الثلاثاء   
   09 12 2025   
   18 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 19:32

مزارعو اليونان يصعّدون احتجاجاتهم ويشلّون الطرق والمطارات رفضاً لتأخر المساعدات الأوروبية

يواصل مزارعون غاضبون في اليونان الضغط على الحكومة، وأبقوا الثلاثاء عدداً من الطرق في مختلف أنحاء البلاد مغلقاً بواسطة أكثر من 20 ألف جرار، وذلك بعد اقتحامهم مطارين دوليين في جزيرة كريت وتعطيل حركة الطيران فيهما.​

وقال نائب رئيس اتحاد الجمعيات الزراعية في لاريسا وسط اليونان، سقراطيس أليفتيراس، لوكالة فرانس برس، إن أكثر من 20 ألف جرار، وربما يصل العدد إلى نحو 25 ألف جرار، منتشرة حالياً على الطرق الرئيسية في البلاد، مضيفاً أن هناك اليوم 55 نقطة إغلاق في أنحاء اليونان. وتُظهر صور من محيط مدينة كارديتسا في قلب المنطقة الزراعية الرئيسية إغلاق الطريق السريع بالكامل بواسطة مئات الجرارات، بينما يبقى الطريق السريع بين أثينا وسالونيكي مغلقاً جزئياً مع تحويل السير إلى طرق بديلة، وفق ما نقلته الشرطة.​

ومنذ الربيع، يطالب مربو الماشية والمزارعون في اليونان، ولا سيما في جزيرة كريت جنوباً، بتمكينهم من الاستفادة من المساعدات الأوروبية التي تعطّل صرفها تحقيقات جارية في فضيحة احتيال بملايين اليوروهات مرتبطة بدعم الاتحاد الأوروبي للقطاع الزراعي.

ويؤكد المزارعون أن أسعار منتجاتهم متدنية إلى حدّ يجعل تكلفة الإنتاج أعلى من الدخل، إذ يقول فايوس تسياكماكيس، العامل في زراعة التبغ والقطن، خلال تظاهرة قرب مدينة كارديتسا، إن أسعار المنتجات “مهينة” إلى درجة تعجزهم عن تغطية كلفة الزراعة، فيما يشدد مزارع القطن والمتحدث باسم المتظاهرين يوردانيس يوانيديس في مسيرة للجرارات قرب لاريسا على أن القطاع وصل إلى “الحضيض”.​

ويصف المزارع إيفريبيديس كاتساروس مطالب المزارعين بأنها مسألة “صمود”، مشيراً إلى أن إنتاجه من الإجاص يكلفه 31 ألف يورو سنوياً، بينما لا يدرّ عليه سوى 27 ألف يورو، في مثال يعكس الفارق المتزايد بين الكلفة والعائد لدى شريحة واسعة من المزارعين.

وفي أيار/مايو الماضي، اتّهم مدعون في الاتحاد الأوروبي آلاف الأشخاص بتقديم طلبات للحصول على مساعدات لأراضٍ لا يملكونها وبالمبالغة في أعداد الماشية، فيما تشير تقديرات مسؤولين يونانيين إلى أن الطلبات الزائفة تجاوزت قيمتها 30 مليون يورو ضمن برامج “السياسة الزراعية المشتركة”.​

في جزيرة كريت، استأنف مطار هيراكليون الدولي عملياته صباح الثلاثاء بعدما اقتحمه عشرات المزارعين، ما أدى إلى إلغاء ثلاث رحلات وتأخير عدد من الرحلات الاثنين والثلاثاء، قبل أن تُعلن عودة الحركة إلى طبيعتها تدريجياً.

وأُرسلت تعزيزات من شرطة أثينا إلى الجزيرة، بحسب قناة “إي آر تي”، عقب اشتباكات بين المزارعين والشرطة في أكبر جزر اليونان، تخللتها رشق بالحجارة واستخدام للغاز المسيل للدموع.​

وتؤكد الحكومة اليونانية أن أي مزارع يستحق المساعدات لن يخسر أموالاً بعد استكمال التحقيقات، مشددة على أن الهدف هو ملاحقة المستفيدين غير الشرعيين من أموال الدعم الأوروبي وحماية المزارعين الفعليين.

وأكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الاثنين أن حكومته منفتحة على الحوار مع ممثلي المزارعين، لكنه حذّر في الوقت نفسه من المبالغة في الاحتجاج وإغلاق الطرق والمنشآت الحيوية بما يضر بالاقتصاد والحياة اليومية.​

المصدر: أ.ف.ب.