انعدامٌ للطاقةِ السياسيةِ المغذيةِ لخطوطِ التواصلِ على النيةِ الرئاسية، ما يَعني استمرارَ عتمةِ الفراغِ التي لا يُبددُها الا الحوارُ لاختيارِ رئيسٍ حقيقيٍّ يَليقُ بموقعِ الرئاسةِ لوطنٍ قويٍّ بقوّتِه لا بِضَعفه..
هي الحقيقةُ التي اكدَ عليها بالامسِ الامينُ العامُّ لحزبِ الله سماحةُ السيد حسن نصر الله، ورأى بالرئيس نبيه بري الاقدرَ على التواصلِ معَ الجميع .. واليومَ جددَ الرئيسُ بري موقفَه من انَ التوافقَ هو المعبرُ الالزاميُ لانتخابِ رئيسٍ للجمهورية، وانه لن يبقى مكتوفَ اليدينِ امامَ مراوحةِ الاستحقاقِ على ما هو عليه. وعليه فانَ تفعيلَ التواصلِ لا بدَّ منه لكسرِ الجمودِ الرئاسي..
اما كسرُ الحصارِ الاميركي ولو كهربائياً فيبدو انه ليسَ بحسابِ احدٍ من المعنيين، معَ تأكيدِ السفيرِ الايراني في لبنانَ مجتبى اماني انَ بلادَه سعَت منذُ سنواتٍ لحلِّ مشكلةِ الكهرباءِ في لبنان ، وصولاً لهبةِ الفيول الاخيرة، لكنَ هذه المساعيَ واجهت في كلِّ المراحلِ اياديَ خارجيةً حالت دونَ تأمينِها..
اما الايادي الداخليةُ التي تَضرِبُ اخماساً باسداسٍ فهي تسلكُ اصعبَ السبلِ بدلَ السيرِ باسهلِها لانقاذِ البلادِ من العتمةِ الكهربائيةِ وتداعياتِها الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ – وربما اكثر – وَفقَ ما صرّحَ به الاميركيون من تهديداتٍ علنية..
ومعَ سقوطِ كلِّ تبريراتِ الرفضِ لجميعِ الحلولِ الكهربائيةِ الممكنةِ من هباتٍ ايرانيةٍ وروسيةٍ وصينيةٍ الى شراءِ الطاقةِ المصريةِ والاردنيةِ والجزائرية، فانَ الحكومةَ قررت القفزَ على خطوطِ التوترِ العالي التشريعيةِ بحثاً عن سُلَفٍ لشراءِ الفيول ورفعِ ساعاتِ التغذية، ولهذهِ الغايةِ كانت زيارةُ رئيسِ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ نجيب ميقاتي الى عينِ التينة للقاءِ الرئيسِ نبيه بري وحديثُه عن اتفاقٍ حولَ الكهرباء..
اقليمياً وباتفاقِ جميعِ المراقبينَ فانَ انتخاباتٍ صُوَرِيَّةً تَجري في البحرينِ بمقاطعةِ اغلبيةِ القِوى الفاعلةِ التي مُنعت من الترشحِ او زُجَّ بقادتِها في السجونِ لتكوينِ صورةِ حكمٍ على قياسِ الملكِ ومُجَنَّسِيه..
وفي ظلِّ المقاييسِ العالميةِ المهترئةِ لفتَ تقريرٌ امميٌ رسميٌ يؤكدُ انَ العقوباتِ وفي طليعتِها قانونُ قيصر الاميركيُ تُعيقُ قدرةَ الدولةِ السوريةِ على مواجهةِ وباءِ الكوليرا، في دليلٍ جديدٍ على انَ هذه الغطرسةَ الاميركيةَ هي اللعنةُ والوباءُ على كلِّ المنطقة..