السبت   
   26 07 2025   
   1 صفر 1447   
   بيروت 23:43

المقاومة تطالب واشنطن بالتوقف عن توفير غطاء للإبادة… وقطر ومصر تؤكدان استمرار الوساطة

طالب عضو المكتب السياسي في حركة حماس عزت الرشق، الإدارة الأميركية إلى “التوقّف عن تبرئة الاحتلال وتوفير الغطاء السياسي والعسكري له لمواصلة حرب الإبادة والتجويع بحقّ أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة”، دعياً اياها إلى ممارسة “دور حقيقي في الضغط على حكومة الاحتلال للانخراط الجاد في التوصل لاتفاق يُنهي العدوان، ويحقق صفقة تبادل الأسرى”.

كما استغرب الرشق في تصريح صحفي اليوم السبت، “التصريحات الصادرة عن الرئيس الأميركي ترمب، وقبلها تصريحات المبعوث الأميركي الخاص ويتكوف، التي تتعارض مع تقييم الوسطاء لموقف الحركة، ولا تنسجم مع مجريات المسار التفاوضي، الذي كان يشهد تقدّماً فعلياً، وكانت الأطراف الوسيطة، وخصوصاً قطر ومصر، تعبّر عن ارتياحها وتقديرها لموقفنا الجاد والبنّاء”.

هذا وأشار إلى أن التصريحات الأمريكية “تغضّ النظر عن المعرقل الحقيقي لكل الاتفاقات، والمتمثل بحكومة نتنياهو، التي تضع العراقيل، وتراوغ، وتتهرّب من الالتزامات”.

هذا ولفت إلى أن “الرد الأخير قدمته حماس بعد مشاورات وطنية موسّعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والدول الصديقة”، وقال “تعاطينا بإيجابية ومرونة مع جميع الملاحظات المطروحة، في إطار وثيقة “ويتكوف” نفسها، مع تأكيدنا فقط على ضرورة وضوح البنود وتحصينها، خاصة ما يتعلّق بالشقّ الإنساني، وضمان تدفق المساعدات بشكل كثيف وتوزيعها من خلال الأمم المتحدة ووكالاتها المعتمدة، دون تدخل الاحتلال”، متابعاً “كذلك الحال بخصوص خرائط الانسحاب، حرصنا على تقليل عمق المناطق العازلة التي يبقى فيها الاحتلال خلال ال60 يوماً، وتجنب المناطق الكثيفة السكان لضمان عودة معظم أهلنا إلى أماكنهم”.

وفند الرشق الاتهامات الأمريكية بشأن المساعدات ومزاعم سرقتها، مشدداً على أنها “باطلة ولا أساس لها”، وقد فنّدها مؤخراً تقرير نشرته وكالة رويترز، نقلاً عن تحقيق للوكالة الأمريكية للتنمية USAID أشار أن الخارجية الأميركية اتهمت حماس بسرقة المساعدات دون تقديم أدلة مصورة، وأن ما لا يقل عن 44 من أصل 156 واقعة سرقة للمساعدات بغزة كانت بسبب الإجراءات العسكرية الإسرائيلية.

وخلص التحقيق أنه “لا يوجد أي دليل على أن حماس سرقت بشكل منهجي المساعدات الممولة أمريكيا لقطاع غزة”.

في المقابل، يواصل الاحتلال قصف المواطنين في مناطق توزيع المساعدات، ويغذّي الفوضى والانفلات الأمني، ويمنع تأمين قنوات الإغاثة.

استمرار الوساطة ومصدر ينفي انهيار المفاوضات

كلام الرشق تزامن مع إعلان وزارة الخارجية القطرية أن دولتي قطر ومصر، تواصلان جهودهما الحثيثة في ملف الوساطة بقطاع غزة، من أجل الوصول إلى اتفاق يضع حدا للحرب، وينهي المعاناة الإنسانية في القطاع، ويضمن حماية المدنيين وتبادل المحتجزين والأسرى، في حين أفادت مصادر أخرى أن المفاوضات لم تنهر.

وأضافت الخارجية القطرية في بيان أن الدولتين تشيران إلى إحراز بعض التقدم في جولة المفاوضات المكثفة الأخيرة التي استمرت 3 أسابيع، وتؤكدان أن تعليق المفاوضات لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى يعد أمرا طبيعيا في سياق هذه المفاوضات المعقدة.

ودعت الدولتان،وفق ما جاء في البيان، إلى عدم الانسياق وراء تسريبات تتداولها بعض وسائل الإعلام في محاولات للتقليل من هذه الجهود والتأثير على مسار العمل التفاوضي، وتشددان على أن هذه التسريبات لا تعكس الواقع، وتصدر عن جهات غير مطلعة على سير المفاوضات.

كما دعت الدولتان وسائل الإعلام الدولية إلى التحلي بالمسئولية وأخلاقيات مهنة الصحافة، وتسليط الضوء على ما يجري في القطاع من معاناة غير مسبوقة، لا أن تلعب دورا في تقويض الجهود التي تسعى لإنهاء الحرب على القطاع.

وفي وقت سابق اليوم، نقلت قناة القاهرة الإخبارية، عن مصدر مصري لم تسمه، أن الوسيطين المصري والقطري اتفقا على استكمال التفاوض بعد التشاور خلال الأيام القادمة للانتهاء من نقاط الاختلاف بين الطرفين.

وأفاد المصدر بوجود اتصالات مكثفة بين الوسيطين المصري والقطري للتشاور بخصوص آخر مستجدات المفاوضات، مشيرا إلى استمرار تكثيف جهود الوسطاء لاستكمال عملية إدخال المساعدات لقطاع غزة خلال الأيام المقبلة.

وفي السياق ذاته، نقلت شبكة سي إن إن الأميركية عن مصدر مطلع على المفاوضات أن الوسطاء ما زالوا يواصلون مناقشاتهم بشأن احتمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وأن الاتصالات لا تزال جارية مع كل من العدو الاسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

لكن وبحسب ما نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول صهيوني، فإن البدائل المتاحة لاستعادة الرهائن من غزة لا تزال غير واضحة.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب زعم اليوم أن حركة “حماس” “لا تريد حقاً التوصل إلى اتفاق يؤدي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.”

وقال ترامب في تصريحات له اليوم من حديقة البيت الأبيض إنه “سيتعين أن يكون هناك قتال وقضاء على حماس”،حسب تعبيره، فهي “لا تريد التوصل لاتفاق، وأعتقد أنها تريد أن تموت” حسب قوله.

وأضاف أن إدارته انسحبت من مفاوضات غزة و”هذا أمر مؤسف” حسب وصفه، متهماً حماس بأنها “لا تريد التوصل إلى اتفاق، لأنها تعرف ماذا سيحصل بعد استعادة كل الرهائن”.

وأوضح أنه “يعرف صعوبة استعادة بقية الأسرى في غزة لأن إطلاق سراحهم سيفقد حماس ما بقي لديها من أوراق مساومة”، حسب زعمه.

وقال إنه “تحدثت مع نتنياهو بشأن إرسال مساعدات إلى قطاع غزة لكنه رفض الخوض في التفاصيل”، قائلا “لا أستطيع البوح بما تحدثت به مع نتنياهو والأمر كان مخيبا إلى حد ما”.

ومن جهته، قال رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، المصنف من الجنائية الدولية كمجرم حرب، اليوم الجمعة إن “”إسرائيل” تدرس الآن مع حليفتها الولايات المتحدة خيارات بديلة لإعادة الأسرى من غزة وإنهاء حكم حركة حماس في قطاع غزة، وضمان السلام الدائم لإسرائيل والمنطقة”، حسب قوله.

المصدر: مواقع إخبارية