في خطوة تعكس حجم التحوّل في المعادلات البحرية الآسيوية، اعتبر قائد العمليات البحرية الأميركية الأدميرال داريل كاودل أنّ حصول كوريا الجنوبية على غواصتها النووية الأولى بات «ضرورة طبيعية» في مواجهة ما وصفه بـ«التهديد الصيني المتصاعد»، مؤكداً أن واشنطن ترى في هذا المشروع امتداداً لشراكتها العسكرية الاستراتيجية مع سيول.
كاودل شدّد على أنّ إدخال الغواصات النووية إلى الخدمة سيمنح البحرية الكورية دوراً يتجاوز حدود شبه الجزيرة، ليصل – وفق الرؤية الأميركية – إلى مهام عالمية تتقاطع مع مصالح واشنطن وأهدافها. ولفت إلى أنّ الولايات المتحدة تتوقع من كوريا الجنوبية أن تتحمّل «مسؤولية نشر هذه القدرات» في المناطق التي ترى واشنطن أنّها تحتاج إلى تعزيز الردع البحري.
وفي معرض حديثه، كشف كاودل أن التعاون الأميركي – الكوري الجنوبي سيتوسع ليشمل تدريبات مشتركة قد تُجرى في مياه البحر الأصفر، في إشارة واضحة إلى اتجاه واشنطن لزيادة حضورها العسكري ضمن المساحات الحساسة بالنسبة لكلٍّ من الصين وكوريا الشمالية.
الأدميرال الأميركي تطرّق أيضاً إلى الجانب التقني، مشيراً إلى أنّ برامج بناء السفن وتطوير القدرات تحت الماء باتت جزءاً من منظومة مواجهة «الأنشطة الصينية في المنطقة الرمادية»، إضافة إلى رصد التهديدات القادمة من كوريا الشمالية، ولا سيما في مجال الأنظمة غير المأهولة تحت الماء.
وفي خلفية هذا التصعيد البحري، يرى مراقبون أن واشنطن تعمل على رسم حزام ردع يمتد من اليابان وصولاً إلى كوريا الجنوبية وأستراليا، في إطار مواجهة النفوذ الصيني، بالتوازي مع متابعة الحركة العسكرية لـ«إسرائيل» في المنطقة والتي تبقى جزءاً من المشهد الأمني الذي تسعى الولايات المتحدة إلى إعادة تشكيله.
المصدر: وكالات
