أصيب فلسطينيان اثنان واعتقل آخرون اليوم السبت خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق في الضفة الغربية، بينها جنين ونابلس والخليل.
وقالت مصادر إن جرافات الاحتلال دمرت عددا من المنازل في مدينة جنين، واعتقلت عددا من الفلسطينيين في قرى عوريف وبيتا وعصيرة القبلية ومادما وزاواتا المحيطة بالمدينة.
كما اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالضرب المبرح على فلسطيني، واحتجزت آخرين، في عمليات دهم واسعة شنتها بالحي الشرقي بجنين.
واقتحمت قوات الاحتلال الحي الشرقي برفقة جرافة عسكرية، وداهمت منازل، واحتجزت عددا من المواطنين واستجوبتهم، وسط تدمير واسع للممتلكات.
كما دمرت جرافات الاحتلال البنية التحتية في منطقة البيادر في مدينة جنين، ونشرت فرق المشاة في شارع نابلس.
ويدخل عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها يومه الـ159، وسط عمليات تجريف وإحراق منازل، وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية، حيث وصل عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى 40 شهيدا، وعشرات المصابين والمعتقلين.
وفي بلدة دورا في الخليل جنوب الضفة الغربية، دهمت قوات الاحتلال عددا من المنازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شبانا فلسطينيين في نابلس، عقب اقتحامها المدينة الليلة الماضية.
يُذكر أنه بالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد 986 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.
مستوطنون يقيمون بؤرة استيطانية على أراضي عصيرة القبلية جنوب نابلس
هذا ونصب مستوطنون، اليوم السبت، خياما في أراضي عصيرة القبلية جنوب نابلس، شمال الضفة المحتلة.
وقال رئيس مجلس قروي عصيرة القبلية حافظ صالح “إن عددا من المستوطنين نصبوا خياما في أراضي القرية من الجهة الشرقية، ومنها في المناطق المصنفة “ب””.
وأشار إلى أن المستوطنين رفعوا لافتات عنصرية تخص عصابات “تدفيع الثمن”، احداها، كتب عليها باللغة العربية “لا مستقبل بفلسطين”.
وأقام المستوطنون بحماية قوات الاحتلال عشرات البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، وسط تصاعد وتيرة الاستيطان والاستلاء على الأرض الفلسطينية.
تدريبات عسكرية للاحتلال في “مسافر يطا” تمهيدًا للتهجير
هذا ويترقّب أهالي 12 تجمّعًا سكانيًا في مسافر يطا جنوب الخليل، جنوب الضفة الغربية، تداعيات قرار إسرائيلي صدر مؤخرًا، يسمح بإجراء تدريبات عسكرية لجيش الاحتلال في منطقة “إطلاق النار 918” بمسافر يطا، جنوب الخليل، جنوبي الضفة الغربية، وهو أمر يمهّد عمليًا لتهجيرهم.
رئيس مجلس قروي مسافر يطا، نضال أبو عرام، يقول في حديث مع “العربي الجديد”، إنهم أُبلغوا بالقرار الصادر عن ما يُعرف بـ”الحاكم العسكري للمنطقة الوسطى”، وذلك عبر المحامية التي تتابع ملف المخططات التفصيلية وطلبات الترخيص في منطقة “إصفيّ”.
ويستهدف القرار الإسرائيلي، بحسب ما أكده أبو عرام، قرى: “جنبا، وخلة الضبع، والمركز، والفخيت، والحلاوة، والمفقرة، والتبان، والمجاز، وصفاي الفوقا، وصفاي التحتا، وبير العد، وخروبة”.
وتعتبر هذه التجمعات وفق أبو عرام، من بين الأشد فقرًا وتهميشًا في الضفة الغربية، ويعتمد سكانها بشكل أساسي على الزراعة وتربية المواشي، وهي محاطة بعدد من المستوطنات والبؤر الاستيطانية، أبرزها، “كرمئيل، وماعون، وأفني حيفتس”، كما أن أهالي المناطق مهددون بالتهجير القسري بموجب قرار صادر عن محكمة الاحتلال في أيار/مايو 2022، بحجة إدراجها ضمن ما يُعرف بمنطقة “إطلاق النار 918″، بهدف تهجير سكانها بحجة الاستخدام العسكري.
ويُهدّد هذا القرار، بحسب أبو عرام، أكثر من 300 منشأة سكنية وزراعية، إلى جانب حظائر المواشي وأربع مدارس، وثلاث عيادات صحية، ومسجدين، ومنشآت عامة وشبكة مياه، ما يعني عمليًا أن الاحتلال يُخطّط لهدم ممتلكات المواطنين في هذه القرى، كما حدث مؤخرًا في خلة الضبع التي هدم الاحتلال فيها على مرحلتين أكثر من 35 منشأة وخيمة ومسكن وحظيرة منذ مطلع الشهر الجاري، واعتبرها منطقة عسكرية مغلقة بعد أن جرى منع أي أحد من خارج الخلّة الدخول إليها.
وحذّر أبو عرام من أن محكمة الاحتلال ستتجه لاحقًا إلى رفض القضايا القانونية المقدمة من الأهالي، والتي تهدف إلى استصدار أوامر احترازية لتجميد قرارات الهدم، بما يشمل المساكن والمدارس والعيادات الصحية، وبالتالي تصبح جميع هذه المنشآت مهددة بالهدم في أي لحظة. وأشار إلى أن “أي جلسات في المحكمة قد تُعقد ستكون صورية فقط، في إطار استكمال الإجراءات القانونية الشكلية قبل إصدار قرارات الرفض تمهيداً للإخلاء والهدم”.
ولفت أبو عرام إلى أن من بين المنشآت المهددة بالهدم مدرسة جنبا، ومدرسة الفخيت، ومدرسة أصفي، إلى جانب عدة عيادات صحية، مؤكداً أن إجراءات الاحتلال القمعية بحق أهالي مسافر يطا لم تتغير، لكنها زادت على الأرض بعد صدور قرار عام 2022 وتفاقمت بشكل كبير بعد بدء الحرب على قطاع غزة، إذ أصبح جميع المستوطنين في البؤر المحاذية للمسافر، جنود في جيش الاحتلال، وينفذون اعتداءات عبر إطلاق النار على السكان بحجة تنفيذ تدريبات عسكرية، باعتبار قرى المسافر “مناطق إطلاق نار”، وذلك عرّض حياة المواطنين للخطر على الدوام.
ويبلغ عدد سكّان التجمعات المستهدفة في قرى المسافر قرابة 2500 نسمة، وهو رقم تراجع في السنوات الأخيرة كون التوسع العمراني لأسر هذه التجمعات يجري خارج حدود المسافر، نتيجة التضييق المستمر من قبل الاحتلال ومنع التوسع الطبيعي، وفق أبو عرام. وقال: “سلطات الاحتلال بدأت فعلياً بتنفيذ خطة الاستيلاء على المسافر عبر ما يسمى الإخلاء الفردي، والذي يتمثل بهدم منازل الأهالي، لا سيما القاطنين في التجمعات الصغيرة والمناطق البعيدة”.
المصدر: عرب 48+موقع الجزيرة