أعلنت السلطات الأميركية، الأحد، توقيف شخص في إطار التحقيق في حادثة إطلاق النار التي وقعت في جامعة براون وأسفرت عن مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين، في أحدث حوادث مماثلة تستهدف المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة.
وأطلق رجل النار، السبت، في أحد مباني الجامعة العريقة في بروفيدنس، رود آيلاند، أثناء إجراء الامتحانات، ما أدى إلى عزل الطلاب داخل الحرم الجامعي والبحث عن المشتبه به لساعات طويلة.
وخلال مؤتمر صحافي صباح الأحد، أعلن رئيس بلدية بروفيدنس، بريت سمايلي، توقيف “شخص موضع اهتمام” ورفع إجراءات الإغلاق.
وقال سمايلي: “أتقدّم بجزيل الشكر للنساء والرجال من خدمة إنفاذ القانون الذين عملوا بلا كلل طوال الليل لتحقيق ما وصلنا إليه”.
من جهته، أوضح الكولونيل في الشرطة، أوسكار بيريز، أن السلطات لم تعد تبحث “في هذه المرحلة” عن أي شخص آخر مرتبط بالحادث.
وغادر أحد المصابين التسعة المستشفى، بينما لا يزال أحدهم في حالة خطرة، في حين الوضع الصحي للسبعة الآخرين مستقر.
وقالت كايتي صان، شاهدة على الحادث، لصحيفة “براون ديلي هيرالد” الطلابية، إنها كانت تدرس في مبنى مجاور حين سمعت إطلاق النار، فهرعت إلى سكنها الجامعي تاركة متعلقاتها وراءها، مضيفة: “بصراحة، كان الأمر مرعبًا جدًا. بدت الطلقات وكأنها آتية من اتجاه قاعات التدريس”.
وكان الطالب ليدل داير يعمل في النادي الرياضي وقت وقوع الحادث، وفقًا لشبكة “سي إن إن”. وقال: “جمعنا كل الموجودين وأخذناهم إلى الطابق العلوي وأطفأنا الأنوار وأنزلنا الستائر”، مشيرًا إلى أنه اختبأ في الظلام مع 154 شخصًا آخر.
ونشرت الشرطة مقطع فيديو مدته عشر ثوان يظهر المشتبه به من الخلف وهو يسير بخطى سريعة في أحد الشوارع الخالية بعد فتحه النار داخل قاعة تدريس في الطابق الأول.
وأكد سمايلي في تصريحات لشبكة “سي إن إن” أن “الحادثة مروعة بالفعل، وقد اضطر كثير من الطلاب للاختباء لساعات طويلة وهم تحت الصدمة”.
وأفاد مسؤولون في الشرطة عن تأجيل الامتحانات النهائية المقررة الأحد.
وأكّدت رئيسة جامعة براون، كريستينا باكسون، في رسالة أن جميع الضحايا الـ11 من الطلاب، مشيرة إلى أن “الأفراد التسعة الذين نُقلوا إلى مستشفيات محلية هم جميعهم طلاب، وخسرنا طالبين نتيجة العنف الناجم عن الأسلحة”.
ويُعدّ هذا الحادث الأحدث ضمن سلسلة طويلة من الهجمات على المدارس والجامعات الأميركية، حيث تواجه محاولات تقييد اقتناء الأسلحة النارية عوائق سياسية.
وقال سمايلي: “ينبغي ألا يكون هذا الأمر شائعًا، ولا ينبغي أن تضطر المجتمعات المحلية للاستعداد لمثل هذه الحوادث. لم أتخيل يومًا أن يحدث شيء كهذا في بروفيدنس، رغم كل الاستعدادات التي اتخذناها”.
وذكرت بيانات “أرشيف عنف الأسلحة النارية” (Gun Violence Archive) أن الولايات المتحدة شهدت أكثر من 300 حادث إطلاق نار جماعي هذا العام، وتشمل الحوادث التي تُستخدم فيها الأسلحة النارية وتؤدي لإصابة أربعة أشخاص أو أكثر.
وقع إطلاق النار في مبنى باروس وهولي الذي يضم أقسام الهندسة والفيزياء في الجامعة، والتي يدرس فيها نحو 11 ألف طالب، حيث كانت تُجرى العديد من الامتحانات عند وقوع الحادث.
وأصدرت الجامعة تنبيهًا عند الساعة 16:22 (21:22 ت.غ) مفاده وجود “مسلح نشط بالقرب من قسم باروس وهولي للهندسة”، مطالبة الجميع بـ”إغلاق الأبواب والهواتف والاحتماء حتى إشعار آخر”.
وتوافد عناصر إنفاذ القانون إلى الموقع بسرعة، فيما أفادت محطة الأخبار المحلية “دبليو بي آر آي” بوجود آثار دماء وملابس على أحد الأرصفة.
وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنه أُبلغ بالحادث، واصفًا إياه بـ”الأمر المروع”، مضيفًا: “كل ما يمكننا فعله الآن هو الصلاة من أجل الضحايا”.
وكان أسوأ حادث إطلاق نار في تاريخ المؤسسات التعليمية الأميركية قد وقع في جامعة فيرجينيا للتكنولوجيا في 16 نيسان/أبريل 2007، حين قتل طالب كوري جنوبي 32 شخصًا وأصاب 17 آخرين قبل أن ينتحر.
المصدر: أ.ف.ب.
