تخليدًا للدماء الزاكية، ووفاءً للتضحيات التي بُذلت من أجل حفظ كرامة الوطن وأهله، أحيا حزب الله الاحتفال التكريمي للشهيد السعيد الذي ارتقى فداءً للبنان وشعبه المجاهد محمد إبراهيم علاء الدين “أبو علي مرتضى” في بلدة مجدل سلم، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب د. علي فياض، إلى جانب عائلة الشهيد وعوائل شهداء، وعلماء دين وفعاليات وشخصيات، وحشود من البلدة والقرى المجاورة.
استُهلّ الاحتفال بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم، ثم ألقى النائب فياض كلمة حزب الله، أشار فيها إلى أن المرحلة التي نمر بها اليوم تستدعي صبرًا وحكمة، وفي الآن نفسه ثباتًا وشجاعة، لأن المخاطر التي يتعرّض لها لبنان، وحجم الاستهداف، وما يُخطَّط من قبل الإسرائيليين والأميركيين، كبير وخطير.
وإذ لفت النائب فياض إلى أن عنوان هذا الاستهداف هو نزع سلاح المقاومة، رأى أن المسألة تتجاوز موضوع السلاح إلى مسار سياسي وأمني واقتصادي يأخذ البلد إلى تموضع آخر يُغيِّر في هويته السياسية ويضرب توازناته الداخلية، ويخضعه للوصاية الخارجية، ويصادر سيادته الأمنية، ويدرجه في شبكة مصالح اقتصادية على المستوى الإقليمي محكومة بالتعاون مع العدو في مجالي الغاز والنفط.
وقال النائب فياض: للأسف، فإن ذلك هو تكرار لأخطاء الماضي، التي تدخل البلد في حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار والتعقيدات الخطيرة، التي لا تراعي خصوصية التركيبة اللبنانية الحساسة والهشّة، والتي تفرض مراعاتها وحمايتها الابتعاد عن هذه التموضعات المتطرفة التي لا تأتلف مع هذه التركيبة، وتتناقض بالأصل مع مصالح البلد.
وتابع النائب فياض: في مقابل هذا، فإن حزب الله يدعو إلى تصوّر أكثر اعتدالًا وواقعية ومسؤولية، يقوم على الالتزام بالقرار الدولي ١٧٠١ وإعلان وقف إطلاق النار وأولوية الانسحاب الإسرائيلي وإيقاف الأعمال العدائية، وإطلاق عملية إعادة الإعمار، وإطلاق الأسرى، ومن ثم إطلاق مسار التعافي الاقتصادي والاجتماعي والإصلاحات السياسية، ومناقشة الاستراتيجية الدفاعية التي تراعي الخصوصية اللبنانية وحاجاته الواقعية والممكنة لحماية أرضه وسيادته والدفاع عن نفسه، مع تأكيدنا على أن الامتداد الطبيعي السياسي والاقتصادي للبنان هو هذه البيئة العربية – الإسلامية إقليميًا، والتي يجب أن نعمل على ترميم علاقات لبنان بها وجعلها على أفضل ما يكون في إطار احترام السيادة وعدم التدخُّل في الشؤون الداخلية.
وختم النائب فياض: على الجميع أن يتذكَّر أن حزب الله هو الحزب السياسي الأكبر شعبيًا في لبنان، وأن وزنه ودوره لا يمكن تجاوزهما، وأن المعيارين الميثاقي والديموقراطي يفرضان التفاهم معه، لهذا نحن نرى أن لبنان على مفترق، ونحن ندعو الجميع للتعاون في سبيل إنقاذ السيادة وإطلاق مسار التعافي وحماية الاستقرار وبناء الدولة.
المصدر: العلاقات الاعلامية
