الثلاثاء   
   02 12 2025   
   11 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 17:57

عفو رئاسي أمريكي عن رئيس هندوراس السابق المدان بتهريب الكوكايين يثير جدلا

غادر رئيس هندوراس السابق خوان أورلاندو هيرنانديز السجن في الولايات المتحدة بعدما أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عفوا رئاسيا عنه، رغم إدانته بالمساعدة في تهريب نحو 400 طن من الكوكايين إلى الأراضي الأميركية، كما أعلنت زوجته الثلاثاء مؤكدة أنه “استعاد حريته” بعد الإفراج عنه من سجن في ولاية فيرجينيا الغربية.

وذكر موقع مكتب السجون الأميركي بيانات عن الإفراج عن سجين بمواصفات تتطابق مع هيرنانديز من حيث الاسم والعمر، ما عزز تأكيدات العائلة ومحامي الدفاع بشأن العفو والإفراج.​

وكان هيرنانديز، الذي تولى رئاسة هندوراس بين عامي 2014 و2022، قد أُدين في الولايات المتحدة بتسهيل استيراد نحو 400 طن من الكوكايين، وحُكم عليه العام الماضي بالسجن 45 عاما وغرامة مالية قدرها 8 ملايين دولار، في واحدة من أبرز قضايا تهريب المخدرات المتصلة بمسؤول رفيع في أميركا الوسطى.

وجاء العفو الرئاسي المفاجئ بعد أيام من إعلان ترامب عزمه منح “عفو كامل” عن هيرنانديز، رغم أن الرئيس الأميركي جعل من “الحرب على تهريب المخدرات” في أميركا اللاتينية محورًا رئيسيًا في ولايته الثانية، وأمر بنشر قوات بحرية وجوية في جنوب الكاريبي وتعزيز عمليات استهداف قوارب يُشتبه في حملها للمخدرات.​

يتزامن قرار العفو مع توجيه أوامر عسكرية أميركية بتكثيف قصف وتفجير قوارب صغيرة في منطقة البحر الكاريبي، بحجة نقلها شحنات مخدرات نحو السواحل الأميركية، في عمليات يقول خبراء قانونيون دوليون إنها قد تثير إشكالات قانونية بشأن شرعيتها وحدود استخدام القوة في عرض البحر.

ويثير هذا التناقض بين تشديد الخطاب الرسمي على مكافحة الاتجار بالمخدرات من جهة، ومنح عفو كامل عن رئيس سابق أدين بدور محوري في شبكات التهريب من جهة أخرى، انتقادات داخلية وخارجية لسياسات إدارة ترامب في هذا الملف.​​

ويأتي العفو عن هيرنانديز في لحظة سياسية حساسة في هندوراس، حيث تشهد البلاد انتخابات رئاسية متقاربة النتائج، إذ يتقدم المرشح اليميني نصري عصفورة بفارق ضئيل لا يتجاوز 515 صوتا عن منافسه، في مشهد وصفته السلطات الانتخابية بأنه “تعادل تقني” بانتظار استكمال الفرز.

ويُعد هيرنانديز من قادة الحزب نفسه الذي ينتمي إليه عصفورة، وقد حكم البلاد لولايتين متتاليتين قبل تسليمه إلى الولايات المتحدة، ما يجعل العفو عنه عاملا إضافيا في الجدل السياسي الداخلي حول نفوذ النخب التقليدية وعلاقتها بواشنطن.​

ويلعب ترامب دورا علنيًا في انتخابات هندوراس من خلال دعمه القوي لنصري عصفورة، الذي يحظى بتأييد الرئيس الأميركي باعتباره مرشحا يمينيا قريبا من توجهات واشنطن المحافظة.

وحذّر ترامب مساء الثلاثاء من “الانتقام” ممن يحاول “تغيير النتائج”، ما اعتبرته أطراف في هندوراس، بينها مرشحة الحزب الحاكم ريشي مونكادا، تدخلا مباشرًا في العملية الانتخابية ومحاولة للتأثير على مسار الفرز وشرعية النتائج.​

المصدر: أ.ف.ب.