الخميس   
   25 12 2025   
   4 رجب 1447   
   بيروت 23:39

أمطار قياسية وفيضانات مميتة تهدّد جنوب كاليفورنيا وحالة طوارئ في لوس أنجليس

جدّدت السلطات الأميركية، الخميس، تحذيرها لسكان جنوب ولاية كاليفورنيا من احتمال وقوع فيضانات وارتفاع منسوب الأنهار، في ظل أمطار غزيرة هطلت على المنطقة ولا يُتوقع أن تتوقف خلال يوم عيد الميلاد، وذلك غداة إعلان حالة الطوارئ في مدينة لوس أنجليس ومعظم مناطق جنوب الولاية.

وأوضحت هيئة الأرصاد الجوية الأميركية أن ما يُعرف بـ«النهر الجوي»، المحمّل بكميات كبيرة من بخار المياه، يضرب الولاية وقد يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة واستثنائية. وذكرت أن العاصفة ناجمة عن ظاهرة جوية تُعرف باسم «قطار الأناناس السريع»، وهي انتقال كتل رطبة من المناطق الاستوائية في هاواي إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة.

وبحسب الهيئة، من المتوقع أن تتسبب هذه الظاهرة بهطول كميات من الأمطار خلال الأيام المقبلة تعادل ما يهطل عادة خلال عدة أشهر، محذّرة من احتمال وقوع «فيضانات مفاجئة خطيرة قد تكون مميتة»، ولا سيما في المناطق التي تضررت سابقاً من حرائق الغابات، حيث أصبحت التربة هشّة وغير قادرة على امتصاص المياه.

ووُضع الجزء الجنوبي من الولاية في حالة تأهّب قصوى حتى صباح الخميس، مع توقعات بهطول أمطار تعادل معدلات متساقطات تمتد على أشهر. وفي هذا السياق، أعلن حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم حالة الطوارئ في عدد من المقاطعات، من بينها مقاطعة لوس أنجليس.

وفي شوارع لوس أنجليس، تحدّى بعض المتسوّقين سوء الأحوال الجوية في الساعات الأخيرة التي سبقت عيد الميلاد، إلا أن آخرين فضّلوا البقاء في منازلهم. وقال أحد سكان المدينة لوكالة فرانس برس إن التحذيرات المتكررة والوضع غير الآمن دفعاه إلى إلغاء خطط التنقل، خشية القيادة في هذه الظروف.

وصباح الأربعاء، تسببت الأمطار الغزيرة بسقوط أشجار وإغلاق عدد من الشوارع في لوس أنجليس، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن آلاف السكان. كما أعلنت شرطة المدينة إصدار أوامر إخلاء لأكثر من 200 منزل، إلى جانب توجيه تحذيرات بالإخلاء لأحياء واسعة.

وأفاد مسؤولون محليون بأن فرق الإطفاء نفّذت عمليات إنقاذ لسكان حاصرتهم المياه داخل منازلهم، خصوصاً في مقاطعة سان برناردينو. وصُنّفت مدينة سانتا مونيكا الساحلية وحوض لوس أنجليس ضمن المناطق الأكثر عرضة للخطر.

واشتدت الأمطار صباح الأربعاء، فيما صدر تحذير من احتمال حدوث إعصار في ثلاث مدن تابعة لمنطقة لوس أنجليس، قبل أن يُرفع لاحقاً. وفي موازاة ذلك، جرى تجهيز مراكز إيواء لاستقبال السكان المشمولين بأوامر الإخلاء، وأفادت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» بأن بعض هذه المراكز بدأ فعلياً باستقبال المتضررين.

كما وُضعت المناطق الساحلية في باسيفيك باليسيدز وماليبو في حالة تأهّب قصوى، في وقت لا تزال فيه هذه المناطق تتعافى من حرائق الغابات المدمّرة التي اندلعت في كانون الثاني/يناير الماضي، وسط مخاوف من حدوث انهيارات أرضية نتيجة تشبّع التربة بالمياه.

وحذّرت السلطات من خطر فيضان المجاري المائية، داعية السكان إلى تجنّب القيادة في المناطق المتضررة من لوس أنجليس، ثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة، والتي يبلغ عدد سكانها نحو 3.9 ملايين نسمة يعتمد معظمهم على السيارات في تنقلاتهم اليومية. كما نُبّه إلى خطر انسداد الطرق بالحطام، في ظل تسجيل اختناقات مرورية وإغلاق عدد من المحاور الرئيسية، وفق ما أوردته «لوس أنجليس تايمز».

وفي سلسلة جبال سييرا نيفادا على طول الحدود الشرقية لولاية كاليفورنيا، تساقطت ثلوج بلغ سمكها نحو 30 سنتيمتراً هذا الأسبوع، مع توقعات بأن تصل إلى نحو 152 سنتيمتراً خلال الفترة المقبلة.

وقال خبير الأرصاد الجوية آرييل كوهين إن الفترة الممتدة من ليل الأربعاء حتى الجمعة قد تشهد في مناطق عديدة فيضانات كبيرة وانزلاقات صخرية وانهيارات في التربة، لا سيما في المرتفعات والطرق التي تمر عبر الوديان. وأضاف أن العاصفة ستكون مصحوبة برياح عاتية قد تتجاوز سرعتها 80 كيلومتراً في الساعة.

وحذّر مسؤولو الأرصاد من أن «مزيج التربة المشبعة بالمياه والرياح القوية سيؤدي إلى احتمال واسع لسقوط الأشجار وأعمدة الطاقة»، مشيرين إلى أن الأرواح والممتلكات تواجه خطراً كبيراً. وذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن ثلاثة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم نتيجة الأحوال الجوية، بينهم شخص قضى إثر سقوط شجرة.

ولا تزال بعض أحياء لوس أنجليس تعاني من آثار حرائق الغابات التي اندلعت في كانون الثاني/يناير 2025، وأسفرت عن مقتل 31 شخصاً وتدمير أكثر من 16 ألف مبنى. ويؤكد العلماء أن الظواهر المناخية المتطرفة باتت أكثر تواتراً وحدّة بسبب التغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية.

المصدر: أ.ف.ب.