الجمعة   
   05 12 2025   
   14 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 13:03

السيد فضل الله: نراهن على وعي اللبنانيين لمنع الانزلاق وعدم منح العدو ما لم ينله في الحرب

اعتبر السيد علي فضل الله في خطبة صلاة الجمعة،”ان العدوان المستمرّ على لبنان وهو إذا انكفأ في الأيّام القليلة الماضية نسبيًّا فقد كان إفساحًا في المجال لزيارة البابا إلى لبنان، ولكنّه عاد لتصعيد عدوانه بمجرّد مغادرة طائرته الأراضي اللّبنانيّة بالتّحليق المكثّف لمسيّراته الّتي وصلت طلعاتها إلى بيروت وضاحيتها الجنوبيّة وفي الاعتداءات اليومية على قرى الشّريط الحدوديّ وعودة الإنذارات للعديد من القرى الجنوبيّة والغارات الّتي شنّت عليها الّتي شهدناها بالأمس وأدّت إلى ترويع أهاليها وتهديم عدد من الأماكن السّكنيّة والّذي يواكب بسيل من التّهديدات الّتي يطلقها قادة العدوّ السّياسيّين والأمنيّين بعمل عسكريّ وشيك على لبنان… وقد أصبح من الواضح أنّه يهدف من ورائه إلى مزيد من الضّغط على الدّولة اللّبنانيّة وعلى اللّبنانيّين للقبول بإملاءاته”.

واضاف “في هذا الوقت يأتي قرار الدّولة اللّبنانيّة برفع مستوى التّمثيل في اللّجنة المكلّفة بوقف إطلاق النّار والّذي أرادت منه نزع ذرائع العدوان وإيقاف موجة التّصعيد الّتي باتت مصدر قلق اللّبنانيّين وهي في ذلك حرصت على إبقاء المفاوضات في الإطار الّذي حدّدته بإيقاف العدوان وانسحاب العدوّ من الأراضي الّتي احتّلّها واستعادة الأسرى وإعمار ما تهدّم، لكنّنا لا نرى أنّ رفع مستوى التّفاوض سوف يجعل العدوّ يتراجع عن عدوانه المستمرّ، والّذي عبّر عنه في تصعيده بالأمس بعد اجتماع اللّجنة المكلّفة بوقف إطلاق النّار، وظهر جليًّا في تعليقات المسؤولين الإسرائيليّين عقب اجتماع التّفاوض، بأنّ العدوّ يريد الذّهاب إلى أبعد ممّا تريده الدّولة اللّبنانيّة بل يسعى من وراء ذلك للتّعاون والتّطبيع في المجال الاقتصاديّ وفرض منطقة عازلة يريدها العدوّ تحت عنوان أمنيّ واقتصاديّ تبقى له حريّة الحركة في الدّاخل اللّبنانيّ وفي كلّ وقت يرى فيه تهديدًا له مستفيدًا في ذلك من اختلال موازين القوى والتّغطية الّتي تأمّنت له”.

وشدد السيد فضل الله على ضرورة ان “تتنبه الدّولة اللّبنانيّة لكلّ هذه المحاذير والمخاطر، لأداء الدّور المطلوب منها في حفظ سيادة هذا البلد وصيانة حدوده وعدم المسّ بحبّة تراب منه، وأن تستفيد من كلّ تجارب التّفاوض في الماضي والحاضر مع هذا العدوّ بأنّه لا يلتزم بوعوده ومواثيقه وسرعان ما يتنصّل منها ليطالب بشروط جديدة، ولا سيما في هذه المرحلة بحيث يريد أن يأخذ ولا يعطي”.

واكد انه”سنبقى نراهن على الواعين في هذا الوطن والحريصين عليه لمنع الانزلاق إلى ما قد يريده العدوّ وما قد يسعى إليه وأن لا يحصل من المفاوضات على ما لم يستطع الحصول عليه في الحرب.

ودعا السيد فضل الله اللّبنانيّين إلى “مزيد من التّماسك في هذه المرحلة وتحصين ساحتهم الدّاخليّة ومنع العدوّ من العبث فيها من خلال بثّ إشاعات أو افتراءات يسعى إلى بثّها لإحداث فتن داخليّة. إنّ على اللّبنانيّين أن يكونوا أكثر وعيًا لمخطّطات هذا العدوّ الّذي لا يستهدف طائفة أو مذهبًا بل يسعى في كلّ ما يقوم به إلى الإمساك بالوطن كلّه ويتعدّاه إلى المنطقة كلّها”.

وعن غزّة، قال السيد فضل الله :ان”العدوّ يواصل عدوانه عليها ضاربًا بعرض الحائط اتّفاق وقف إطلاق النّار باستهدافه المدنيّين والأطفال والصّحافيّين ووضع عراقيل أمام المساعدات ليسهل عليه ذلك مشروعه بتهجير أهاليها، فيما هو يواصل عمليّات الاعتقال واغتيال النّاشطين في الضّفّة الغربيّة.

اضاف إنّنا في الوقت الّذي نحيّي الشّعب الفلسطينيّ الّذي يصرّ على الصّبر والثّبات رغم كلّ ما يتعرّض له… نجدّد دعوتنا للدّول العربيّة والإسلاميّة لدعم هذا الشّعب والوقوف معه ومنع استفراده فيما ندعو الدّول الرّاعية إلى القيام بمسؤوليّتها بالضّغط على العدوّ الصّهيونيّ للوفاء بالتزاماته”.

وتوقف عند الزّيارة الّتي قام بها بابا الفاتيكان”والّتي توحّد عليها كلّ اللّبنانيّين بكلّ طوائفهم ومذاهبهم ومواقعهم السّياسيّة”، آملا “أن تترك آثارها على اللّبنانيّين بحيث تسهم في تعزيز الوحدة الدّاخليّة ولغة الحوار الّذي نريده بين الدّيانات السّماوية، والتّلاقي على القيم الرّوحيّة والإنسانيّة والأخلاقيّة والعمل للسّلام المبنيّ على العدالة واستعادة الحقوق ورفع كاهل الاحتلال”.

المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام