الثلاثاء   
   23 12 2025   
   2 رجب 1447   
   بيروت 14:13

هدوء نسبي في حلب بعد مواجهات بين الاكراد وقوات الأمن ولقاءات عسكرية سورية في “نبع السلام”

شهدت مدينة حلب، الثلاثاء، هدوءًا نسبيًا بعد سلسلة اشتباكات وقصف متبادل بين “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لـ“قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والجيش السوري، تركزت في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية، ودواري الليرمون وشيحان شمالي المدينة.

تزامن الهدوء مع تقارير عن مفاوضات بين الطرفين لوقف إطلاق النار ومنع استهداف المناطق المدنية، عقب ساعات من التوتر الأمني الذي طال أحياء واسعة من حلب.

وأكد مصدر عسكري دخول تهدئة مؤقتة حيز التنفيذ قبل نحو ساعة، مشيرًا إلى أن الهدنة تهدف للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار نهائي، على أن تُستأنف العمليات العسكرية في حال فشل المباحثات.

من جانبها، نقلت “الإخبارية السورية” عن إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع قولها إن قيادة أركان الجيش أصدرت أمرًا بإيقاف استهداف مصادر النيران التابعة لـ“قسد” بعد تحييد عدد منها، والعمل على تضييق بؤرة الاشتباك بعيدًا عن المناطق السكنية، مع التزام الجيش بعدم تغيير خطوط السيطرة والاكتفاء بالرد على مصادر النيران.

وفي المقابل، أصدرت “قوى الأمن الداخلي” توجيهات لقواتها بإيقاف الرد على هجمات ما أسمتها فصائل حكومة دمشق، تلبية لاتصالات التهدئة الجارية.

وأفادت مصادر محلية بتعرض مناطق قريبة من حيي الشيخ مقصود والأشرفية، إضافة إلى أحياء وسط المدينة مثل الجميلية، لقصف عشوائي من قبل “أسايش”، فيما سُمعت دوي قذائف وإطلاق نار في عدة أحياء، بالتوازي مع تحركات مكثفة لسيارات الإسعاف.

وفي ضوء الأوضاع الراهنة، أعلن محافظ حلب عزام غريب تعطيل الدوام مؤقتًا في جميع المدارس والجامعات والدوائر الحكومية في مركز المدينة يوم الثلاثاء 23 كانون الأول، مع استثناء العاملين في الجهات التي تقتضي طبيعة عملها تقديم الرعاية الطبية والخدمات الطارئة.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا إن ما جرى ليس المرة الأولى التي تحاول فيها “قسد” إفشال اتفاق 10 آذار، متهمًا إياها بسحب عناصرها من الحواجز المشتركة وإطلاق النار على الجيش، واستهداف أحياء سكنية مكتظة ومستشفى “الرازي”.

ومن جهتها، نفت “قسد” في بيان الاتهامات الموجهة إليها من الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للحكومة السورية، مؤكدة أنها سلمت نقاطها لـ“قوى الأمن الداخلي” وفق اتفاقية الأول من نيسان، محملة الحكومة مسؤولية ما يجري. وأوضحت أن القصف الذي طال الأحياء السكنية ناتج عن نشاط “فصائل حكومة دمشق”، متهمًا الحكومة بابتداع الأزمات عبر حصار حيي الشيخ مقصود والأشرفية وارتكاب اعتداءات على المدنيين. وأشارت إلى أن الهجمات أسفرت عن مقتل امرأة وإصابة 17 مدنيًا بجروح متفاوتة.

وشهدت حلب الاثنين 22 كانون الأول اشتباكات في محيط حيي الأشرفية والشيخ مقصود امتدت إلى أحياء أخرى، مع سماع دوي إطلاق نار وقذائف، وإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى مناطق الليرمون ودوار شيحان وحيي الشيخ مقصود والأشرفية، ومنع حركة المرور في محيط جامع الرحمن وجسر تشرين.

وأفادت قناة “الإخبارية السورية” الرسمية أن قناصة تابعين لـ“قسد” استهدفوا حاجزًا للأمن الداخلي قرب دوار شيحان، فيما طال إطلاق النار محيط المنطقة، في سياق تبادل الاتهامات بين الطرفين.

معاون وزير الدفاع السوري يجري اجتماعًا موسعًا في منطقة نبع السلام لمتابعة جاهزية الجيش

أجرى معاون وزير الدفاع السوري للمنطقة الشمالية، العميد فهيم عيسى، وبحضور قائد الفرقة 72 في الجيش السوري، العميد عقيل عامر، وعدد من الضباط القادة، اجتماعًا موسعًا في منطقة نبع السلام.

وذكرت وزارة الدفاع في منشور عبر قناتها على تلغرام أن الاجتماع تناول آخر التطورات الميدانية، وجاهزية وانتشار التشكيلات العسكرية في المنطقة.

يُذكر أن العميد فهيم عيسى قام في 22 آب الماضي بزيارة تفقدية إلى قيادة الفرقة 60 للاطلاع على واقع عملها والجاهزية العسكرية والإدارية فيها، كما أجرى في 13 أيار الماضي جولة تفقدية للقوات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع في مناطق شرق الفرات.

وتندرج هذه الاجتماعات والزيارات ضمن جولات ميدانية تهدف إلى متابعة مستوى الاستعداد القتالي والإداري في تشكيلات الجيش السوري.

المصدر: عنب بلدي + وزارة الدفاع السورية