الخميس   
   25 12 2025   
   4 رجب 1447   
   بيروت 19:32

 “إسرائيل” في قاع مؤشر السمعة العالمي

أظهر مؤشر عالمي جديد أن كيان العدو الاسرائيلي حلّ في ذيل ترتيب الدول عالميًا من حيث صورتها الخارجية وسمعتها الدولية خلال عام 2025، مسجلة تراجعًا بنسبة 6.1%، وهو الانخفاض الأشد منذ إطلاق المؤشر قبل نحو عشرين عامًا، وذلك للعام الثاني على التوالي.

وجاء ذلك بحسب مؤشر “براند الدول العالمي” (NBI) الذي نشرته صباح اليوم الخميس، منصة BrandIL وهي مبادرة تعمل على تسويق صورة إسرائيل عالميًا، والذي صنّف إسرائيل في المرتبة الأخيرة تقريبًا، في وقت دخلت فيه السلطة الفلسطينية المؤشر للمرة الأولى.

وبيّن المؤشر أن صورة الكيان تواصل التراجع منذ الحرب على غزة، إذ حلّت في عام 2022 بالمرتبة 44 من أصل 46 دولة، وفي عام 2023 بالمرتبة 46 من أصل 60، قبل أن تسجل في 2025 أسوأ أداء لها منذ تأسيس المؤشر.

وأشار التقرير إلى أنه بخلاف العام الماضي، لم تقتصر الانتقادات الدولية هذا العام على الحكومة الإسرائيلية أو الجيش، بل امتدت لتشمل المجتمع الإسرائيلي نفسه، الذي بات يُنظر إليه باعتباره “مسؤولًا مباشرًا” عمّا يجري في قطاع غزة.

وأضاف التقرير أن “المواطن الإسرائيلي بات ينظر إليه في دول كثيرة بوصفه شخصا غير مرغوب فيه”، في تحول غير مسبوق في طبيعة المواقف العالمية.

ووفق المؤشر، ينظر أبناء جيل Z، ولا سيما في الدول الغربية، إلى إسرائيل باعتبارها رمزًا استعماريًا سامًا ومنفصلًا عن القيم الليبرالية، مع تآكل واضح في الفصل بين سياسات الحكومة وتنوّع آراء المواطنين.

وبيّن التقرير أن علامة “صنع في إسرائيل” (Made in Israel) تعرضت لضرر مباشر، في ظل مؤشرات على مقاطعة فعلية للسلع والخدمات الإسرائيلية في عدد من الأسواق العالمية.

وحذّر من أن هذه الاتجاهات قد تفضي إلى أضرار اقتصادية واسعة، تشمل تراجع الثقة العالمية، انخفاض الاستثمارات الأجنبية، تراجع السياحة، التأثير على التصنيف الائتماني، والمس بمكانة إسرائيل كدولة “شرعية” في النظام الدولي.

وأشار التقرير إلى أن المؤشرات الموضوعية للكيان – مثل الناتج الفردي، متوسط العمر، ومستويات التعليم – تضعها ضمن العشر الأوائل عالميًا، إلا أنها فعليًا تُصنَّف في المؤشر وهو ما قد يؤدي إلى تآكل إنجازاتها الاقتصادية والتكنولوجية على المدى البعيد.

ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة، الحليف الأبرز لإسرائيل، تواصل بدورها التراجع في صورة “العلامة الوطنية” عالميًا، وهي عملية بدأت مع تولي إدارة ترامب مهامها مطلع العام.

وبيّن مؤشر NBI 2025 أن الكيان جاءت في المرتبة الأخيرة (50) في ثلاثة مجالات رئيسية: التعاطف الإنساني، حيث وُصف الإسرائيليون بأنهم “غير محبوبين” مع تصاعد مشاعر النفور؛ ونظرة جيل Z، الذي يرى في إسرائيل دولة “غير شرعية”؛ وتصدير المنتجات، حيث سُجّل تراجع حاد يعكس موقفًا سلبيًا متزايدًا من المنتجات الإسرائيلية.

وأظهر المؤشر أن الدول الأكثر تعاطفًا مع الصهاينة هي البرازيل، الولايات المتحدة، والهند، فيما جاءت اليابان في أدنى مراتب التعاطف، تلتها السويد وبولندا، ثم بريطانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية وإيطاليا.

وشمل البحث، الذي أُجري خلال شهري آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر 2025، 40 ألف مشارك من 20 دولة تمثل نحو 70% من سكان العالم، ويُعد الأحدث في تقييم مكانة كيان الاحتلال بعد عامين من الحرب على غزة.

وذكر التقرير أن العدو أُدرج قبل عام كعضو كامل في المؤشر العالمي ضمن تعاون مع مبادرة BrandIL، التي حصلت على حقوق بيانات المؤشر كاملة، فيما أُدرجت السلطة الفلسطينية لأغراض المقارنة والمتابعة.

المصدر: عرب 48