخوة والأخوات يجب أن نعرف عندما تقاتل المقاومة في مثل هذه الحالات سواء في فلسطين أو لبنان أو في مكان آخر، صحيح في الأدبيات أحيانا هم يتحدثون ونحن نتحدث عن انتقام لكن جوهر الموقف هو ليس انتقاما جوهر الموقف هو حماية الباقين، الدفاع عن كرامة الباقين، الدفاع عن أعراضهم، عن وجودهم، عن حياتهم، عن أمنهم، عن سلامتهم لأن السكوت عن قتل الشهداء سوف يبقي الأبواب مفتوحة لقتل الباقين فالمعركة هنا هي معركة الحماية والصيانة والدفاع والضمان والأمن والأمان ليست مسألة شخصية أنهم قتلوا لنا ونحن ننتقم.
على كلا هذه العوامل فاجأت نتنياهو وحكومته وأربكت حساباتهم رغم عدم تناسب القدرات وهو أمر معروف بين العدو وبين المقاومة إلا ان المقاومة اليوم في غزة في موقف قوي ومتماسك وصامد ويرفض الخضوع والاستسلام.
حتى الآن إذا أردنا اجراء تقييم سريع لما حصل حتى الآن نستطيع أن نقول ان المقاومة في غزة استطاعت أن تفشل هدف العدو في ترميم الردع هذا فشل.
لا يستطيع العدو الخروج وقول أنه رمم الردع بدليل أنك قتلت قادة صحيح قتل نساء وأطفال ولكن أنت تدفع الثمن اليوم في غلاف غزة، في عسقلان، في بئر السبع، في جنوب فلسطين المحتلة، في منطقة الوسط وصولا إلى تل أبيب، وصولا إلى القدس.
والآن بدأ الصوت يرتفع أنت كنت تقول المسألة سهلة ونقضي عليهم بدأ الصوت يخرج بضرورة إيقاف هذه العملية وجدوى الاستمرار في هذه العملية كما هي العادة.
إذا لا يستطيع الخروج والقول أنه رمم الردع واستعاد الردع ومازالت العملية مستمرة ولم تتوقف، بالرغم من استمرار العدوان على غزة واستمرار الضغوط السياسية على قيادة المقاومة.
الميدان يضغط والسياسي يضغط ولكن المقاومة في المجالين صامدة لأنها ترفض أن توقف المعركة إلا ضمن شروط معينة أو رؤية معينة.
ما جرى حتى الآن يفهم العدو جيدا أن أي عملية اغتيال في المستقبل لأي مجاهد في قطاع غزة لأي قائد في قطاع غزة لن يمر وأنما سيؤدي إلى مواجهة واسعة كما حصل الآن.
لا يستطيع نتنياهو ان يخرج على الناس ويقول لقد استعدنا الردع وبتنا نستطيع أن نفعل ما نشاء ونقتل ما نشاء ساعة نشاء دون أن نتعرض للعقاب ونبقى في أمان.
نعم هو يستطيع أن يقول قتلنا بعض القادة، يستطيع ان يقول قتلنا النساء والأطفال وهذا أمر سهل، لكن الأهداف التي وعد الإسرائيليين بها لم يحقق شيئا منها على الإطلاق.
نعم يستطيع أن يخرج ويكذب عليهم كما هي العادة. هناك صحافي اسرائيلي أمس في إحدى القنوات التلفزيونية أجرى جردة لنتنياهو، خلاصتها بعد كل المعارك التي حصلت في غزة في زمن رئاسته هو لحكومة العدو كان دائما يخرج ويقول عندما يريد أنهاء المعركة لقد قضينا بالكامل على قيادة كتائب عز الدين القسام، يخرج الجماعة الحمد لله مازالوا موجودين ومنصورين.
قضينا نهائيا على حماس، قضينا نهائيا على سرايا القدس، وقضينا نهائيا على الجهاد الاسلامي، يتبين أن هذه الحركات تزداد قوة وحضورا وقيادات وفعالية.
لقد غيرنا المعادلة يظهر أنه لم يغير شيئ من المعادلات. الاسرائيليون يطالبونه ويستطيع أن يخرج مجددا ويكذب عليهم مثلما كان يكذب عليهم في الماضي.
هذه النتيجة حتى الآن هي ببركة الوحدة بين الفصائل التي يجب أن نتوجه جميعا إليهم بالتقدير والتعظيم والشكر على تحملهم لهذه المسؤولية على وحدتهم، على تماسكهم، على إخوتهم، على تعاونهم، على أدارتهم الحكيمة لهذه المعركة بفضل جهاد وصمود المقاتلين في الميدان الذين يواصلون إطلاق الصواريخ وتعرفون غزة منطقة مفتوحة مسيرات فوقها والطائرات جاهزة بشكل دائم المخاطر كبيرة جدا بالرغم من هذه المخاطر هم يستمرون في العمل، وايضا الاحتضان الشعبي الكبير.
الجميع يجب أن يتابع الأحداث الجارية في غزة لأن هذه معركة مهمة، تأثيراتها ليست فقط على غزة، على كل فلسطين، على الضفة، على لبنان، على المنطقة، نحن من جهتنا على اتصال دائم مع قيادات الفصائل نراقب الأوضاع وتطوراتها دقيقة بدقيقة من خلال اخواننا، نقدم في حدود معينة المساعدة الممكنة، ولكنني أضيف في أي وقت تفرض المسؤولية علينا أن نقوم بأي خطوة أو خطوات لن نتردد إن شاء الله.
على كل حال نحن جميع الآن نراقب ونتابع التطورات والأحداث وعلى الجميع أن يتحمل المسؤولية عندما تفرض عليه المسؤولية أداء معينا أو موقفا معينا.
أنتقل إلى الساحة السورية وأختم بالساحة اللبنانية.
في الساحة السورية التي كانت في السنوات الأخيرة ساحة جهاد أخينا الشهيد القائد السيد مصطفى وساحة استشهاده أيضا لن أعيد ما قلته في يوم القدس، التطورات والمؤامرة أين وصلنا وما الذي فعلناه سأتحدث بالأمر الأخير.
في الأمر الأخير، 1 – عودة العلاقات مع العديد من الدول العربية وبعض هذه الدول كان قد ناصب سوريا العداء، وشكل على أراضيه غرفة عمليات، ودفع الأموال، وقاد الحرب الكونية على سوريا.
2 قرار عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
،3 دعوة السيد الرئيس بشار الأسد إلى حضور القمة العربية في الرياض بعد أيام. هذا تطور مهم على المستوى العربي مع سوريا.
الآن لا أريد الدخول وهذه واحدة من نقاط النقاش أنه من عاد إلى من هل عادت سوريا إلى العرب، هل عاد العرب إلى سوريا، والحديث عن الحضن العربي وما ادراك ما الحضن العربي، هذا كله لا داعي له الآن.
لكن أستطيع أن أقول أن سوريا بقيت في مكانها ولم تغير موقفها ولا استراتيجيتها ولا محورها هذا أمر واضح.
الذي يعبر عنه هو الأمر الثاني.
إذا العنوان الأول الموضوع العربي.
العنوان الثاني، هو زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران سماحة آية الله السيد رئيسي حفظه الله إلى سوريا، بعد 12 سنة، 11 سنة من الأحداث رئيس الجمهورية الإسلامية يأتي إلى سوريا، وجميعكم تابعتم البرنامج واللقاءات والتأكيد – هنا المهم – التأكيد على العلاقات الاستراتيجية الايرانية – السورية، على المستوى السياسي، على المستوى العسكري، الأمني، الاقتصادي، إلى آخره… وتوقيع الاتفاقيات.
لماذا أشير إلى هذا الموضوع؟ لأنه سابقًا على مدى كل السنين الماضية وفي قلب الحرب الكونية على سوريا، كان من جملة ما يُعرض على سوريا لتغيير الموقف العربي أو بعض الموقف العربي تجاهها هو قطع علاقاتها مع إيران وتبديل علاقاتها وتحالفاتها الإقليمية. اليوم لا، العلاقات العربية تعود، سوريا تعود إلى جامعة الدول العربية، الرئيس الأسد يُدعى إلى القمة العربية وفي التوقيت نفسه يأتي السيد رئيسي ويؤكد الطرفان على عمق العلاقات الاستراتيجية بينهما ويوقعون اتفاقيات ويثبتون هذا التحالف، هذا أمر مهم.
العنوان الثالث، هو التركي، يعني التركي هو الذي يشدّ على لقاء وزراء دفاع الدول الأربع، روسيا، إيران، سوريا، تركيا، يشدّ على لقاء رؤساء الأمن وعلى لقاء معاوني وزراء الخارجية، جاء لقاء وزراء الخارجية، كل هذا بطلب حثيث من تركيا.
أتعرفون الأمور أين هي الآن إخواني وأخواتي؟ اليوم سوريا لاعب في الانتخابات التركية، اليوم المتنافسون في تركيا يتنافسون على تقديم خيارات يبدو أنها هي المقبولة لدى الشعب التركي وإلا لماذا يتحدثون بها في الانتخابات، الذي هو أنه يجب أن نعالج الموضوع مع سوريا ونعالج الموضوع سياسيًا ونعيد النازحين السوريين إلى سوريا وما شاكل. اليوم سوريا، سوريا هذه التي انتصرت، هي حاضرة بقوة في الانتخابات التركية. هذه كلها تطورات مهمة على المستوى السياسي، العربي، الدولي، الإقليمي.
طبعًا نحن مع كل تطور ايجابي من هذا النوع، لأنه أحيانًا مثلًا عندما جاء بعض الوفود إلى دمشق نحن لم نصدر بيانات، كثير من القوى السياسية اللبنانية أصدروا بيانات ورحّبوا. عندما اتخذ قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية، أو أمس عندما دُعيَ الرئيس الأسد إلى القمة العربية، تعرفون لماذا؟ لأنه لسنا نحن من يجب أن يُبارِك، نحن يُبَارَك لنا. نحن مع كل تطور ايجابي في سوريا، مع كل نصر سياسي أو معنوي أو عسكري في سوريا نرى فيه وجه مصطفى بدرالدين، نرى فيه وجه قادتنا الشهداء والعدد الكبير من شهدائنا، نرى فيه جرحانا، نرى فيه عرق مجاهدينا، نرى فيه غربتنا ومظلوميتنا في السنوات الأولى عندما أخذنا هذا الخيار وهجم علينا العالم كله. ولذلك مع كل تعافي في سوريا، مع كل تقدم، مع كل تطور نحن من الذين يُبارَك لنا وليس من الذين عليهم أن يصدروا بيانات تبريك.
عل كلٍ، يبقى في هذا المجال الخيبة الأميركية. الواضح أن الأميركي مزعوج، هم يرسلون رسائل انزعاج للدول العربية، الآن كم سيؤثر هذا على تطبيع العلاقات يتوضَّح مع الوقت، وأيضًا الإصرار الأميركي على قانون قيصر، على العقوبات على سوريا، على الحصار. والأكثر من ذلك ولا تؤاخذونني سأقول شيئًا هو في قلبي منذ زمن، أنه شخص يكون غنيًا جدًا ويعتبر نفسه القوة العظمى الأولى في العالم ويُوزّع مليارات الدولارات على العالم، وكم عينه ضيّقة فيأتي ويسرق النفط والغاز من شرق الفرات، جهارًا نهارًا، يا جماعة أميركا القوة العظمى في العالم تسرق النفط والغاز السوريين من شرق الفرات بماذا؟ بالشاحنات، يملأون الشاحنات ويأخذوها من سوريا إلى العراق، يعني هناك نذالة، هناك “وطاوة”، هذا ما أحببت أن أقوله.
هناك إصرار على النهب، نهب النفط والغاز، هناك إصرار على الحصار، على قيصر، على العقوبات، لأنه أصبح واضحًا عند الأميركي أنه من خلال الحرب لن يستطيعوا فرض شيء على القيادة في سوريا وأيضًا الوضع العربي والوضع الإقليمي يتغيّر، فما زال يراهن على العقوبات.
طبعًا كل هذه التطورات الايجابية حصلت ببركة صمود القيادة السورية، الجيش السوري، الشعب السوري، والآن أقول لهم أمام ما تبقى من محنة وهي محنة قاسية وصعبة، ثقوا بالله سبحانه وتعالى واصبروا واستعينوا بالصبر والصلاة إنّ الله مع الصابرين، والفرج قريب. الأمور إن شاء الله متّجهة إلى الفرج، ولن تعود بسوء الأيام والسنوات التي مضت.
هناك شيء يتعلّق نتيجة التطورات في سوريا بمسؤوليتنا اللبنانية، هنا آتي إلى الشق اللبناني.
أولًا، لبنان مطالب بإعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا، الآن هناك أناس في لبنان – هؤلاء الذي تحدثت عنهم في البداية – منفصلين عن الواقع، أنُبقي لبنان سجينًا لأن هناك أناس منفصيلن عن الواقع؟ هناك أناس يتنكّرون للوقائع، ماذا نفعل؟ اليوم ماذا تنتظر حكومة تصريف الأعمال؟ طبعًا هذه واحدة من الشواهد التي دائمًا يقولون أن حزب الله يمسك بقرارات المؤسسات اللبنانية أو الدولة اللبنانية، هذا من الشواهد أيضًا، لو كان حزب الله يُمسك بقرار الحكومات اللبنانية منذ زمن كانت الحكومة اللبنانية شكّلت وفدًا وذهبت إلى دمشق وبدأت المفاوضات، ونحن نصرخ ونرفع الصوت وننصح في الجلسات الداخلية وثنائيًا وعلى المنابر، لا حياة لمن تنادي.
حسنًا، في السابق كنا نقول والله خائفين من مصر، خائفين من السعودية، خائفين من الامارات، خائفين من الموقف العربي، خائفين من دول الخليج، الآن ممن خائفون؟ حقيقة؟ الآن لماذا؟ أنه مثلًا بملف مثل ملف النازحين – أعود إليه لاحقًا – الذي خضّ البلد الأسبوع الماضي وكنّا على أبواب فتنة وفي النهاية يتبيّن أن الموضوع هو أن يذهب مدير عام الأمن العام بالوكالة إلى الشام، كيف يعني؟
إذًا أولًا، الحكومة اللبنانية مُطالبة بأن تذهب وتقيم علاقات سياسية طبيعية مع سوريا، وهذا نعم من مسؤولية حكومة تصريف الأعمال، لأن هذا من الواجبات، من الضروريات، هذا يفتح كثيرا من الأبواب لحل مشاكل ملحّة موجودة في لبنان، ولم يعد هنالك حجة على الإطلاق، كل العرب يا أخي التقوا وجلسوا وقبّلوا بعضهم. اذهبوا قبل أن يذهب الرئيس الأسد على قمة الرياض أفضل لكم. وهذا لمصلحة لبنان، لا أحد يلوي ذراع أحد ولا أحد يُسجّل نقطة على أحد، وأنا حتى الآن قلت أنكم أخطأتم بالحسابات ونقطة على السطر، لكن لم أفتح ملفات الماضي، ولا لغتهم ولا خطابهم ولا ماذا فعلوا ولا تآمرهم… إننا نقفز عن الماضي لأنّ لبنان تاريخه هكذا، نحن أولاد اللحظة، في اللحظة الحالية مصلحة لبنان الأكيدة السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الأمنية، في كل الملفات، أن يعيد ترتيب العلاقات بشكل طبيعي مع سوريا.
اليوم الحدود كلها ستُفتح مع سوريا من الدول العربية، التبادل التجاري والاقتصادي سيتحسّن، ونحن جالسون هنا، اذهبوا وحلّوا موضوع الترانزيت، حلّوا موضوع رسوم وضرائب الشاحنات التي تنقل منتوجات لبنانية، عالجوا.. “قاعدين ومنتظرين” لا أعرف ماذا… حقيقة أنا واحد من الناس، أنا كلبناني مثلي مثلكم لم أفهم ماذا ينتظرون؟ ليس هنالك حجّة أن يقول أحد معكم حق ويجب أن تطيلوا بالكم، على ماذا تطيلون بالكم؟ هذا واحد.
ثانيًا، موضوع النازحين، الذي كان ملفًا خطرًا وشاهدتم في الأسبوعين الماضيين الناس ستحمل على بعضها السلاح. هذا الموضوع إخواني وأخواتي وأيها الشعب اللبناني لا يتم معالجته لا بوسائل التواصل الاجتماعي ولا بالبيانات ولا بالخطابات، بالعكس هذا يُنشئ جوًا سلبيًا، يأخذ إلى العنف، يأخذ إلى الفتنة، يأخذ إلى الاضطراب والعداوات والضغائن والأحقاد، مع من؟ مع شعب هو جار، جار تاريخي، جار وسيبقى جارًا. إذا تحدّثنا إنسانيًا، أخلاقيًا، وطنيًا، بكل المعايير، يتبيّن أنه لا يعالج بهذه الطريقة، بالسُباب والشتائم والتحريض ونهجم على بعض ونشتم بعض ونفتح ملفات بعض، هذا لا يُقدّم ولا يُؤخّر، تحميل المسؤوليات لا يُقدّم ولا يُؤخّر، نعم أحيانًا الإضاءة تُفيد حتى يُعرف أصحاب الرهانات الخاطئة والمواقف المتقلبة والمتبدلة، إذا الموقف في البداية خلفيته إنسانية فالخلفية الإنسانية مازالت لماذا تبدّل الموقف الآن؟ تبدّل موقف بعض القوى السياسية من النازحين الآن يؤكد أن موقفهم الأول كان ذا خلفية سياسية وليس خلفية إنسانية كما ادّعوا.
في كل الأحوال، المعالجة هي أن تشكل الحكومة اللبنانية وفدًا وزاريًا من عدد من الوزراء ويكون معهم الأمن العام وضعوا معهم أمن الدولة والجيش اللبناني وقوى الأمن ومن تريدون، ويذهبون إلى الشام ويجلسون يومًا واثنين وثلاثة وأربعة ويجرون مفاوضات مع المسؤولين السوريين ويجرون نقاشًا جديًا وليس كلامًا عامًا، ليس شعارات وخطوط عريضة، يضعون برنامجًا وتُذكر المشاكل وكيف تعالج وكيف نتعاون على معالجة المشاكل، هكذا يُعالج ملف النازحين، غير هذا هو مجرّد كلام وولولة وعويل وصراخ وفتن، فقط، أحقاد وضغائن، هذه الخطوة إذا لم تجرِ يعني هناك أحد لا يريد أن يُعالج، وهذا شرطه الأساسي أنه يجب أن يكون هناك قرارًا سياديًا، ماذا يعني قرارًا سياديًا، يعني عدم الخضوع للضغوطات الخارجية، هناك دول خارجية تفرض على لبنان أن يبقى النازحين، يا أخي نريد أن نذهب ونتفاهم مع إخواننا في سوريا ممنوع، نريد أن نضع برنامجًا وخريطة طريق ممنوع، يجب أن يبقوا، وإلا وبِلّا. هنا المسؤولية، هنا يجب أن يكون الشخص شجاعًا، هنا يجب أن يكون سياديًا، هنا يجب أن يكون حرًّا، هنا يجب ألا يخضع للأجانب، هنا يجب أن يرى ما مصلحة بلده ومصلحة شعبه.
هناك جزئية أريد أن أعلّق عليها، أيضًا في هذه الأيام خرج أناس يقولون مثلًا حزب الله في القصير وفي حمص يحتل القرى والبيوت ويمنع الناس من العودة، هذا كله كذب بكذب بكذب، نحن لا نحتل بيوتًا ولا نحتل ضيعًا ولا شيء، ويمكنم أن تذهبوا وأرسلوا وسائل الإعلام وتدور في القرى والضيع. هذا غير صحيح، حتى إخواننا الموجودون كقوة عسكرية مازالوا بالمنطقة هناك، بعدد قليل، الكل يعرف وأهل المنطقة يعرفون أننا لا نتواجد في بيت إلا إذا كنا مستأجرينه أو برضى صاحبه أو من أملاك الدولة بإذن من الدولة، إخواننا يعرفون أنه على المستوى الفقهي الصلاة في ذلك البيت المغصوب حرام، باطلة، لا تُقبل لنا صلاة في هذه البيوت. نحن لا نحتل بيوتًا ولا نحتل قرى ولا شيء، ويمكنهم أن يذهبوا ليتأكدوا من ذلك، ولكن إدعاء إدعاء إدعاء، وأكثر من كان متحمسا وقام بجهد لكي يعود أهل القصير وأهل محيط القصير، هم حزب الله، ومعروف من كان الذي يمنع النازحين من العودة، الدول الأجنبية هي التي تمنعهم من العودة، من خلال الترهيب والترغيب والتخويف والاغراء، حسنا، هذا في ملف النازحين.
في ملف آخر لبناني- سوري مفتوح علينا، أي حادثة تحصل يفتح علينا أن حزب الله وتهريب المخدرات والكبتاغون ومليارات الدولارات تدخل على حزب الله من تجارة الكبتاغون، قبل أيام قيل أن سلاح الجو الاردني أغار على هدف في المنطقة الحدودية في سورية، فقتل من قتل والذي قتل قيل بأنه تاجر مخدرات وأنه يوجد مطبخ للكبتاغون تم تدميره وهذا هو الرجل الاول لحزب الله في سورية، هذا كذب وظلم وخيانة وتآمر وقلة أخلاق وقلة أدب وقولوا ما شئتم عنهم، لذلك عندما نأتي إلى لبنان، هل نحن أصبحنا مهربي كبتاغون؟ يمكن ما سأقوله الان لم أقله من قبل، أصلاً في العديد من المناطق لولا حزب الله، هل تستطيع الدولة اللبنانية أن تقوم بما تقوم به الان من تفكيك لمصانع الكبتاغون ومواجهة الكثير من بؤر وعصابات المخدرات في لبنان؟ ونحمّل نحن المسؤولية! بعض تجار المخدرات يقول لنا بأننا نحن نتحمل المسؤولية، لأن الموضوع ذكر كثيرا خلال الايام الماضية ومن الواضح أن هناك هجمة في الاعلام العربي والخليجي والاجنبي، ومع ذلك أحببت أن أعيد وأكرر، هذه أكاذيب لا صحة لها على الإطلاق، بالنسبة لنا كبتاغون أو مخدرات هي من عناوين الافساد في الارض ومن المحرمات والكبائر، بيعها وشراؤها وإقتناؤها وشربها وترويجها الخ، نحن موقفنا الشرعي والديني والاخلاقي والانساني واضح منها وحاسم، وهذا تكلمنا به كثيرا، حتى في مرحلة من المراحل حصل شبهة، أنه يوجد لدينا هدف إسمه إيصال السلاح إلى المقاومة داخل فلسطين المحتلة، سواء من الحدود اللبنانية أو من حدود الدول الأخرى، دول الطوق، فإنه، هل يمكن الاستعانة ببعض المهربين الذين بعضهم يهربون مخدرات لتهريب السلاح؟ نحن موقفنا الشرعي والجهادي والسياسي، كان كلا، أبدا، ممنوع، نحن لا نهرب مخدرات، نحن نهرب فقط سلاح، لكن المطروح أن يهرب لنا السلاح من؟ مهرب المخدرات، لا نقبل. لا يطاع الله من حيث يعصى، لا نقبل أن يلوث سلاح المقاومة الشريف بنجس ورجس المخدرات، حتى لو يحول ذلك دون وصول السلاح، هذا موقفنا وسلوكنا وأداؤنا.
أختم بنقطة في هذا الموضوع، حسنا لأن هذا تسوقه دول الخليج اليوم، وأن مشكلتهم مع لبنان هو هذا، فإذا إبحثوا بالضبط مع من مشكلتكم في لبنان، أكيد ليست مشكلتكم مع حزب الله، إذهبوا وإبحثوا مع من، من يهرب مخدرات وكبتاغون من لبنان الى دول الخليج؟ الدولة اللبنانية تعتقلهم وتقول لك مثلا المتهمون هم ”ب.ع.” أو “غ.د” يا أخي قولوا من هم، قولوا من هم ولمن ينتمون، ما هي المشكلة؟ شهروا بهم، ليظهر للناس هل لنا علاقة أو لا ؟ هذا من جهة، من جهة أخرى، المشتري هناك في السعودية والكويت والامارات وقطر ولا أعرف أين، أين هو هذا المشتري؟ هذه البضائع ذاهبة عبث بلا مشتري؟! لا يوجد لهم مشتري أو مستقبل؟ من هو؟ ولا يوم من الايام قيل من هو الطرف الآخر المشتري في السعودية والكويت والخليج من هو؟ في الاردن من هو؟ فلتقولوا لنا من هو لنعرف، من اي جماعة من هناك، من يشتري الكبتاغون من لبنان ويشجعون المخدرات في لبنان من خلال السيولة التي يؤمنونها، وأن تتحاسب العالم كائنا من كان، والجميع يعرف أن هذا هو موقفنا الحاسم والأكيد.
حسنا، هذه إطلالة من سورية على لبنان.
كلمتان بالشأن اللبناني، الموضوع الرئاسي، التطورات الاخيرة إيجابية وجيدة والأمور تتقدم وتتحسن من زاويتنا، من زاوية ما، من زاوية ما يمكن بالنسبة للبعض أن الأمور تشتد أو تضيق الخيارات، بكل الأحوال أنا أحب أن أقول نقطتين بموضوع الرئاسة، الاولى أننا إخترنا مرشحنا مثل ما قلنا مرشح طبيعي، وليس مرشح صدفة، يعني الوزير سليمان فرنجية كان مطروحا بجدية في آخر ولاية عهد الرئيس إيميل لحود، وكان يعني “على شوي” ممكن أن يأتي رئيسا للجمهورية، حسنا، وأيضا عندما تم إنتخاب الرئيس ميشال عون للرئاسة، كان الوزير سليمان فرنجية مطروحا بشكل جدي، ولولا ولو، كان يمكن أن ينتخب رئيسا للجمهورية، إذا يوجد مرشح طبيعي ويوجد مرشح جدي، وكان على مقربة أكثر من مرة من أن يصبح رئيسا للجمهورية يعني نحن عندما دعمنا هذا الترشيح نحن لم ننزل احدا بالباراشوت، أو نأتي به من خارج الواقع السياسي، أو الحقائق السياسية، او التركيبة اللبنانية، هذه نقطة، النقطة الثانية أيضا أريد أن أؤكد عليها، لأننا سمعنا كثيرا هذه الايام أنه فرض، أنه نحن لا نقبل أن يفرض حزب الله علينا مرشحا، لا نقبل أن يفرض الثنائي علينا مرشحا، نحن لا نفرض أي أحد، نحن قلنا أن هذا هو مرشح طبيعي ونحن ندعمه، وأنتم رشحوا من شئتم، وادعموا من شئتم، كلكم، يعني كل اللبنانيين، وقوموا بالتحالفات التي تريدون، ثم لنأتي لنتحاور ونتفاوض وفي الاخير نذهب إلى مجلس النواب ومن يأخذ الأغلبية يصبح رئيسا للجمهورية، ساعتها قيل لنا بأنه كلا سنعطل النصاب ”هم يعني” ما الشكلة، هذا حق طبيعي، نحن كنا نعطل النصاب، الان أنتم تعطلون النصاب، هذه قصة أنه حزب الله يفرض، أين فرضنا نحن؟ فليقل أحد بأننا هددناه مثلا، أو توعدناه، نحن نقول بأننا كتلة نيابية بالبرلمان ولدينا أصدقاء وحلفاء، وطبيعي أن يكون لنا رأي، وهذا مرشحنا تفضلوا، لماذا يوجد هناك من هو مصر أن يقول يفرض علينا رئيس جمهورية، إلا إذا نحن لسنا لبنانيين أو نحن لسنا نواب لبنانيين ولا يحق لنا أن ندعم مرشحا لرئاسة الجمهورية أو نرشح رئيسا للجمهورية، على كل حال الان الامور مفتوحة، الابواب لا زالت مفتوحة للنقاش وللحوار وللتلاقي، فلنرى ما هي المصلحة.
النقطة الاخيرة أنه نحن نعتقد أن حكومة تصريف الاعمال يجب أن تبقى تمارس مسؤولياتها بالرغم من كل الصعوبات، ومشكورون الاخوان بحكومة تصريف الاعمال، أنه رئيس الحكومة والوزراء لا زالوا موجودون ويتابعون، نحن نعرف أنه في “الزمانات” عندما كانت تصبح الحكومة مستقيلة كان أحيانا رئيس الحكومة يجلس في منزله ويقول بأنه لا علاقة له ويصبح البلد مدارا من أمين عام مجلس الوزراء، وهذا حصل عدة مرات، اليوم يوجد رئيس حكومة تقبلون أو لا تقبلون، تنتقدونه أو لا تنتقدوه، لا يوجد مشكلة، ويوجد وزراء لا يزالون يتحملون مسؤولياتهم، نحن ضمن حدود الدستور والقانون نقول، حكومة تصريف الأعمال يجب أن تواصل عملها، رغم كل الصعوبات، ومشكورون أنهم يواصلون عملهم، موضوع هل يقومون بالصحيح او لا يقومون بذلك هذا له علاقة بالتقييم، ونحن لا نعرف إلى أين ستطول قصة إنتخاب الرئيس ولذلك يجب أن تستمر حكومة تصريف الأعمال في عملها، طبعا أريد أن أزيد، يوجد من سينزعج من كلامنا، نحن كان رأينا ويوجد بالنهاية خبراء دستوريين نحن راجعناهم وقلت سابقا، أن كل الناس لديها عقل ويوجد فقهاء وعلماء ويقرأون نصوص، يعني نص الدستور اللبناني ليس أعقد من النصوص الدينية والكلاسيكية والقديمة، نحن إعتقادنا أن مجلس النواب يستطيع أن يكمل في التشريع بشكل طبيعي، وليس فقط تشريع الضرورة، لكن يوجد أعراف تفرض في البلد، نحن نتمنى أن يعمل بشكل طبيعي مجلس النواب، وهذا لا يؤثر على حافزية وجوب إنتخاب الرئيس، هنا يوجد شبهة بالموضوع، بعضهم يقول لك إذا المجلس النيابي عمل بشكل طبيعي وحكومة تصريف الأعمال تحملت مسؤولياتها يعني لا يعود حوافز لإنتخاب الرئيس، كلا، هذا غير صحيح، هذا تشكيك بمسؤولية الناس ووطنيتها وإدراكها للمصلحة الوطنية، بكل الاحوال، بهذا الإطار أيضا أنا أحب أن أؤكد لان اليوم بدأ الكلام بموضوع حاكم مصرف لبنان، نحن موقفنا وهذا تداولنا به مع أصدقائنا في الحكومة، أنه نحن لسنا مع التعيين، حكومة تصريف الأعمال لا تعيّن، ولذلك عندما إنتهت ولاية مدير عام الامن العام لم نذهب إلى تعيين مدير عام أمن عام، مع العلم أنه بحسب المحاصصة الطائفية في لبنان هذا موقع شيعي متقدم ومهم، بمجرد أن أحدهم سأل أنه هل يوجد فرصة للتعيين؟ أبدا، لان هذه حكومة تصريف أعمال لا تعيين مدراء عامين، وكذلك لا يوجد تعيين لحاكم مصرف لبنان، لا تعيين ولا تمديد ولا شيء، هذا الموضوع كيف يعالج، هذا بحث آخر، يعني أنا أحب أن أقول وأؤكد نحن مع إلتزام حكومة تصريف الأعمال ضمن صلاحياتها الدستورية وعدم تعدي هذه الصلاحيات، وإذا كان يوجد مشاكل فلنذهب ونبحث عن حلول لهذه المشاكل ضمن الصلاحيات الدستورية والقانونية، الكل يجب أن يتحمل مسؤوليته وأن لا يغادر وأن لا يتخلى عن مسؤولياته.
التوصية الأخيرة، يجب علينا نحن اللبنانيين أن نستفيد من الاجواء الحالية في المنطقة، كل الدول بدأت تستفيد، كل الشعوب في المنطقة بدأت تستفيد، اليوم إن شاء الله ملف اليمن وضع على سكة طيبة، وإن شاء الله كل الاطراف تدرك بأنه حل إنهاء الحرب ووقف القتال وإحلال السلام والأمن ومعالجة الأزمات في اليمن هي مصلحة إنسانية وأخلاقية وإسلامية وعربية كبرى، حسنا، شعوب المنطقة ودولها وحكوماتها كله يتستفيد من المناخات الايجابية في المنطقة، لماذا نحن في لبنان يوجد من يريد أن يصر على الخندقة؟ وعلى العداوة وعلى المراشقة وعلى إنكار الواقع وعلى الانفصال عن الواقع ليبقى لبنان في أزماته؟ فلنذهب وننفتح، لا يوجد عداوات نهائية ولا يوجد عداوات مطلقة، نعم مع إسرائيل يوجد عداء نهائي ومطلق، لكن بكل الوضع العربي تحصل مشاكل وتتطور وتكبر وبعد ذلك يمكن أن تعالج حتى في الوضع اللبناني نفس الشيء، الدعوة إلى الإستفادة من الفرصة المتاحة الان إقليميا وفي المنطقة ونستفيد من كل هذه الإيجابيات الموجودة، وأن لا يبقى الشخص وراء متراس ويطلق النار لوحده، مثل البعض الذين يجدونهم أحيانا في بعض الجزر، إنتهت الحرب العالمية الثانية وهم لا زالوا يلبسون الطاسة ويحملون بارودة “المحبة” ويجلسون في الخندق، يوجد عندنا في لبنان سياسيون على هذه الشاكلة للاسف الشديد، بكل الأحوال نحن اليوم في الذكرى السنوية نعاهد شهيدنا القائد السيد مصطفى بدر الدين وعائلته الشريفة وكل إخوته ورفاق دربه، أننا سنبقى الأمناء على الأهداف وعلى الطريق، سنواصل طريقهم مهما كانت التضحيات ونحن نحمل على أكتافنا إنجازاتهم وأماناتهم وأمام أعيننا نحمل أمالهم الكبار. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: العلاقات الاعلامية - حزب الله