الجمعة   
   12 12 2025   
   21 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 02:28

“تخزين النوم”هل سمعت به من قبل..ما هي فوائده؟

يتفق الخبراء على أن مقدار النوم الموصى به للبالغين يتراوح بين 7 و 9 ساعات كل ليلة، وأن الذهاب إلى النوم والاستيقاظ في الوقت ذاته كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، يُعد الطريقة الأمثل لنوم مريح.

لكن ماذا لو تداخلت ظروف الحياة الحقيقية ببعضها البعض؟ هنا يأتي دور “تخزين النوم”.

تُعرف هذه الممارسة في الأدبيات العلمية باسم “تمديد النوم”، وهي “ممارسة اتباع جدول نوم صحي للغاية وتخصيص وقت لمدة نوم كافية بحيث يمكن للشخص بناء قدرته على التحمّل أثناء دخوله فترات من نقص النوم”، بحسب ما ذكرته الدكتورة ريبيكا روبينز، اختصاصية النوم في مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن وأستاذة مساعدة في كلية الطب بجامعة هارفارد.

وأوضحت روبينز أن تخزين النوم عبارة عن ممارسة توصي بها فقط الأشخاص الذين لديهم جداول عمل أو قيود أخرى تَحدّ من قدرتهم على النوم.

تشمل هذه الفئة الأطباء وأفراد الجيش المكلّفين بمهام حرجة لا تترك لهم وقتاً كافياً للنوم، حيث أن تخزين النوم يُستُخدم للمحافظة على صحتهم قدر الإمكان خلال الأوقات الصعبة.

وقد تعود هذه الممارسة بالنفع أيضاً على أشخاص آخرين ممن يعانون من أنماط نوم مضطربة، مثل الطلاب قبل الامتحانات الدراسية، والمهنيين المقبلين على فترات عمل مزدحمة.

ما الذي يمكن أن يقدمه تخزين النوم؟

إذا كنت تحتاج إلى منبّه أو وسيلة أخرى للاستيقاظ، فربما لا تحصل على قدر كافٍ من النوم، وفقاً لما ذكرته الدكتورة يو-إيل جو، وهي طبيبة وباحثة في النوم وأستاذة علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة واشنطن في مدينة سانت لويس الأمريكية.

ربما اعتاد العديد من الأشخاص المحرومين من النوم على ذلك، إذ قالت جو: “غالبيتنا يستخدم المنبّهات للاستيقاظ. وأنا كذلك. هذا ليس تقصيراً أخلاقياً”.

لكن مصطلح “تخزين النوم” يُعد مضللا بعض الشيء”، موضحة: “لا يمكنك حقاً تخزين النوم، لكن يمكنك سداد الدين”. والأمر يشبه استخدام بطاقة ائتمان، حيث تسدد جزءاً من رصيد دين النوم، أو تبقى مستيقظاً لفترة أطول.

أوضحت جو أنه عندما يعرف الناس أنهم لن يحصلوا على نوم كافٍ لاحقاً، يمكنهم بذل جهد للنوم أكثر في الليالي السابقة لتلك الفترة. ويبدأ ذلك في سداد الدين القادم قبل يوم أو يومين، لكن من الأفضل المحاولة قبل أسبوع على الأقل للحصول على نتائج أفضل.

وأشارت إلى أن “االاستيقاظ في الوقت ذاته يوميًا مفيد جدًا لإيقاعاتنا اليومية.مع السماح لنفسك بالنوم مبكرًا للحصول على وقت نوم أطول”.

ذكر روبينز أنه إذا كنت تريد تجربة تخزين النوم لفترة ما، فيجب البدء بروتين نومك بشكل أبكر، بمقدار 15 دقيقة أبكر من موعد النوم المعتاد كل ليلة قبل فترة الحرمان من النوم، إذ يسمح ذلك بإضافة نحو ساعة ونصف أسبوعياً من الوقت الإضافي الذي يمكنك قضاؤه في النوم تدريجياً.

ما الذي لا يستطيع تخزين النوم فعله؟

أشارت جو إلى أنه رغم أن الدراسات تُظهر أن تخزين النوم يمكن أن يحسّن الإدراك، إلا أن هذه الممارسة لم تُثبت فائدتها في مهام الوظائف التنفيذية المطلوبة لإدارة المهام اليومية.

كما ينبغي تجنّب تخزين النوم لدى من يعانون من الأرق، خاصة أن بقاء الشخص مستيقظاً لفترات طويلة لا يعالج عدم القدرة على النوم، وقد يؤدي إلى المزيد من الإحباط.

لا تفعل ذلك طوال الوقت

بالنسبة للأشخاص الذين لديهم أنماط نوم صحية نسبياً، يمكن أن يساعد تخزين النوم في اجتياز جدول زمني قادم ينطوي على نقص في النوم، وفقاً لما ذكرته روبينز. لكن بعد تجاوز هذه الفترة، من المهم العودة إلى جدول نوم طبيعي في أسرع وقت ممكن.

المصدر: سي ان ان