ينطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأربعاء في جولة أفريقية جديدة تمتد من 20 إلى 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، تشمل أربع محطات رئيسية هي موريشيوس وجنوب أفريقيا والغابون وأنغولا، في إطار مساعٍ لإعادة تموضع فرنسا في القارة بعد تراجع نفوذها خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا في مناطق كانت تُعد تقليديا ضمن المجال الحيوي لباريس، بحسب ما أفاد تقرير “أفريكا ريبورت”.
ويستهل ماكرون جولته بزيارة إلى موريشيوس يومي 20 و21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قبل أن يتوجه في الـ22 من الشهر ذاته إلى جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، حيث يشارك في أول قمة لمجموعة العشرين تُعقد على أرض القارة.
ويواصل الرئيس الفرنسي رحلته بزيارة إلى الغابون يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، على أن يختتم جولته في أنغولا في الـ24 من الشهر نفسه، في سياق توجه فرنسي متزايد نحو الدول الناطقة بالإنجليزية والبرتغالية في أفريقيا.
وتأتي هذه الجولة بعد أن نظّمت فرنسا قمة أفريقيا/فرنسا في مدينة مونبلييه بتاريخ في أكتوبر/تشرين الأول 2021 دون دعوة أي من رؤساء الدول الأفريقية، مفضّلة ممثلين عن المجتمع المدني اختارتهم السفارات الفرنسية، مما اعتُبر إهانة في عدة عواصم، وفق التقرير.
وبعد ثلاث سنوات، لم تُثمر هذه المبادرة إلا عن مؤسستين ثقافيتين، في حين ظل الأسلوب الفرنسي يُوصف بأنه فوقي ومتسلّط، ولم ينجح في كسر الصورة النمطية للعلاقة بين باريس وأفريقيا.
وشهدت منطقة الساحل خلال السنوات الأخيرة سلسلة انقلابات عسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، ترافقت مع تصاعد الغضب الشعبي ضد فرنسا، مما أدى إلى انسحاب القوات الفرنسية تباعا من هذه الدول، كما وثّق تقرير أفريكا ريبورت.
حتى تشاد، التي تُعد حليفا تاريخيا لباريس، طالبت بإعادة التفاوض على الوجود العسكري الفرنسي، في حين دعت السنغال وساحل العاج إلى خروج القوات الفرنسية، كلٌّ بطريقته.
وتعد دول الساحل الافريقي من الدول الداخلة في الفكر الاستراتيجي لفرنسا، حيث تعتبر هذه الدول غنية بالموارد التي تخدم الصناعات الفرنسية الثقيلة، وهذا الدافع الأول للوجود الفرنسي في القارة الإفريقية.
المصدر: مواقع
