أعلن الإمام السيد علي الخامنئي موقفه الواضح من الأحداث الأخيرة، وقال إن “موت فتاة شابة (مهسا اميني) أحرق قلوبنا أيضا” والقيام باعمال مثل اثارة الفوضى ومهاجمة المسجد والبنوك والسيارات كان مخطط له ولم يقم بها الناس العاديون.
وفي كلمة له خلال مراسم تخرج مشتركة لطلاب جامعات ضباط القوات المسلحة والشرطة، اليوم الاثنين، في جامعة الإمام حسن المجتبى (ع) العسكرية للشرطة، تحدث سماحته قائد عن الأحداث الأخيرة والظلم الذي يتعرض له الشعب الإيراني.
وقال الإمام الخامنئي “في هذه الأحداث، تعرضت قوى الامن الداخلي والتعبئة والشعب الإيراني للظلم، طبعا الشعب الايراني سجل حضوره بقوة في هذه الاحداث كما في الحوادث الاخرى وسيكون له نفس الموقف في المستقبل”.
وأكد أنه “في المستقبل، وحيثما يريد الأعداء إحداث اضطراب، فإن الشعب الإيراني الشجاع والمخلص سيتصدى لهم قبل اي جهة اخرى”. وقال إن الاميركيين يظهرون حزنهم لوفاة فتاة ايرانية فيما انهم سعداء لاستغلال وفاتها في اثارة اعمال الشغب، مضيفا ان إعلان واشنطن أسفها عن مقتل هذه الفتاة هو أمر غير حقيقي ولا مبرر له بل تستغله لاثارة أزمة في البلاد.
وشدد سماحته على أنه “ليس هناك منطق وراء ذلك وهو عمل لا شك بانه من فعل وكالات التجسس والمنظرين الاجانب المعادين لايران”. وأکد أن مسؤولي السلطات الثلاث وخاصة السلطة القضائية يتابعون حادث وفاة هذه الفتاة للكشف الكامل عن ملابسات الحادث وقد وعدت السلطة القضائیة بمتابعة الموضوع حتى النهاية.
وتساءل الإمام الخامنئي “كيف يمكن إلقاء اللوم على منظمة ومجموعة كبيرة بسبب احتمال حدوث خطأ؟”، مؤكدا أنه “لا يوجد منطق وراء هذا الأمر وان وكالات التجسس وصناع السياسة الخارجية تقف وراء هذه القضية”. وقال ما يدفع الدول الاجنبية الى اشعال اعمال الشغب والعبث بالامن هو ما تحققه ايران من تقدم وتطور على كافة الصعد.
وأشار سماحته إلى تسريع وتيرة تقدم البلاد في جميع القطاعات والجهود المبذولة لفتح بعض العقد القديمة وتفعيل قطاع الإنتاج وتعزیز نشاطات الشركات القائمة على المعرفة وقدرة البلاد على تحييد الحظر المفروض علیها. وقال أن اعداء ايران لايريدون لها ان تتطور ولذلك يخططون لإغلاق الجامعات ونشر العنف في الشوارع وجعلها غیر آمنة.
ووصف الإمام الخامنئي الشعب الايراني، بانه مثل مولاه أمير المؤمنين علي (ع)، مظلوم وفي نفس الوقت قوي.
وصرح ان وفاة فتاة شابة حزّ في انفسنا ايضا، لكن رد الفعل على هذه الحادثة يفتقر الى اي تحقيق وأي قضية مؤكدة، حيث جعل بعض الناس الشوارع غير آمنة، وحرق المصاحف، وخلع الحجاب عن رؤوس النساء المحجبات، فهذا ليس بالأمر الطبيعي.
تعود الى تخطيط أمريكا والكيان الصهيوني
واستطرد سماحته بالقول “لولا هذه الفتاة الشابة، لكانوا قد خلقوا ذريعة أخرى لخلق حالة من انعدام الأمن والشغب في البلاد”، مضيفاً “أقول بصراحة إن هذه الاضطرابات تعود الى تخطيط أمريكا والكيان الصهيوني الغاصب والمزيف، وقد ساعدهم اذيالهم وبعض الإيرانيين الخونة في الخارج”.
ولفت الإمام الخامنئي ان هناك الكثير من أعمال الشغب تحدث في العالم، في أوروبا وخاصة في فرنسا وباريس، نشهد أعمال شغب بين حين وآخر، ولكن هل حدث أن ايّد الرئيس الامريكي، ومجلس النواب الامريكي المشاغبين وأدلوا ببيان؟ هل هناك سابقة بانهم وجهوا رسائل وقالوا بإننا الى جانبكم؟ هل هناك سابقة بان وسائل الإعلام المرتبطة بالرأسمالية الأمريكية ومرتزقتها مثل بعض الدول الاقليمية بما في ذلك السعودية دعمت المشاغبين في هذه البلدان؟ وهل هناك سابقة بان يعلن الأمريكيون عن توفير بعض أجهزة أو برامج الإنترنت لمثيري الشغب حتى يتمكنوا من التواصل بسهولة؟
وأضاف سماحته اننا شهدنا مثل هذا الدعم مرات عدة في إيران، متسائلا كيف يكون بعض الناس لا يرون اليد الأجنبية؟ وكيف يمكن لشخص ذكي ألا يشعر أن هناك أيادٍ خفية وراء هذه الأحداث؟ وتساءل عن دافع الحكومات الأجنبية لإثارة الاضطرابات وزعزعة الأمن في البلاد. وأضاف “إنهم يشعرون أن البلاد تتقدم نحو القوة المطلقة ولا يمكنهم تحمل هذا الموضوع”.
وأشار إلى تسارع وتيرة تقدم البلاد في كافة القطاعات والعمل على فتح بعض العقد القديمة وتفعيل قطاع الإنتاج والمؤسسات المعرفة وقدرة البلاد على تحييد الحظر. وأكد قائلا “لا يريدون حدوث هذه التطورات في البلاد، ومن أجل وقف وتيرة التقدم هذه، فقد خططوا لإغلاق الجامعات وزعزعة أمن الشارع والهاء المسؤولين بقضايا جديدة في شمال غرب وجنوب شرق البلاد”.
اهالي البلوش موالون بشدة للجمهورية الإسلامية والشعب الكردي يهتم بوطنه
وأكد الإمام الخامنئي أن العدو مخطئ في حساباته حول الشمال الغربي والجنوب الشرقي للبلاد، واصفا الاهالي البلوش بانهم موالون بشدة للجمهورية الإسلامية، كما أن الشعب الكردي من أكثر الشعوب الإيرانية تقدما ويهتم بوطنه والإسلام والنظام، لذا فإن خطتهم لن يكتب لها نجاح.
وأشار سماحته الى إن مخططات الأعداء وأفعالهم تظهر فطرتهم، نفس العدو الذي يقول في تصريحاته الدبلوماسية أننا لا ننوي مهاجمة إيران وتغيير النظام، لديه مثل هذه النوايا ويسعى إلى التآمر لإثارة اعمال الشغب وزعزعة أمن البلاد وتهييج أولئك الذين قد تثار حماستهم ببعض الإثارة.
وأكد أن امريكا لا تعارض فقط الجمهورية الإسلامية، بل هي ضد إيران القوية والمستقلة، ملفتا إنهم يحلمون بايران مثل ايران البهلوية التي أطاعت أوامرهم وكانت مثل بقرة حلوب.
وقال سماحته “الصراع ليس على موت فتاة شابة أو على المحجبات وغير المحجبات بل خلف كواليس الاحداث الأخيرة يتواجد هؤلاء المتنمرون. الكثير من اللاتي ليس لديهن حجاب كامل هنّ من المؤيدين الجادين للجمهورية الإسلامية ويشاركون في المناسبات المختلفة. الصراع والنقاش هو حول استقلال ومكانة وتقوية واقتدار إيران الإسلامية”.
وتابع الإمام الخامنئي بالقول ان “الأشخاص الذين يرتكبون الفساد والدمار في الشوارع ليسوا في خانة واحدة، بعض الشباب ينزلون إلى الشارع بسبب الإثارة لمشاهدة أحد برامج الإنترنت. يمكن توعية هؤلاء الأشخاص بأنهم مخطئون من خلال تنبيههم لبعض الامور”.
وأكد سماحته ان جميع من نزلوا إلى الشوارع لا يعدون بشيء في مقابل الشعب الإيراني والشباب المؤمن والمتحمس. وقال “بالطبع بعض هؤلاء الذين نزلوا إلى الشوارع هم من فلول الجماعات التي تلقت صفعة من قبل الجمهورية الإسلامية، مثل المنافقين والانفصاليين والملكيين وعوائل السافاكيين المنفورين، ويجب على السلطة القضائية تحديد العقوبة ومحاكمتهم بما يتناسب مع مشاركتهم في التدمير والإضرار بأمن الشوارع”.
وأشار الإمام الخامنئي إلى مواقف بعض الشخصيات في بداية هذه الحادثة. حيث قال “في البداية، أصدر بعض الخواص بيانات وتصريحات دون تحقيق وربما بدافع الرحمة. بعضهم القى باللوم على قوى الامن الداخلي والبعض الاخر القى باللوم على النظام. والآن بعد أن رأوا ما هو الأمر وما حدث في الشوارع نتيجة كلامهم بتخطيط من العدو، فعليهم التعويض عن عملهم والاعلان بوضوح أنهم ضد ما حدث وضد مخطط العدو الأجنبي”.
وأضاف “عندما يقارن العنصر السياسي الأمريكي هذه القضايا بجدار برلين، يجب أن تفهم ما هي القضية، وإن كنت لم تفهم، فافهم الآن واتخذ موقفا واضحا”. كما أشار سماحته إلى مواقف بعض الشخصيات الرياضية والفنية. وقال “برأيي، هذه المواقف لا أهمية لها ولا يجب أن تتبلور حساسة تجاهها”.
المصدر: قناة المنار + وكالة ارنا