الأحد   
   13 07 2025   
   17 محرم 1447   
   بيروت 16:40

خرائط “إعادة التموضع” الإسرائيلية تُبقي كامل رفح تحت الاحتلال وتدفع نحو تهجير أوسع

كشفت مصادر مطّلعة للجزيرة، أن خريطة “إعادة التموضع” التي عرضها الوفد الإسرائيلي خلال المفاوضات، تُبقي كامل مدينة رفح جنوب قطاع غزة تحت سيطرة الاحتلال، وتُمهّد لتطبيق خطة تهجير موسّعة، من خلال تحويل رفح إلى منطقة تركيز للنازحين تمهيدًا لترحيلهم نحو مصر أو عبر البحر.

وأوضحت المصادر أن الخريطة تقضم أجزاء واسعة من القطاع، وتمتد بعمق يصل في بعض المناطق إلى 3 كيلومترات على طول الحدود، وتشمل مساحات كبيرة من مدينة بيت لاهيا، وقرية أم النصر، ومعظم مدينة بيت حانون، بالإضافة إلى كامل بلدة خزاعة.

كما أشارت إلى أن الخريطة تتقدم نحو شارع السكة في أحياء التفاح والشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة، وتصل إلى مشارف شارع صلاح الدين في دير البلح والقرارة وسط القطاع.

ووفقًا للمصادر نفسها، فإن خريطة “إعادة التموضع” تلتهم ما نسبته 40% من مساحة قطاع غزة، وتمنع نحو 700 ألف فلسطيني من العودة إلى منازلهم، بهدف دفعهم نحو مراكز تجميع النازحين في رفح.

وفي السياق ذاته، أفاد مصدر فلسطيني يوم الخميس، بأن المفاوضات الجارية تمرّ بظروف صعبة ومعقّدة نتيجة مواقف الوفد الإسرائيلي، مؤكدًا أنه لم يتم التوصّل إلى اتفاق بشأن أيٍّ من البنود الخلافية.

وأوضح المصدر أن الجانب الإسرائيلي يتمسك بالإبقاء على احتلاله لأكثر من ثلث مساحة قطاع غزة، بما في ذلك كامل مدينة رفح، بالإضافة إلى احتفاظه بمنطقة تمتد لأكثر من كيلومترين على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع. كما أشار إلى أن الاحتلال يصرّ على الإبقاء على آلية إدخال المساعدات عبر ما وصفها بـ”مصائد الموت”.

من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إن تصريحات رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي أبلغ خلالها عائلات الأسرى بعدم إمكانية التوصّل إلى صفقة تبادل شاملة، تكشف عن نواياه “الخبيثة” ومساعيه المتواصلة لوضع العراقيل أمام الوصول إلى اتفاق يفضي إلى إطلاق سراح الأسرى ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأوضحت الحركة، في بيان صحفي صادر عنها الخميس، أنها قدّمت في وقت سابق عرضًا لصفقة تبادل شاملة تُفضي إلى الإفراج المتبادل عن جميع الأسرى دفعة واحدة، مقابل اتفاق يُنهي العدوان بشكل دائم، ويضمن انسحابًا كاملًا لجيش الاحتلال، وتدفّقًا حرًّا وآمنًا للمساعدات. إلا أن نتنياهو رفض العرض حينها، ولا يزال يماطل ويُفشل كل الجهود.

وأكدت “حماس” استمرارها في التعاطي الإيجابي والمسؤول مع مسار المفاوضات، في سبيل التوصّل إلى اتفاق ينهي العدوان، ويضمن انسحابًا إسرائيليًا كاملاً، وتدفّق المساعدات دون عوائق، بما يمكّن الشعب الفلسطيني من إعادة الإعمار والعيش بكرامة، مقابل عملية تبادل شاملة للأسرى.

وتتواصل حاليًا في العاصمة القطرية الدوحة جولة جديدة من المباحثات غير المباشرة بين وفد من حركة حماس ووفد إسرائيلي، لمناقشة تفاصيل اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، المستمر منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ومنذ ذلك التاريخ، يواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم مباشر من الإدارة الأميركية، ارتكاب إبادة جماعية ممنهجة في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، في تجاهل واضح للنداءات الدولية، ولأوامر محكمة العدل الدولية المطالِبة بوقف العدوان.

وقد أسفرت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة عن أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، إلى جانب تفشي المجاعة التي أودت بحياة العديد من الضحايا، بينهم أطفال.

المصدر: وكالة شهاب