الجمعة   
   21 11 2025   
   30 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 15:51

الشيخ الخطيب: هل الاستقلال هو بالخضوع لإرادة العدو؟

اشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في خطبة الجمعة الى اننا “نرى بعض الأصوات التي تبرر للعدو الإسرائيلي عدوانه، وتبرر له هذه الوحشية وهذا التجاوز لكل قرارات الأمم المتحدة ولكل الأعراف الدولية، و بعد ان التزم لبنان بكل موجبات هذا القرار  والاتفاق على تطبيق القرار الدولي 1701 .

وتابع الشيخ الخطيب متسائلا:” ما هو المبرر لهذه الأصوات؟ وما هي الوطنية؟ والبلد يتعرض لحرب أكلت الأخضر واليابس، أمام هذا العدو أن تأتي فئة لبنانية وتبرر للعدو الإسرائيلي استمرار عدوانه”.

وقال :”نحن على موعد قريب من عيد الاستقلال الوطني، أين هو الاستقلال؟ نحن لم نشعر بالاستقلال منذ قيام هذا العدو على حدودنا واحتلاله لفلسطين والذي كان يتعرض دائما بالعدوان على قرانا في الجنوب وتتعرض قرانا للمجازر وأهلنا للتهجير، منذ أول يوم كان العدوان على لبنان مصاحباً ومزامناً للعدوان والإحتلال لفلسطين”.

وسأل الشيخ الخطيب “هؤلاء الذين يتغنون بلبنان وبالسيادة”: كيف يكون الاستقلال وكيف تكون السيادة؟ بالارتباط  بالخارج و بالدفاع عن العدو؟ وبمواجهة أهلهم ومواطنيهم بدل أن يكونوا معهم في وقت الشدة حينما يتعرض لبنان للعدوان ويتعرض أهله للضغوط، بل يساهمون للأسف مع هذا العدو في هذا الضغط على هذه الفئة من اللبنانيين التي أثبتت طوال هذه الفترة أنها الدرع الحصين للبنان في مواجهة هذا الاحتلال”.

وقال :” من حظ اللبنانيين أن نكون وأن يكون أبناء هذه الطائفة هم الموجودون على هذه الحدود، لأنه لولا ذلك لما كان هناك استقلال وما كان هناك لبنان، نحن درع لبنان في مواجهة هذا الاحتلال، وقد دفعنا في سبيل ذلك الالاف من أبنائنا شهداء وجرحى ومعوقين، وقرانا تهدمت وأهلنا تهجروا وعاشوا حالة من عدم الاستقرار”.

وأكد الخطيب ان “الاستقلال، أن نكون أسياد أنفسنا وأن يكون القرار قرارنا لما فيه مصلحة لبنان ولما فيه مصلحة الشعب اللبناني وأن تكون القرارات نابعة من إرادتنا الذاتية وليس أن تُفرض علينا وأن نكون نحن مجرد عاملين منفذين لإرادة العدو ومنفذين لإرادة الذين يريدون أن يسلبونا هذا الاستقلال”.

وتساءل :” أين هو هذا الاستقلال، هل الاستقلال هو بالخضوع لإرادة العدو؟  مع إقرار الأمم المتحدة بأن العدو الإسرائيلي هو الذي يمنع الجيش اللبناني من الانتشار في جنوب لبنان، ليس فقط السلطة اللبنانية وليس فقط رئيس الجمهورية وليس فقط الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني وإنما الأمم المتحدة بصريح العبارة تقول “أن الذي يمنع الجيش اللبناني من الوصول ومن الانتشار على كافة الأراضي اللبنانية في الجنوب والى الحدود هو العدو الإسرائيلي”.

وتوجه الى “اللبنانيين جميعا” “أن كرامتكم الوطنية وأن استقلالكم وأن حصانتكم هي بالدفاع عن شرفكم المرتبط بالدفاع عن جنوب لبنان وعن حدوده وعن سمائه لبنان و بحره وعدم الإستسلام لإرادة العدو، لا تخضعوا لإرادة العدو، لا تستسلموا لإرادة العدو، مهما كانت هذه الضغوط فإن الحق أقوى”.

وأسف الخطيب ل”القرارات التي اتخذها مصرف لبنان”، معتبرا انها “ليست قرارات سيادية، هي قرارات تنفذ إرادة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، والولايات المتحدة الأميركية بالأخص التي تريد أيضاً من الداخل اللبناني أن يكون اللبنانيين أعداء لبعضهم البعض، والقرار الذي اتخذه مصرف لبنان في الغاء بعض النشاطات المالية التي تختص بالفقراء وبالمعوزين والتي لا تمارس نشاطا ربحيا ولا تأخذ دور المصارف في لبنان”.