الأحد   
   27 07 2025   
   2 صفر 1447   
   بيروت 08:16

غزة | واشنطن تدعم استمرار الإبادة… المفاوضات مجمدة؟

بعدما أعلنت حركة “حماس” فجر أمس الخميس، إرسال ردّها وردّ فصائل المقاومة الفلسطينية على المقترح الذي تلقّته من الوسطاء في وقت سابق، وصفت ردود الفعل الصهيونية والأميركية، رد المقاومة بـ “خيبة أمل”.

في المقابل، أعربت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن استغرابها من تصريحات المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف، رغم “موقفها الإيجابي والبنّاء” الذي قوبل بترحيب من الوسطاء، وأكدت حرصها على استكمال المفاوضات.

 كما برز تباين في الخطاب الإسرائيلي بين الرغبة في الحفاظ على المفاوضات مفتوحة، وبين الإقرار بعدم إمكان التقدّم في المرحلة الراهنة، وحتى التلميح إلى انهيار المفاوضات تماماً، وذلك في وقت رأت فيه بعض التحليلات الصهيونية أو الغربية أنّ انسحاب الوفدين الإسرائيلي والأميركي، يمكن أن يكون حركة جديدة للضغط على “حماس”، لدفعها إلى التراجع عن الملاحظات التي طالبت بها في ردّها على المقترح.

وفي التفاصيل، فقد اعتبر ويتكوف أنّ ردّ “حماس” الأخير يكشف عن “عدم رغبتها في التوصّل إلى اتفاق”، قائلاً إنّ “الحركة لا تُبدي حسن نيّة رغم الجهود الكبيرة التي بُذلت”.

وأعلن أنّ “واشنطن ستدرس خيارات بديلة لإعادة الرهائن من غزة، في محاولة لخلق بيئة أكثر استقراراً لسكان القطاع”. في حين أعلن مكتب رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، إعادة فريق المفاوضات من الدوحة إلى “تل أبيب” “لإجراء مشاورات إضافية”، مؤكّداً في الوقت نفسه “تقديره لجهود الوسطاء، قطر ومصر، وكذلك مبعوث الإدارة الأميركية ستيف ويتكوف، في دفع المحادثات نحو اتفاق”.

كما أكّد نتنياهو أنّ حكومته تسعى إلى “اتفاق جديد لإطلاق سراح الأسرى”، حسب زعمه، لكنه حذّر من أنّ تفسير “حماس” لهذا الاستعداد بوصفه “ضعفاً”، سيكون “خطأً فادحاً”، على حدّ تعبيره، وهو الذي يتكبد جيشه يومياً خسائر فادحة في الأرواح مع تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات النوعية للمقاومة في القطاع، وفي وقت أعلن فيه جيش الاحتلال منذ أيام انتهاء عملية “عربات جدعون” العسكرية.

في حين أوضح منسّق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، غال هيرش، أنّ القرار بإعادة الفريق “جاء بعد دراسة الردّ الذي تلقّته “إسرائيل” فجراً”، لافتاً إلى أنّ “الهدف من العودة هو بلورة خطّة لتقليص الفجوات”، مع التأكيد أنّ “المحادثات ستتواصل من داخل “إسرائيل””.

كذلك، كشف مصدر دبلوماسي إسرائيلي تفاصيل إضافية حول ما جرى في كواليس المفاوضات، موضحاً أنّ اجتماعاً عُقد فجر أمس في الدوحة مع الوسطاء بعد لقاء وفد “حماس”، وتم عبره عرض الردّ “الذي تأخّر أسبوعاً”.

وقال المصدر إنّ “الردّ لا يسمح بتحقيق تقدّم”، وإنّ كل مجالات التفاوض لا تزال تشهد “فجوات كبيرة”، رغم تحقيق بعض التقدّم في القضايا الملموسة، بحسب زعمه. وأشار إلى أنّ “المفاوضات تعثّرت خصوصاً في بند إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين”، حيث طالبت المقاومة  بتعديلات في ما سُمّي بـ “المفاتيح”، أي عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيخرجون من السجن مقابل كل أسير إسرائيلي حيّ، وهوياتهم.

وكان العرض الإسرائيلي اقترح الإفراج عن 125 من أصحاب المؤبّدات، و1200 أسير من قطاع غزة، في حين طالبت “حماس” بالإفراج عن 200 من أصحاب المؤبّدات، ونحو 2000 من معتقلي غزة بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

عقدة الضمانات

وقالت القناة 12 الإسرائيلية، في تقرير إن “إحدى الخلافات بين العدو و”حماس”، هو رفض التعهّد من قِبل “تل أبيب” وواشنطن، بعدم خرق هدنة الستيّن يوماً”.

وفي ما يتعلّق بمسألة الضمانات لوقف الحرب، ذكر التقرير أنها من بين نقاط الخلاف التي لا تزال عالقة، مضيفا أنّ “حماس تطالب بتقوية الضمانات الأميركية، بشأن إلزام إسرائيل بعدم خرق وقف إطلاق النار خلال الستين يوما، وأن يستمر وقف النار، طالما كانت المحادثات بشأن إنهاء الحرب متواصلة”.

وفي هذا الصّدد، نقل التقرير عن مسؤول إسرائيليّ، قوله “لم نصل بعد إلى نقاشات حول هذا الموضوع، ولكن يُمكننا الوصول إلى ذلك بسرعة إذا أحرزنا تقدمًا في القضايا الأخرى”.

وعقب التطوّرات الأخيرة، شهدت كيان الاحتلال تصاعداً في التحركات الشعبية المطالبة بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى الإسرائيليين. إذ علّق “مقرّ عائلات الأسرى” بالقول إنّ المفاوضات “طالت أكثر من اللازم، وإنّ كل يوم تأخير يزيد من المخاطر على حياة الأسرى وإمكانية الوصول إلى معلومات استخبارية بشأنهم”.

وطالبت العائلات بـ”تحديث فوري حول وضع المفاوضات والفجوات الأساسية المتبقّية”. ومساء أمس، خرجت تظاهرة حاشدة في تل أبيب، طالبت بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى، وندّدت بتعطّل المفاوضات حول صفقة جديدة. ورصدت قناة “i24” العبرية، تصاعد “الطابع السياسي” للاحتجاجات في تل أبيب، مشيرة إلى أنّ “الهدف الأساسي أصبح إنهاء الحرب، فيما جاء ملف الأسرى في المرتبة الثانية”، ما يعكس تراجع ثقة الجمهور بإمكان تحقيق إنجاز عسكري.

وفيما سعت بعض القنوات العبرية مثل “القناة 13″ و”كان” إلى التأكيد أنّ “عودة الوفد لا تعني انهياراً أو فشلاً”، لم تتردّد تحليلات إسرائيلية أخرى في الاعتراف بأنّ “المحادثات وصلت إلى طريق مسدود”. إذ وصف الصحافي الإسرائيلي، عميت سيغال، المقرّب من مكتب نتنياهو، الرواية الرسمية بأنها “محاولة لتهدئة الرأي العام”، مؤكّداً أنّ المبعوث ستيف ويتكوف قال الحقيقة بوضوح “لا يوجد من يمكن التحدّث معه”.

فيما تساءل المتحدّث السابق باسم جيش الاحتلال والمدير العام لوزارة الشؤون الإستراتيجية، رونين مانليس، عن “خطّة إسرائيل” في حال انهيار المفاوضات الجارية مع حركة “حماس””.

باراك يدعو إلى عصيان مدني

من جهته، قال رئيس وزراء العدو السابق إيهود باراك، اليوم الجمعة، إن “”إسرائيل” التي عرفناها والرؤية الصهيونية تنهاران ويجب تأمل الواقع بشجاعة”.

وأضاف في مقال نُشر على صحيفة “هآرتس” أن “”إسرائيل” تتحول إلى دولة منبوذة في العالم وأغلبية الشعب فقدت ثقتها في الحكومة”.

وفي حديثه عن الوضع في الكيان، قال باراك إن “الدماء تسيل وعائلات جنود الاحتياط تنهار وتم التخلي عن المخطوفين على مذبح البقاء في السلطة”.

وأضاف أن الحراك الوحيد الذي يمكنه إنقاذ الكيان يتمثل في “عصيان مدني وإضراب عام حتى تغيير الحكومة أو استقالة رئيسها” في إشارة لبنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة.

وقال باراك إنه “عندما يتم تعطيل “إسرائيل” كلها فستخضع الحكومة لإرادة الشعب وتُخلّي مكانها لأخرى أفضل منها”، وإنه “عندما يخرج مليون إسرائيلي إلى الشوارع فستسقط الحكومة وقد آن الأوان لنخرج جميعاً على مدار الأسبوع”.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبدعم أميركي، يشنّ العدو حرب إبادة على غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وقد خلّفت حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني أكثر من 203 آلاف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة لمئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين منهم أطفال.

المصدر: مواقع إخبارية