أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي السبت أنه أجرى “مباحثات بناءة” مع مسؤولين إيرانيين في طهران التي يزورها. وتأتي زيارة غروسي الذي وصل الجمعة ويغادر مساء اليوم، مع سعي المنظمة التي تتخذ من فيينا مقرا، إلى تعاون إضافي من جانب إيران بشأن نشاطاتها النووية.
وشدد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ان الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وعدد من الدول، اتخذت من القضية النووية ذريعة لفرض مزيد من الضغوط على الشعب الايراني. وخلال استقباله السبت في طهران المدير العام لوكالة الطاقة الذرية الدولية “رافائيل غروسي”، أكد على ضرورة ان تلتزم هذه الوكالة الدولية بالحيادية والمهنية وان لا تتاثر بالمآرب السياسية لبعض القوى العالمية.
وفي اشارة الى سجل التعاون الواسع بين ايران ووكالة الطاقة الذرية الدولية، مضافا الى زيارات مسؤوليها المتتالية للجمهورية الاسلامية، اكد السيد رئيسي بان ذلك مؤشر على ارادة ايران الحازمة لمواصلة التعاون البناء مع هذه الوكالة الدولية.
وقال السيد رئيسي ” ايران دأبت انطلاقا من مبدا حسن النية والوفاء بالعهود، على تنفيذ اكبر نسبة من التعاون مع وكالة الطاقة الذرية الدولية؛ مصرحا “اننا نتوقع من الوكالة ان تحافظ على كامل مهنيتها كي لا تتاثر نشاطاتها بمحاولات القوى السياسية التي تسعى وراء اجندات خاصة”.
كما نوه الى ضرورة استخدام التقنية النووية في المجالات الصناعية والزراعية والطبية من اجل توفير الرخاء للشعب الايراني، وقال”هناك بعض الدول وعلى راسها امريكا والكيان الصهيوني التي تسعى لاستغلال القضية النووية اداة في سياق تشديد الضغوط على الشعب الايراني، وذلك في الوقت الذي لم ينضم هذا الكيان الى عضوية الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولا يمتثل الى قراراتها”.
وأشار الرئيس الايراني في هذا اللقاء إلى أن الولايات المتحدة ي اول دولة انتهكت الاتفاق النووي وانسحبت منه، بينما تنصّل الاوروبيون عن الوفاء بعهودهم، لكن ايران التزمت بكامل التعهدات الموكلة اليها وفقا لهذا الاتفاق وذلك بشهادة 15 تقريرا صادرا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا الخصوص.
وحول محادثات غروسي مع المسؤولين الايرانيين خلال زيارته الحالية لطهران، تطلع السيد رئيسي بان تفي الوكالة الدولية بمبدا المهنية والانصاف والحيادية عند الاعلان عن الحقائق المتعلقة بنشاطات ايران النووية السلمية، واضفاء الشفافية على التزامها بقوانين هذه الوكالة الدولية.
من جانبه، اعتبر “غروسي” ان سير التعاون بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية قديم وايجابي، وقال “ان استمرار هذا المسار يتطلب تعاونا مستديما ورفيع المستوى من شانه ان يعزز العلاقات بي الجانبين”.
وفيما نوه الى ضرورة استخدام الطاقة الذرية كحاجة لا يمكن الاستغناء عنها من اجل توفير رفاه الشعوب، تطرق المدير العام لوكالة الطاقة الذرية الدولية الى مباحثاته الاخيرة مع المسؤولين الايرانيين، وقال “انني وزملائي اجرينا لقاءات بناءة للغاية وايجابية مع المسؤولين في ايران ونحن على يقين بانها ستشكل ارضية جيدة للتعاون المستقبلي، وان نتائج هذه الزيارة ستؤدي الى تعزيز التعاون بين الجانبين”.
ومضى غروسي الى القول “ان المسبب الرئيسي للوضع الذي وصل اليه الاتفاق النووي، واضح؛ مبينا ان اصحاب النوايا السيئة لا يريدون نجاح التعاون بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث ان الرد الامثل على هؤلاء يكمن في توسيع الاواصر الثنائية”.
واكمل “من خلال مباحثاتي مع المسؤولين الايرانيين، لمست عندهم الارادة الحازمة لاجراء المفاوضات النووية وانعاش الاتفاق النووي، بما يخدم مصالح الشعب الايراني، وانني على ثقة بانه يمكن العودة الى الاتفاق النووي ممكنة بوجود هذه الارادة السياسية”.
إسلامي يؤكد عقب لقائه غروسي فعالية المباحثات بشكل مستدام والاخير يشدد على إستمرارية التعاون
وأكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد اسلامي أن “على الوكالة الدولية للطاقة الذرية الحفاظ على واجباتها بثبات وموثوقية فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي في إطار اتفاق الضمانات”.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، اليوم السبت، في طهران، قال اسلامي إن “تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يشير إلى كشف جسيمات يورانيوم مخصب بنسبة 84 % وليس تخصيب اليورانيوم بنسبة 84 بالمائة، مؤكدا ان “على الوكالة الدولية للطاقة الذرية الحفاظ على واجباتها بثبات وموثوقية فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي في إطار اتفاق الضمانات”.
واوضح انه “فيما يتعلق بالأماكن الثلاثة، نتبع النمط الذي اتفقنا عليه مع غروسي خلال زيارتي إلى الوكالة وهذه مستمرة ونعمل على حلها في شكل نموذج تفاعلي والآن يجري الزملاء المحادثات”. واكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن “زيارة السيد غروسي الأخيرة مؤشر على التواصل المهني وعلاقات العمل بين الوكالة الدولية والذرية الإيرانية”.
أضاف: أن “النقطة المهمة بالنسبة لنا هي أن الاتصالات والزيارات والتقارير بطريقة يمكنه الوثوق بها، مصرحا ان العلاقات المشتركة بين طهران والوكالة يجب أن تؤدي إلى بناء الثقة”.
وقال اسلامي: “يجب أن نكون قادرين على حل القضايا بطريقة مطمئنة وموثوقة بمنع تسلل العناصر والعوامل التي تهدف إلى تعكير صفو العلاقات الطبيعية والمهنية بين الوكالة وايران ويجب أن يظل أسلوب التفاعل هذا مستقرًا ومن هذا المنطلق، سنعمل باستمرار ولن نسمح بحدوث أي عدم امتثال يؤدي إلى انعدام الثقة”. وتابع: “تم تنفيذ الأمور في إطار مناقشات ثنائية ومشتركة بيننا وبين زملاء الوكالة وزملاء السيد غروسي، وأنا على ثقة من تأثيرها سيكون دائم”.
واشار الى انه “في الأسبوع الماضي عقدنا 29 مؤتمرا نوويا وطنيا في جامعة الشهيد بهشتي بطهران، وسيعقد المؤتمر الدولي الثلاثين بالتعاون مع الوكالة الدولية”.
وأكد اسلامي أن “الموضوع المهم الذي اتفقنا عليه مع السيد غروسي الليلة الماضية هو أنه اعتبارا من العام المقبل سيعقد مؤتمرا دوليًا بمشاركة الوكالة الدولية، والذي سيكون سردًا لبرنامج إيران النووي من جهة ومن جهة أخرى، لتقديم القدرات الكبيرة للعلماء والمراكز العلمية والبحثية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكل فعال ومؤثر”.
وإستطرد بالقول: “تفاجأ السيد غروسي وزملاؤه في زيارته لايران بعدد النساء الايرانيات المؤثرات في المجال النووي، مضيفا: في مؤتمر امس ثبت أن تيار البحث العلمي والتكنولوجيا النووية في ايران تيار قوي ومشاركة النساء والرجال من مختلف الأعمار في هذا الملتقي تدل علي أن هذه المعرفة الداخلية تتوسع بالحب والإيمان وهي تحمل رسالة السلام والمودة والصداقة”.
وأكد: أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية عازمة دائمًا على المضي قدمًا في تحقيق أهدافها التنموية الواضحة ولا يستبدل مصالحه الوطنية وأمنه القومي بأي شيء، لافتا الى ان السلطات المعنية ستتخذ قرارًا بالتأكيد في حالة صدور قرار، وسنتصرف وفقًا للقرارات نفسها”. وشدد على “إلتزام إيران بتعهداتها في إطار الضمانات، ونحن لن نسمح بظهور عناصر وعوامل وأفعال تشكك في هذه العلاقة والامتثال للإلتزامات”.
بدوره قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، “مستعدون لمواصلة العمل مع ايران واضاف: علينا اضفاء الشفافية على بعض القضايا والقيام بالعمل المشترك مع ايران تجاه قضايا الضمنانات”.
واضاف، “هناك قضيتين تحظيان ببالغ الاهمية؛ الاولى ان ثمة توقعات كبيرة وحضور عدد كبير من وسائل الاعلام في هذا المؤتمر مؤشر على اهمية هذا الموضوع وكذلك العمل المشترك مع الجمهورية الاسلامية الايرانية والقضايا التي يجب اضفاء الشفافية عليها واتفاق الضمانات والطمأنة تجاه برنامج ايران النووي”. وتابع: “القضية الثانية تتعلق بالتعاون الفني والعلمي بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والجمهورية الاسلامية الايرانية واضاف: اجريت محادثات مع السيد اسلامي بهذا الخصوص”.
واعرب غروسي عن “ارتياحه لعودته الي ايران والاجتماع مع علماء ونخب ايرانيين واضاف ان الاجتماع ترك تاثير كبيرا عليه ملفتا ان محادثاته مع ايران بدأت امس الجمعة وتستمر اليوم”.
وحول تهديدات الكيان الصهيوني ضد المنشأت النووية الايرانية قال غروسي، “يجب فصل موضوعين عن بعضهما البعض، ان توجيه تهديدات ضد المنشأت النووية باتت قضية رائجة والسبب يعود الى الحرب في اوكرانيا والتي تعيد بعض الذكريات مؤكدا ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية نددت في مؤتمراتها العامة بمثل هذه التهديدات”. واستطرد بالقول ان “اي عمل عسكري ضد المنشأت النووية، يعتبر عملا غيرشرعي ويندرج خارج اطار عملنا”. واضاف: “إنني ارحب دوما بالاجتماع مع السيد اسلامي وصرح اننا نريد اجراء حوار جاد ومنهجي مع ايران”.
وتابع قائلا ان “زيارته السابقة لإيران جرت قبل فترة طويلة معربا عن ارتياحه لزيارته الحالية واجراء الحوار مع زملائه واضاف في الوقت نفسه ان العمل ما زال يستمر وان زملائه يعملون على معالجة القضايا المتعلقة بملف ايران النووي”.
واضاف “من المقرر ان يجتمع مع عدد اخر من مسؤولي الجمهورية الاسلامية الايرانية ملفتا ان العمل على الصداقة والتعاون يحظى ببالغ الاهمية له.”
ورد على سؤال بشأن عدم الرقابة على البرنامج النووي للكيان الصهيوني اوضح غروسي ان “ما تقوم به الوكالة من التفتيش للمنشأت النووية لبعض الدول يأتي ضمن الاتفاقيات القانونية والحقوقية مع تلك الدول واضاف ان الجمهورية الاسلامية الايرانية عضو في معاهدة ان بي تي وان هناك اتفاقيات بين الدول الاعضاء في معاهدة ان بي تي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وتابع: “أطلب من المجتمع الايراني ان يدرك اننا نعمل على اساس هذه الاتفاقيات وليس لدي اي ذنب في التعاطي مع الدول بهذا الخصوص اذ انني لا احدد المكان الذي يجب تفتيشه”.
وقال: ان “الكيان الصهيوني ليس عضوا في معاهدة ان بي تي إلا ان هناك اتفاق مختلف معه ومع دول اخرى و ما اريد ايضاحه هو انني لا احدد كيفية التعاطي مع الدول ومدى التصعيد بهذا الخصوص”. واضاف من وجهة نظري ان “عضوية جميع الدول في معاهدة ان بي تي تحظى باهمية كبيرة”.
وحول السبب وراء تسريب معلومات بشأن برنامج ايران النووي في وسائل الاعلام الغربية، اوضح غروسي ان “تسريب مثل هذه المعلومات يثير غضبي واشعر بخيبة الامل إلا انني كمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يمكنني الرقابة على جميع الاعضاء لان هذه التقارير في متناول جميع الاعضاء وهم يقومن بتسريب المعلومات”.
وشدد بالقول “كلما يزداد التعاون بين ايران والوكالة تنخفض امكانية ممارسة الضغط من قبل الاخرين مضيفا ان العمل المشترك بين الوكالة الدولية وايران في اطار اتفاقية الضمانات يحظى باهمية واننا نعمل على القيام به بافضل شكل ممكن”. وبشأن ضمان عدم استخدام الوكالة الدولية للطاقة الذرية كآلية سياسية، اوضح: ان الوكالة لم ولن تستخدم كالية سياسية وانا اوكد اننا لم نعمل في اطار اجندة اي دولة.
وتابع بالقول “ما يحظى باهمية لنا هو العمل على ارض الواقع لانه لا يمكن الاهتمام بالاقوال او اطلاق تصريحات من قبل الاخرين وكما قال السيد اسلامي ما يحظى بالاهمية هو ان نعمل على اساس اتفاقية الضمانات المتعلقة بخطة العمل المشترك الشاملة”.
واضاف ان “المحادثات بشأن خطة العمل المشترك الشاملة تأتي ضمن جدول اعمالنا وما نقوم به يسهم في احياء هذه الخطة”.
وكان قد وصل المدير العام للوكالة الدولية للطّاقة الذريّة، رافائيل غروسي، أمس الجمعة، على رأس وفد رفيع المستوى، إلى مطار مهر آباد في طهران، تلبية لدعوة رئيس منظمة الطاقة الذريّة الإيرانيّة، محمد إسلامي.
وصدر بيان مشترك بعد اجتماعات مدير وكالة الطاقة الذرية رافائيل غروسي مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، وزير الخارجية حسين عبد اللهيان.
وقال البيان أن الاجتماعات “ركزت على أهمية اتخاذ خطوات لتيسير تعاون أوسع من أجل الإسراع في حل قضايا الضمانات المتبقية، ويعتقد كلا الجانبين أن مثل هذه التفاعلات الإيجابية يمكن أن تمهد الطريق لاتفاقيات أوسع بين الدول الأعضاء”.
واتفق الجانبان على “التعامل بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران سوف يتم بروح من التعاون، و احترام كامل سلطات و اختصاصات الوكالة وحقوق والتزامات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبناء على اتفاقيات الضمانات الشاملة”.
وفيما يتعلق بقضايا الضمانات المتبقية المتعلقة بالمواقع الثلاث، “أعلنت إيران استعدادها لاستمرار التعاون و تقديم المعلومات، وتوفير إمكانية الوصول إلى المواقع من أجل التعامل مع ما تبقى من قضايا الضمانات”، بحسب البيان.
وأكد البيان المشترك أن إيران “ستسمح للوكالة وبصورة طوعية، بإجراء مزيد من اجراءات التحقق والمراقبة إن لزم الأمر، وسيتم الاتفاق على طريقة تنفيذها بين الطرفين خلال اجتماع فني سيعقد قريبا في طهران”.
المصدر: مواقع