ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس مجزرة جديدة بحق المدنيين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا جنوبي لبنان، بعدما استهدف بطائرة حربية ملعبًا رياضيًا داخل المخيم، ما أسفر عن ارتقاء 13 شهيدًا وسقوط عدد من الجرحى، وفق حصيلة محدثة أصدرها مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية
وبحسب بيان المركز، فإن الغارة وقعت قرب مسجد خالد بن الوليد في الشارع التحتاني داخل المخيم، وتسببت باندلاع حرائق في المكان وبأضرار واسعة في محيط الاستهداف، فيما هرعت فرق الإسعاف والدفاع المدني وفرق الإغاثة التابعة للفصائل الفلسطينية لانتشال الضحايا.
ولاحقًا، زعم جيش الاحتلال أن الغارة استهدفت “مجمّع تدريبات تابعًا لحركة حماس”، في محاولة لتبرير الجريمة، إلا أن الفصائل الفلسطينية سارعت إلى نفي هذه الادعاءات.
حركة حماس أكدت في بيان أنّ ما استُهدف هو ملعب رياضي مفتوح يرتاده الفتية، وأن الضحايا هم مجموعة من الأطفال والشبان كانوا يلعبون لحظة تنفيذ الغارة. وأضافت أن “لا وجود لأي منشآت عسكرية داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان”، معتبرةً أن الهجوم يشكّل اعتداءً وحشيًا على المدنيين وعلى السيادة اللبنانية.
وذكرت الحركة أن الاحتلال يستكمل بهذا العدوان نهجه في استهداف المخيمات الفلسطينية، مشيرةً إلى أن ما جرى يعيد إلى الأذهان مجزرة مماثلة ارتُكبت في أكتوبر 2024، حين قصف الاحتلال المخيم وأوقع ستة شهداء، نصفهم أطفال.
من جهته، أكد أمين سر حركة فتح في لبنان رياض أبو العينين أن الاحتلال ارتكب “مجزرة دموية بحق المدنيين” داخل المخيم، مشددًا على أن العدوان استهدف الأبرياء بشكل مباشر، وأن الاحتلال لا يفرّق بين أبناء أي فصيل داخل المخيمات.
وكشف أبو العينين أنه أعطى توجيهاته لجميع الفرق الطبية والإغاثية التابعة لحركة فتح للمشاركة في عمليات إجلاء الشهداء والجرحى، مؤكداً أن المخيمات الفلسطينية بلا أي منشآت عسكرية، وأن استهدافها يأتي في إطار سياسة الاحتلال الرامية إلى ضرب الأمن والاستقرار في لبنان.
وقد شهدت المخيمات الفلسطينية في الشمال حالة حداد واسعة حيث عمّ الإضراب العام وتعطّلت المدارس والمؤسسات التربوية، وارتفعت الأعلام السوداء إلى جانب الأعلام الفلسطينية التي غطّت الطرقات، في مشهدٍ عبّر عن الغضب العارم والحزن العميق على الشهداء الذين سقطوا في الاعتداء الغادر.
وبحسب مراسلنا في الشمال فادي منصور، فقد عبّرت مختلف الفصائل والفعاليات الفلسطينية عن إدانتها الشاملة للجريمة، معتبرة أن ما جرى يشكل محاولة جديدة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني واستهداف أمن المخيمات واستقرارها. وأكدت أن دماء الضحايا لن تمر من دون محاسبة، وأن الاحتلال يتحمّل كامل المسؤولية عن هذا العدوان السافر.
كما شددت الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في مخيمي نهر البارد والبداوي على تضامنها الكامل مع عائلات الشهداء والجرحى، مشيرة إلى أن وحدة الموقف هي خط الدفاع الأول في مواجهة المخططات التي تستهدف الفلسطينيين في لبنان، وأن الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكًا بحقوقه الوطنية مهما تصاعدت الجرائم واشتد الإرهاب الصهيوني.
وجرى الاجتماع الموسع لفاعليات مدينة صيدا بدعوة من مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان في دار الإفتاء صيدا استنكاراً لمجزرة مخيم عين الحلوة وتضامناً مع عائلات الشهداء والجرحى واختتم الإجتماع مع صدور البيان الختامي للمفتي الشيخ سليم سوسان
وفي ظل موجة الغضب الشعبي، يتجدد التأكيد أن تضحيات الشهداء ستبقى دافعًا لمواصلة النضال حتى استعادة الحقوق ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني.
المصدر: وكالات+ موقع المنار
