أجواء استثنائية ومنافسة واعدة تحيط بانطلاق بطولة الدوري اللبناني العام لكرة القدم بنسخته الـ66، وتعكس حجم المنافسة المرتقبة بين الأندية العريقة والأخرى الآتية بطموحات "لا حدود لها".
وكان الاتحاد اللبناني لكرة القدم قد أقرّ إطلاق الدوري وفق نظام معدل، قلّص خلاله عدد الفرق المتأهلة إلى المرحلة الثانية، إذ تتنافس ضمن رباعيتين بدلاً من سداسيّتين، على أن تلعب قبلها كل الأندية الـ 12 دورياً منتظماً على مرحلتين ذهاباً واياباً.
وتتأهّل الفرق الأربعة الأولى إلى دورتي تصفية للأندية الأوائل والفرق الأربعة الأخيرة والأواخر، وتحتفظ الأندية المتأهلة بنصف النقاط التي جمعتها، وتحتسب نصف النقطة نقطةً كاملة، وتقام كل رباعية من مرحلتين ذهاباً وإياباً.
من هنا، سيكون السباق حامياً، بدايةً لحجز مكانٍ في "التوب 4"، ومروراً بالوقوف في المنطقة الدافئة بين المراكز الخامس والثامن بالنسبة إلى الفرق التي تستهدف ضمان البقاء لا أكثر، ووصولاً إلى رباعية الهبوط التي يفترض أن تجمع فرقاً أصحاب مستوى متقارب.
استعدادت الأندية
يدخل الأنصار الموسم بطموح تعزيز رقمه القياسي بعد فوزه باللقب 15 مرة، مع تعزيز صفوفه بلاعبين جدد مثل محمد ناصر وعباس شرقاوي، إلى جانب استمرار الجزائري هشام خلف الله والغاني صامويل منساه كوني، بعد رحيل المخضرم حسن معتوق.
في المقابل، شهد النجمة تغييرات إدارية ورياضية كبيرة، بتولي رامي بيطار رئاسة النادي، وضم لاعبين دوليين مثل خليل خميس وعلي قصاص.
ويستمر العهد في دوره كأحد الموردين الرئيسيين للنجوم، مدعوماً بلاعبين أجانب وأولمبيين، ويبرز نادي جويا كمنافس جديد عبر ثورة تعاقدات كبيرة، حيث ضم نخبة من اللاعبين المخضرمين والدوليين، في محاولة لوضع الفريق بين الكبار.
وسيكون اختراق دائرة هذه الفرق الأربعة (الأنصار، العهد، النجمة، جويا) إنجازاً لأي فريقٍ آخر، وخصوصاً تلك الفرق التي تعمل ضمن ميزانية متوسّطة، أمثال الحكمة، الصفاء، التضامن صور، وشباب الساحل، بينما لا تبدو صورة الفرق الأخرى واضحة مثل العائد إلى الدرجة الأولى المبرة أو البرج والرياضي العباسية، وذلك في وقتٍ يبدو فيه الراسينغ في وضعٍ حرج بعد التعقيدات الإدارية التي واجهها، إذ لم يبدأ تمارينه قبل الأسبوع الماضي، وهو ما يضعه في دائرة الخطر إذا لم يتمّ تدارك الأمور بشكلٍ سريع أقلّه لخلق استقرار ضمن النادي العريق.
المدرّبين
وحدها أندية النجمة والأنصار والراسينغ لجأت إلى مدرّبين أجانب لقيادتها الفنية، حيث يتولى التونسي راضي الجعايدي تدريب النجمة، فيما يشرف الصربي دراغان يوفانوفيتش على الأنصار، ويقود السوري حسين عفش فريق الراسينغ. أمّا باقي الأندية فاعتمدت على أجهزة فنية لبنانية، إذ يتولّى جمال الحاج تدريب العهد، وحسين طحان الصفاء، وجمال طه التضامن صور، ويوسف الجوهري جويا الرياضي، وسعيد إسكندر شباب الساحل، وأحمد عطوي البرج، وبول رستم الحكمة، ومحمد زهير الرياضي العباسية، إضافةً إلى مالك حسون الذي يشرف على المبرة.
الملاعب
تتوزع المباريات على ملاعب رشيد كرامي البلدي في طرابلس، وهو أحد ملعبين اثنين بأرضيّة من العشب الطبيعي، ويستضيف قمّة مبكرة بين الأنصار والنجمة الأحد، وفؤاد شهاب الرياضي في جونية (يستضيف "دربي" الأشرفية بين الحكمة والراسينغ السبت)، والصفاء في وطى المصيطبة، وأمين عبد النور البلدي في بحمدون، وعباس ناصر في بلدة العباسية الجنوبية، والعهد على طريق المطار، ومدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت (في حال إعادة تأهيل الأرضيّة بالعشب الطبيعي)، وصور البلدي.
تترك كلّ المؤشرات المحيطة باللعبة قناعةً بأن هذا الموسم سيكون الأقوى منذ زمنٍ طويل، إذ نهضت الأندية بشكلٍ كبير من ارتدادات الحرب التي عطّلت الدوري قبل عامٍ.. فلمن سيكون التفوق مع نهاية الموسم ؟