مَنْ مِنّا لم يأته مُحمّلاً بكُلّه. بيسره، وضيقه... بعافيته، ومرضه... بهمّته، وعجزه... يجرّ أسراره، وأفكاره، وضجيجه، وعزلته، ومدامع ما ظهر منها وما بطن .. يلقيها عند الباب الأول من حرمه الضارب في الرأفة. ثم يجلس ... بعد ملمح القبة يجلس... ولو على مسافة، هو الآن في الأمان... هو الآن يكتفي، بأن يرتمي في زوايا الغرف الجانبية المفتوحة على القبة. القلب يحتاج بعض وقت لكي يتنفّس لحظته، ويجمع من ضفّة المشهد روعته، ويترك للعين مداها في قطف النظرة، وسكب الدمعة، وبعدها يستقرّ هناك، قرب الضريح المزنّر بأسوارٍ النداءات: " يا علي بن موسى الرضا" ...
" يا علي بن موسى الرضا" ... ليت الأيام لها خفّة الأمس، تركض نحوك ، تغرف كمشة أنس... وأوقاتنا لا تبارحك... تلقي ما اعتراها من تخمة في صنوف الدنيا التي باتت تأتي وتغادر كيفما تشاء
أنت لست وجهة الفقراء، ولستَ جنّة الروح والمعنى وحسب؛ وجه الله أنت... يطل من كل الجهات
إنا توسّلنا بك واستشفعنا، وقدمناك بين يدي حاجاتنا... وناديناك في شجىً... وكتبناك عند ضفة التُربِ وفوق الكفن...
يا أيها الرؤوف؛ قرّبنا .
الشيخ مهدي الغروي
السيد علي عباس الموسوي
الشيخ أمين ترمس
الشيخ يوسف سرور
الشيخ روميو عباس
الدكتور محمد عليق
في رحابهم
