أحيا “تجمع العلماء المسلمين” يوم القدس العالمي باحتفال خطابي، تحدث فيه عضو مجلس الأمناء الشيخ مصطفى ملص ورئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله.
ملص
وقال ملص: الإمام الخميني (قدس الله سره) حينما أعلن الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يوما للقدس، كان يطمح الى أن يتحرك العالم الإسلامي وأحرار العالم من أجل قضية القدس وقضية فلسطين. كذلك حينما أعلن عن جيش العشرين مليون من أجل تحرير فلسطين، كان العرب يتراجعون ويساومون ويفاوضون للصلح مع إسرائيل، وكان من نتائج هذا اليوم هذه السياسات أن جيش العشرين مليونا لم يعد وهما، وإنما يكاد يصبح حقيقة، حينما ترى الملايين في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين واليمن كلها متأهبة ومستعدة لأن تقاتل من أجل تحرير القدس وتحرير فلسطين”.
اضاف: “نعم ما وعد به الإمام صار حقيقة، لذلك قلت ان هذا الإمام لم يكن يتحدث من بنات أفكاره، وإنما كان يلهم هذه الأفكار ليبثها في هذه الأمة، لذلك لا بد لنا في هذه الوقفة المباركة من أن نسأل الله سبحانه وتعالى الرحمة لإمامنا، الإمام الخميني رضوان الله عليه، ولا بد من أن نوجه التحية لمن قاد هذه الثورة من بعد الإمام الخميني (قدس الله سره)، فلم يحد قيد أنملة عن المبادئ والقيم والطروحات والشعارات التي طرحها الإمام الخميني (قدس الله سره) بل وطور وزاد عليها، كما يقتضيه الواقع وتقتضيه الظروف، نرفع التحية لإمام هذه الأمة القائد الإمام الخامنئي دام ظله”.
وتابع: “نتوجه أيضا بالتحية للمقاومة في لبنان وفلسطين، لسيد هذه المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله الذي قدم لنا النموذج الإنساني الأرقى للإنسان المقاوم الذي يأبى المذلة والخضوع والهوان. ولا بد أيضا من أن نوجه التحية لكل من أطلق طلقة، أو صرخ صرخة، أو رمى حجرا، أو رفع شعارا في وجه العدو الصهيوني، وفي وجه الاحتلال، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكلل هذه الجهود بالنصر المؤزر بتحرير فلسطين وتحرير الأقصى، وأن نتمكن جميعا من الصلاة في المسجد الأقصى بإمامة إمام هذه الأمة”.
عبد الله
أما عبد الله فقال: “إننا في تجمع العلماء المسلمين عندما نحيي يوم القدس امتثالا لأمر الإمام روح الله الموسوي الخميني، فلأننا ندرك أنه لا يمكن تحرير القدس إلا من خلال الوحدة الإسلامية والقدس توحدنا، وفلسطين توحدنا، وكما كنا دائما درعا للوحدة الإسلامية في وجه الفتن، سنكون بإذن الله درعا من أجل حماية الأمة ودعوتها لكي تكون على أهبة الاستعداد للقيام بواجبها بتحرير فلسطين بإذن الله تعالى”.
اضاف: “إننا في يوم القدس يهمنا في تجمع العلماء المسلمين أن نعلن المواقف التالية:
أولا: ندعو العالم الإسلامي بمفكريه وعلمائه لكي يناصروا القضية الفلسطينية بكل ما أوتوا من قوة عبر كل وسائل الدعم المادي والمعنوي، وعبر الحضور بالساحات والضغط على الحكومات التي سعت نحو التطبيع لكي تتراجع عن هذا العمل المخزي، وهذا الذل والهوان.
ثانيا: نؤكد على ضرورة أن تتحد الفصائل الفلسطينية من خلال عمل عسكري ممنهج وواضح يضرب العدو في مواطن ضعفه، ويعمل على إبقاء شعلة الجهاد مستمرة إلى حين أن يأذن الله عز وجل، بالمعركة الفاصلة والنصر المبين.
ثالثا: ندعو السلطة الفلسطينية لأن تتبنى خيار الأمة وخيار الشعب الفلسطيني بالمقاومة، وتلغي كل الاتفاقيات مع العدو الصهيوني، وبالأخص اتفاقية التعاون الأمني، وتوفر كل الدعم للشعب الفلسطيني في مواجهته لطغيان العدو الصهيوني”.
وتطرق الى الشأن اللبناني، فقال: “نؤكد في تجمع العلماء المسلمين على ضرورة إنجاز الملف الرئاسي بالسرعة الممكنة وانتخاب رئيس للجمهورية ينتظم معه عمل المؤسسات الدستورية، ولا نمتلك ترف الوقت. كما علينا الابتعاد عن الحساسيات الشخصية والفئوية والحزبية والطائفية، والذهاب إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس يتمتع بالمواصفات التي تحتاجها المرحلة المقبلة، إن على الصعيد الاقتصادي أو على صعيد حماية لبنان واستخراج ثرواته”.
اضاف: “ندعو الى دعم المقاومة وتبني خيارها كخيار وحيد لحماية لبنان من الأطماع الصهيونية وللحصول على ثرواتنا الموجودة في البحر، فلولا المقاومة ما استطعنا الوصول إلى ترسيم الحدود، ومن دون المقاومة لا نستطيع استخراج نفطنا وغازنا. كما ندعو حكومة تصريف الأعمال للقيام بواجباتها في لجم ارتفاع أسعار السلع الغذائية والضرورية والدواء والاستشفاء ومنع التلاعب بأسعار العملة الوطنية، ووقف التدهور الذي تعاني منه الليرة”.
أما على صعيد العالم العربي والإسلامي، فقال: “نبارك نتيجة الحوار الذي توصلت إليه الجمهورية الإسلامية في إيران والمملكة العربية السعودية، وندعو لاستكماله لما فيه من خير للأمة وللوحدة الإسلامية. كذلك نبارك الاتفاق الذي حصل بين حكومة اليمن والمملكة العربية السعودية، وعملية تبادل الأسرى، وندعو لحوار يمني – يمني يضع أسس دولة مستقرة ومستقلة تستطيع الاستفادة من ثرواتها وتتمتع بعلاقات ممتازة مع محيطها خاصة السعودية على أساس حسن الجوار وعدم تدخل دولة في شؤون دولة أخرى”.
اضاف: “كذلك نبارك وندعو لحوار عربي – عربي خاصة الذي يجري ما بين سوريا والدول العربية، وعودة سوريا إلى الجامعة العربية لتصبح جامعة عربية عن حق لا على أساس أن تتنازل سوريا عن مبادئها، بل على أساس أن يعود العرب إلى سوريا، لا أن تعود سوريا إلى العرب، أن يعودوا جميعا دولا تتبنى القضية المركزية للأمة التي هي القضية الفلسطينية”.
وختم: “نعلن تأييدنا للمواقف التي تتخذها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في موضوع فلسطين والتزامنا بتوجيهات سماحة الإمام القائد آية الله السيد علي الخامنائي (مد ظله) والذي نعتبره قائدا لمحور المقاومة، ونحن على استعداد لخوض المعركة الفاصلة تحت قيادته الحكيمة التي ستؤدي قريبا لتحرير فلسطين ونصلي كأمة واحدة بإمامته في المسجد الأقصى”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام