تحل الذكرى السنوية الخامسة لإعلان الانتصار على تنظيم داعش الارهابي في العراق، بالتزامن مع استمرار جهود القوى الأمنية، لمنع إعادة تمدّد عناصر التنظيم في المناطق العراقية، عبر الضربات الجوّية والعمليات النوعية اليومية، التي تنفّذها وحدات الجيش العراقي ضدّ مواقع التنظيم وقادته.
ففي مثل هذا اليوم من العام 2017، أعلن رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي، تحقيق “النصر” على تنظيم “داعش” بعد ثلاث سنوات من الحرب التي خاضتها القوات المسلحة والشعب العراقي، في مواجهة التنظيم الارهابي.
ويستذكر العراقيون أبطال القوات المسلحة والحشد الشعبي، الذي كان لعناصره دور أساسي في دحر الإرهاب العراق، مقدماً الشهداء والجرحى، الذين ضحّوا في سبيل تحرير الأرض والإنسان.
كما يذّكر العراقيون الفتوى الشهيرة، للمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، التي كان لها الدور الحاسم في إنشاء الحشد الشعبي، ودفع الشباب العراقي للالتحاق به للدفاع عن العراق، وتحقيق الانتصار بوجه التنظيم الإرهابي، الذي حاول بدعم خارجي، السيطرة على البلاد، وزرع الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب ، والتي تصدّت لها القيادات الدينية بقوّة.
انفوغراف | أبرز محطات النصر على الإرهاب
وآنذاك، استعاد العراق جميع أراضيه من قبضة التنظيم الذي اجتاح شمالي وغربي البلاد وسيطر على مساحات كبيرة منها، بعد ثلاث سنوات، عانى خلالها العراقيون التهجير والنزوح، والقتل على أيدي الجماعات الإرهابية، قبل أن يتم اعلان الانتصار على على التنظيم الإرهابي.
ولكّن التنظيم الارهابي، حاول إستغلال الأزمة السياسية والاقتصادية التي مرّ بها العراق خلال السنوات الماضية، ليعيد تنظيم صفوفه، لاسيما في المناطق الحدودية وذات التضاريس الوعرة، لتكون منطلقاً للقيام باستهداف الأماكن المدنية والعسكرية.
بالفيديو | آراء أهالي مدينة الموصل بعد 5 سنوات من دحر الإرهاب عنها
الّا أن القوّات العراقية المشتركة العراقية، كانت واعية لمخططات التنظيم، ومنذ بداية هذا العام، ضاعفت من جهودها الرامية الى منع عناصره، من إسترداد نشاطهم وفعاليتهم، للقيام بعمليات تستهدف المناطق المدنية والقوات العسكرية، على إمتداد الأراضي العراقية، موجّهة عمليات نوعية وضربات جوّية، لمواقع التنظيم الإرهابي.
السوداني: فتوى الجهاد الكفائي كانت نقطة الشروع لتحرير المدن والنواحي
وفي هذه المناسبة، اكد القائد العام للقوات المسلحة العراقية محمد شياع السوداني، خلال حضوره الاحتفالية التي نظمتها قيادة العمليات المشتركة بمناسبة الذكرى الخامسة لإعلان النصر على تنظيم داعش الارهابي، ان فتوى الجهاد الكفائي كانت نقطة الشروع لتحرير المدن والنواحي.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن “السوداني حيّا أبناء القوات المسلحة بجميع صنوفهم، الذين صنعوا النصر ودحروا الارهاب في معركة بطولية ستظل خالدة في وجدان كل العراقيين كما استذكر الشهداء الأبرار وتضحياتهم الجليلة، وبطولات الجرحى الأبطال وبسالتهم في الحرب على الإرهاب واستمع الى حديث عوائل الشهداء وعدد من الايزيديات، والى طلباتهم ووجّه بمتابعتها وسرعة إنجازها”.
وقال السوداني في كلمته خلال الاحتفالية حسب البيان: “نحيي اليوم الذكرى الخامسة للنصر المؤزّر على فلول الإرهابِ والظلام، نصرٌ ما كان ليتحققَ لولا صلابةُ العراقيين وصبرُهم وتكاتفُهم، لقد صنعتْ قواتُنا المسلحة هذا النصر بجميع صنوفها، من الجيش والحشد الشعبي والعشائري، وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والرّد السريعِ في وزارةِ الداخلية، وقوات البيشمركة، وغيرِها منَ الأجهزةِ الاستخبارية والقواتِ الساندة”.
وأضاف: “في تلك الملحمة كانت كلمات المرجعية العليا الرشيدة في النجفِ الأشرف، الضوء الذي سار خلفَه العراقيون، كانت فتوى الجهاد الكفائي، نقطة الشروع لتحرير المدن والنواحي، الواحدة تلو الأخرى، ونفتخر اليوم بمن كان في ميدان المعركة يحمل في يدٍ سلاحاً وتمتدُّ أخرى لإنقاذ أهله وشعبه، كما نفتخر بمن غادرنا وارتقى شهيداً من قادة النصر والانتصار الكبير، قادةً وآمرين وضبّاطاً ومراتب ومنتسبين، فلا نصر إلّا بذكر شهداء العراق وجرحى قواتنا المسلحة”.
وقال: “ما زلت أتذكر كلمات المرجعية العليا الرشيدة في النجفِ الأشرف، في الثالث عشر من كانون الأولِ2019 (إنَّ معركة الإصلاح أشدُّ من معركة الإرهاب، والعراقيون قادرون على الانتصارِ فيها)”.
بالفيديو | فتوى الجهاد الكفائي للمرجعية الدينية في العراق
العامري يدعو إلى استثمار يوم النصر لبناء عراق موحد خال من الإرهاب والفساد
ودعا رئيس تحالف الفتح، هادي العامري، اليوم السبت، جميع السياسيين والفعاليات كافة إلى استثمار يوم النصر لبناء عراق موحد خال من الإرهاب والفساد. وقال العامري، في بيان: “بكل معاني الفخر والاعتزاز نقف اليوم على أعتاب الذكرى الخامسة لإعلان النصر في ملحمة الصراع ضد الوجود الداعشي البغيض الذي كاد أن يفتك بأرضنا وأعراضنا ومقدساتنا”.
وأضاف: “وبهذه المناسبة العظيمة لا بدّ من أن ننحني أولاً إجلالاً وإكباراً للدماء الطاهرة التي أريقت من أجل العراق والعراقيين ولتلكم الأرواح السامية التي ارتقت الى باريها تظللها أجنحة الملائكة ولكل المضحين وللسواعد السمر التي تسابقت من أجل قطاف ثمار هذا النصر المؤزر”.
بالفيديو | عمليات الصحراء الكبرى.. استبسال بأصعب المعارك
وتابع: “نتقدم بخالص العرفان والامتنان الكبير للدور العظيم الذي تكفلت به المرجعية الدينية العليا ممثلةً بالسيد السيستاني “أدام الله وجوده المبارك” عبر فتواها التأريخية في الجهاد الكفائي، ولأبناء شعبنا العراقي الذي أجاد في استجابته لتلك الفتوى، ليضرب أصدق الأمثلة تفانياً واخلاصاً وتضحيةً، فكان حشد الشعب وسائر الأجهزة الأمنية الأخرى على العهد والوعد حتى أذن العزيز الجبار تعالى بنصره على أعدائه نصر عزيز مقتدر”.
وأكمل: “كما لا يسعنا ونحن نستعرض عناصر نصرنا على خفافيش الظلام داعش وداعميها، الاّ أن نستذكر وبتقدير عالٍ الوقوف المبدئي والثابت لكل من الجمهورية الإسلامية في إيران وحزب الله اللبناني والدعم الكبير الذي قدماه في حربنا الضروس ضد داعش، دعماً لم يتوقف عند حدود الأسلحة والمعدات والخبرات، بل تعداه الى دماء عزيزة لقادة ومستشارين اختلطت بدماء أخوتهم العراقيين، وكان التجلي الأوضح لمثل هذا الامتزاج الروحي والبدني ووحدة المصير هو الخاتمة الحسنة لقائدي النصر العظيمين الشهيدين العزيزين أبو مهدي والحاج قاسم”.
بالفيديو | الشهيد القائد أبو مهدي المهندس في كلمة له بمناسبة النصر الكبير
المصدر: هيئة الحشد الشعبي + يونيوز