أصدر 155 من علماء ودعاة البحرين بيانًا دعوا فيه إلى كسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، مؤكدين أن ذلك فرضٌ شرعي وواجبٌ فوري على حكومات ومنظمات وشعوب الأمة العربية والإسلامية، ومشددين في الوقت ذاته على خطورة مسارات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وضرورة وقفها بشكل كامل وفوري.
وجاء في نص البيان الصادر يوم الجمعة 30 محرّم 1447 هـ، الموافق 25 تموز/يوليو 2025 م، أن “العدو الصهيوني يمارس بحق أهل غزة سياسة تجويع ممنهجة وإبادة جماعية بطيئة، ويمنع الغذاء والماء والدواء والمساعدات الإنسانية، ويرتكب جرائم قتل ممنهج بحق الأطفال وسكان القطاع، في ظل تواطؤ غربي وصمت عربي ودولي مشين، بينما يموت الأطفال والمرضى بسبب الجوع والعطش”.
وأضاف البيان: “إن سياسة الحصار والتجويع التي تمارس بحق أكثر من مليوني إنسان تُعدّ وصمة عار على جبين الإنسانية، وعارًا على كل من صمت أو تواطأ أو طبّع أو تعاون مع هذا الكيان”.
وأكد الموقعون على البيان النقاط الآتية:
رفض حصار غزة والتواطؤ مع الاحتلال: شدد العلماء على أن ما يقوم به العدو الصهيوني من حصار وتجويع لأهل غزة هو جريمة حرب مكتملة الأركان، محرّمة شرعًا ومجرّمة قانونًا، داعين إلى الانتفاض ضدها بكل الوسائل، ومذكّرين بقول الله تعالى:
﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾،
وقول النبي ﷺ: «ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم».
واجب كسر الحصار فورًا: أكد البيان أن كسر الحصار الظالم على غزة هو فرض شرعي وواجب فوري، ولا بد من فتح المعابر وتسيير القوافل واستخدام كافة الوسائل السياسية والإغاثية والإعلامية، وإلا فإن السكوت يعدّ تواطؤًا، مستشهدين بقول الله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ﴾.
رفض التطبيع والتحذير من مخاطره: وجّه العلماء تحذيرًا واضحًا من خطورة مسارات التطبيع، وأكدوا أن الوقف الفوري والكامل لكل أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والأمني مع الكيان الإسرائيلي هو واجب شرعي، مستشهدين بقوله تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾.
الدعوة لمواصلة دعم غزة: دعا البيان الأمة الإسلامية، وأبناء البحرين، إلى الاستمرار في دعم أهل غزة عبر رفض التطبيع، والمقاطعة الاقتصادية، وتقديم كل أشكال الدعم السياسي والإعلامي والإنساني لكسر الحصار، وإطلاق حملات إغاثة فاعلة، استنادًا لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
موقف العلماء والخطباء والدعاة: ناشد البيان العلماء والخطباء والدعاة بأن يقوموا بواجبهم الشرعي في إعلان النصرة من منابرهم، وإيقاظ الأمة، وتذكيرها بأن الكلمة الصادقة جهاد، وأن الصمت خيانة، مستشهدين بقول الله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ﴾.
واختُتم البيان بتذكير كل من يصمت عن جريمة التجويع بما ورد عن النبي ﷺ: «من خذل مسلمًا في موطن يُنتقص فيه من عرضه ويُنتهك فيه من حرمته، خذله الله في موطن يحب فيه نصرته»، داعين الله أن يفرّج كرب أهل غزة، ويمنّ عليهم بالنصر والتمكين، ويهلك عدوهم، ويُسقط من خذلهم وتواطأ مع عدوهم، مستشهدين بقوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
المصدر: مواقع