أعلن الجيش السوداني، اليوم الثلاثاء، تحقيق تقدّم نوعي في جميع محاور القتال بإقليم كردفان، مؤكداً أنه كبّد قوات الدعم السريع خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وأمّن مواقع استراتيجية وأعاد انتشاره وفق خطط مسبقة، في إطار العمليات العسكرية الدائرة وسط البلاد.
وقال مصدر عسكري إن الجيش دمّر وحدات تابعة للدعم السريع قرب مدينتي الأبيض وبارا بشمال كردفان، فيما أكدت قوة “درع السودان” المتحالفة مع الجيش استعادة السيطرة الكاملة على منطقتي أبو قعود وجبل أبو سنون في محور شمال كردفان.
في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع تحقيق مكاسب ميدانية في مناطق جبل أبو سنون وجبل عيسى والعيارة غرب مدينة الأبيض، وأعلنت في بيان نشرته عبر “تليغرام” قتل 290 جندياً من القوات الحكومية وتدمير 40 عربة والاستيلاء على 70 آلية أخرى، ما يعزز سيطرتها على معظم إقليم كردفان.
وتشهد المحاور المتعددة مواجهات كر وفر بين الجيش والدعم السريع، وأسفرت المعارك عن نزوح نحو 50 ألف شخص خلال الفترة الأخيرة.
وتسيطر قوات الجيش السوداني على ولاية جنوب كردفان ومدن رئيسية في شمال وغرب الإقليم، مثل الأبيض وبابنوسة، فيما تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على مدن أخرى في شمال وغرب وجنوب كردفان، أبرزها بارا والنهود والدبيبات.
وعلى الصعيد السياسي، دعت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر إلى هدنة عاجلة تستمر ثلاثة أشهر في السودان لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة لملايين المدنيين المتضررين من استمرار الحرب.
وخلال جلسة لمجلس العموم البريطاني، شددت كوبر على أهمية وقف إطلاق نار تليه عملية سياسية جادة، متهمةً قوات الدعم السريع باتباع سياسة التجويع والاغتصاب بحق المدنيين في الفاشر شمال دارفور، ومطالبة طرفي النزاع بفتح ممرات آمنة للمدنيين والطواقم الطبية والإغاثية.
وتتزامن المطالبات البريطانية مع دعوات واسعة من الولايات المتحدة ودول غربية وعربية أخرى لوقف إطلاق النار واستئناف الحوار السياسي، في ظل استمرار الصراع الدموي في السودان منذ أبريل 2023، والذي أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص داخليًا ودوليًا.
المصدر: الجزيرة نت