شنّ العدو “الإسرائيلي” اليوم الجمعة سلسلة غارات جوية ومدفعية مكثفة في مختلف أنحاء قطاع غزة، مع استمرار خروقات وقف إطلاق النار. وأستهدفت الغارات مناطق شمال وجنوب القطاع، بما فيها مناطق داخل ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” جنوب شرقي خان يونس، وشرقي بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، إضافة إلى غارتين شمال غرب مدينة غزة. كما قصفت آليات “إسرائيل” جنوب شرق دير البلح ووسط القطاع، وسط تحليق مكثف للطيران التابع لـ”إسرائيل” في سماء القطاع.
ويشكل “الخط الأصفر” خط الفصل بين الجزء من غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس والمنطقة العازلة التي تسيطر عليها قوات “إسرائيل”، والتي تمثل 53% من مساحة القطاع وتم تمييزها على الأرض بواسطة كتل خرسانية صفراء، كجزء من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المكوّنة من 20 نقطة لوقف إطلاق النار.
وتستمر تداعيات الغارات والعمليات العسكرية لـ”إسرائيل” منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث أسفرت عن سقوط أكثر من 69 ألف شهيد، بينهم نساء وأطفال، ونحو 170 ألف جريح، فيما لا يزال العديد من المدنيين محاصرين تحت أنقاض المنازل المدمرة. وأكدت وزارة الصحة في غزة أن المرافق الطبية تعمل تحت ضغط هائل، وسط نقص كبير في الإمدادات الطبية والموارد الأساسية.
وفي سياق الأزمة الإنسانية المتفاقمة مع اقتراب الشتاء، يضطر عشرات آلاف الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم إلى العيش في خيام لا توفر لهم أي حماية من البرد، في ظروف صعبة تفتقر للخصوصية والخدمات الأساسية. وأفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أن أكثر من 282 ألف منزل في غزة دُمّر أو تضرّر نتيجة القصف التابع لـ”إسرائيل”، حسب بيانات “آلية المساعدات الإنسانية المعنية بالمأوى”، التي تُدار من قبل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وأكدت الأونروا استمرار تقديم المساعدات الإنسانية بالتعاون مع الشركاء الدوليين، مع ضرورة الإسراع في إعادة الخدمات الأساسية، خصوصًا في المناطق القريبة من “الخط الأصفر” حيث لا تزال قوات “إسرائيل” متواجدة، ويواجه السكان نقصًا حادًا في المياه الصالحة للشرب والكهرباء والمواد الغذائية.

وتشير التقديرات إلى أن دمار البنى التحتية المدنية في غزة وصل إلى 90%، مع خسائر أولية تُقدر بـ 70 مليار دولار، ما يجعل القطاع يعيش أزمة إنسانية غير مسبوقة. وتؤكد المنظمات الإنسانية الدولية أن استمرار القصف والعمليات العسكرية لـ”إسرائيل” يفاقم معاناة المدنيين ويهدد حياة آلاف العائلات الفلسطينية، خصوصًا مع اقتراب موجة البرد القارس.

ويعكس استمرار الاستهداف العسكري التابع لـ”إسرائيل” في غزة تحديًا كبيرًا لوقف إطلاق النار ومراقبة الاتفاقات الدولية، في ظل غياب أي مؤشر على تقليل الحملة العسكرية أو استعادة الأمن بشكل مستدام للمدنيين.
المصدر: وكالات
